يخطيء من يتصور أن الخلاف القائم بين غالبية الدول العربية ونظام الحكم فى الدوحة أنه خلاف عابر يمكن تسويته فى جلسة عرب يتخللها غذاء عمل وتختتم الجلسة بقبلات متبادلة لأن الأمر هذه المرة أعمق بكثير من أزمات سابقة كان يمكن تجاوزها بسياسة تبويس اللحى وعفا الله عما سلف. إن الأزمة هذه المرة أزمة جد مختلفة فى أسبابها وفى مظاهرها لأن الخلاف هنا يتعلق بخطر داهم اسمه الإرهاب الذى تنظر إليه دول العالم كلها على أنه الشر كله بينما ترى الدوحة أن الإرهاب وجهة نظر ويمكن التعايش مع ناسه وأفكاره فى وقت يجمع فيه العالم على أهمية وضرورة استئصاله وتجفيف منابعه فكريا وتمويليا وتسليحيا وإيواءا. ومعنى ذلك إنه لا حل وسط بشأن هذه الأزمة فإما أن تنصاع قطر للإرادة الدولية والعربية وإلا فإن عليها أن تتحمل نتائج العزلة والحصار التى لا بديل عنها. نحن إذن إزاء خلاف جوهرى يستوجب من قطر الاحتكام إلى العقل والعودة إلى الرشد وسرعة الانتباه إلى أنه ليس بمقدورها أن تواصل السباحة عكس التيار الذى يشكل إجماعا دوليا عبر عنه الرئيس الأمريكى ترامب بعد دقائق من مكالمة هاتفية مع الرئيس السيسى مساء أمس الأول الجمعة عندما صرح من داخل البيت الأبيض قائلا: «ان الوقت قد حان لكى توقف قطر دعمها وتمويلها للإرهاب المتورطة فيه منذ سنوات بعيدة»! أتحدث عن أزمة عميقة وخلاف جوهرى يحتاج إلى أن يقبل حكام الدوحة بسرعة الخروج من الرواسب الكامنة فى تفكيرهم والتى تفرز عقدا تحكم تصرفاتهم وتشكل خطرا على الأمة العربية كلها. نحن إزاء أزمة صراع بين طموحات مشروعة لأمة تتطلع إلى مستقبل أفضل وبين نظام حكم فى الدوحة مازال مقيدا بأغلال الماضى التى يمسك بخيوطها حفنة من مستشارى السوء الذين يتوهمون أن ما لدى الدوحة من أموال يمكن أن يوفر لها القدرة على أن تمنع الميلاد الجديد للصحوة العربية التى انطلقت شرارتها الكبرى فى مصر يوم 30 يونيو 2013 وأنهت حقبة السنوات العجاف التى هددت حاضر الأمة ومستقبلها! خير الكلام: لايغلبن جهل غيرك بك..علمك بنفسك ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;