ما أشبه الليلة بالبارحة.. فى الماضى كنا نعانى عملاء الاستعمار الذين كانوا يفضلون خدمة الأجنبى المحتل على مصالح أوطانهم واليوم فإننا مطالبون بأن نفتح عيوننا جيدا لكى نتعرف على الخلايا النائمة التى تمثل حاضنة وظهيرا لفصائل العنف والإرهاب. أتحدث وفى ذهنى ما توافر من معلومات عن الأدلة والوثائق التى قدمتها مصر إلى شقيقاتها فى الخليج على شكل اعترافات مسجلة على الشرائط بالصوت والصورة للتنظيمات السرية التى تجمع هذه الخلايا النائمة ضمن شبكة عنكبوتية فى عدد من الدول العربية وضمنها اعترافات حول الأسلحة التى هربتها قطر إلى مصر عبر البوابة الليبية والأموال التى دفعت للإنفاق على الجرائم الإرهابية القذرة. وأستطيع أن أقول: إن مصر ومعها دول الخليج الثلاث السعودية والإمارات والبحرين أرادت بخطوات المقاطعة الأخيرة مع قطر أن تنبه حكام الدوحة إلى أنهم يتوهمون خطأ أنهم يستخدمون فصائل الإرهاب لأغراضهم فى البحث عن دور عربى وإقليمى بينما حقيقة الأمر أن الإرهاب وداعميه من القوى الكبرى هم الذين يستخدمون قطر كجسر عبور لبلوغ أهدافهم ومقاصدهم فى المنطقة.. ثم إن الدول الأربع وقد ناقشت بكل استفاضة ما أمامها من مستندات واعترافات حول الأموال والأسلحة رأت أن الكيل قد فاض بها وأن قطر تحولت بسبب هذه السياسات الرعناء إلى كابوس مزعج يشتت ذهن وجهد الأمة العربية ويبعثر شملها. وكما كانت مصر فى الماضى هى طليعة التحرر الوطنى لدول المنطقة من أجل نيل استقلالها وحريتها فإنها تكرر نفس الدور الآن وهى على يقين بأن النصر قريب وأن ما يقع من عمليات إرهابية هى سكرة الموت لفلول تحارب معارك اليأس وتتوهم أن استمرار تدفق الأموال والأسلحة سيعيدهم إلى الحياة مرة أخرى لمعاودة السعى لإيقاف حركة التاريخ وتعطيل مسار التنمية ومصادرة المستقبل المشرق الذى تتجه إليه مصر وشقيقاتها العربية تحت رايات الأمن والاستقرار. خير الكلام: الويل لمن يرى الخطر أمامه ويتعامى عن رؤيته ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;