لا حاجةَ لي بجَناحين سأوفّرُ الريشَ لصغارٍ لا يزالون مُعلّقين قُربَ العرش فربما تَحنو الرياحُ وتَردُّهم إلى شجرةٍ ثَكلَى. في طريقي «للكَمين، سأُطلِقُ عينيّ للسماءِ بحثًا عن سربٍ مهاجرٍ باتجاهِ الدفءِ النازفِ من الستراتِ المُمَوَّهة كلُّ رصاصةٍ تصنعُ عُشّاً ملائمًا لعائلةٍ من الطيور حتى يحين أوانُ الرجوعِ في الهزيعِ الأخيرِ من الشتاء سأكونُ بخير، تدربتُ جيدًا على النوم وفى قلبي ما يكفي من الألم... وأنت أيضا ستكون بخيرٍ، عندما أَعثرُ لك على غيمةٍ بدلا من الأمّ التي هجرَتكَ إلى حَتْفِها فالغيماتُ يُرضِعنَ الصغارَ ماءَ الجنّة، ويحملنَ اليتامى إلى ظلِّ الله سأمسحُ على رأسِكَ ربما يهدأُ طفلي الذي تعبَ من البكاءِ في انتظاري... هل تُخبرهُ أنني لم أجِدْ له لعبةً مناسبة في هذه المعركة؟! لا تحملْ له منّي مزيدًا من وعود.. الخذلانُ يُتْمٌ مُضاعَف. دعهُ يلوّن وجهي بحُريةٍ في حصةِ الرسم ويرسلُ قبلةً لصورتي عندما يعودُ إلى البيت إن استطعتَ، دعهُ يتوسَّد ريشاتك الصغيرة واهمسْ لهُ بحكايةٍ عنّي ليَصحو مبتهجًا يروي لأمِّه أنّهُ رآني في المنام