* السماسرة ألقوا بهم فى الصحراء دون طعام أو شراب .. ومحاولات للتعرف على هوية باقى الضحايا التقت «الأهرام» أهالى ضحايا الهجرة غير الشرعية الذين لقوا حتفهم خلال محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا على يد عصابات التهريب ، بعد ان تم التعرف على هوية 7 من الضحايا، حيث تبين أنهم مصريون من محافظاتأسيوطوالمنياوكفر الشيخ، ويتم التنسيق بين السفارة المصرية فى طرابلس والسلطات الليبيةلنقل جثامين الضحايا إلى مصر، وتسليمها لذويها.
ففى قريتى الأنصار التابعة لمدينة القوصية بأسيوط، و جمريس بمركز منفلوط، خيم الحزن على القرى بعد مصرع اثنين من شباب المحافظة فى صحراء ليبيا، وهما محمد جمال عبد التواب، وأحمد جمعة كامل اللذان تم العثور على جثتيهما فى المنطقة الصحراوية الليبية بين طبرق وأجدابيت، وكانا يحملان بطاقتيهما، وقررا السفر إلى دولة ليبيا بحثا عن لقمة عيش، فوقعا ضحية لعصابات التهريب، التى ألقت بهما وآخرين فى غياهب الصحراء دون طعام أو شراب حتى لقى 19 حتفهم إلى أن تم العثور على جثثهم ملقاة فى صحراء ليبيا. رمضان حامد ابن عم «محمد جمال عبد التواب» التقته الاهرام فقال إن محمد طالب فى الصف الثالث الإعدادى وفور الانتهاء من الامتحانات قرر السفر إلى ليبيا بحثا عن لقمة العيش حيث يعمل هناك شقيقاه مصطفى (20 سنة) ووليد شقيقه التوأم، واتفق مع بعض السماسرة المعروف عنهم تسفير الشباب إلى ليبيا، وبالفعل سافر منذ 10 أيام بعد تدبير المبلغ المتفق عليه، وكان ضمن مجموعة من الشباب عددهم 14 شاباً استقلوا جميعاً سيارة ميكروباص وتحركت فى طريقها إلى محافظة مرسى مطروح ومنها إلى ليبيا ومنذ ذلك الوقت انقطعت الاتصالات بهم تماماً. حاولنا التواصل مع شقيقيه فى ليبيا ففوجئنا بأنهما لا يعرفان عنه أى أخبار حتى كانت الفاجعة عندما تلقينا نبأ وفاته عن طريق وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعى (فيس بوك) التى تداولت أخبار مصرع نحو 19 شخصاً فى صحراء ليبيا ومن بينهم مصريون، حتى تأكد لنا الخبر بإعلان وزارة الخارجية عن وفاته فى بيان لها ضمن 7 مصريين آخرين تم التعرف عليهم، ومنذ هذه اللحظة والأسرة تعيش حالة من الصدمة والذهول والحزن على وفاة ابنها، ونناشد المسئولين سرعة نقل الجثمان إلى مصر لدفنه، وتلقى العزاء فيه. أما محمد سيد من قرية الأنصار وأحد أقارب الضحية الثانية «أحمد جمعة كامل» فأكد أن أسرته علمت بنبأ وفاته فى الهجرة غير الشرعية، إلا أنها أخفت الخبر عن والدته لأنها فقدت أبنا لها منذ فترة قليلة، ولن تقوى على سماع خبر وفاة ابنها الثانى الأمر الذى قد يتسبب فى وفاتها هى الأخري. وأضاف أن «أحمد» يبلغ من العمر (19 سنة) وحاصل على دبلوم فنى هذا العام وهذه المرة الأولى التى يفكر فيها السفر إلى ليبيا بحثا عن أى مصدر دخل يساعده وأسرته على تحمل أعباء الحياة، فالأسرة لا تمتلك من حطام الدنيا شيئا. وهنا قاطعه أحد أهالى قرية الأنصار قائلاً : إن القرية من أكثر القرى فى أسيوط تصديرا للعمالة غير الشرعية لليبيا وكل شهر يسافر منها عدد من الشباب عن طريق سماسرة التسفير للخارج مضيفا أن أحد السماسرة اتفق مع أحمد ونحو 20 آخرين على تسفيرهم إلى ليبيا مقابل مبلغ مالى يتراوح ما بين 4 و6 آلاف جنيه على أن يتولى نقلهم حتى مرسى مطروح من خلال سيارة ميكروباص، ثم يتم نقلهم بعد ذلك إلى الحدود الليبية ليتولى أحد عناصر عصابة التسفير نقلهم داخل ليبيا عبر الصحراء. لكن يبدو أن العصابة تركتهم فى المنطقة الصحراوية دون طعام أو ماء حتى ماتوا عطشا. أما فى محافظة كفر الشيخ فقد خيم الحزن الشديد على أسر 3 من أبناء محافظة كفرالشيخ، من ضحايا رحلة السفر غير الشرعية إلى ليبيا وهم من قرى تفتيش إصلاح شالما وأبو العزايم التابعتين لمركز سيدى سالم وتفتيش أبو سكين التابعة لمركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ، وهم من الباحثين عن الرزق وقد تبين تحلل الجثث وتم وضعها فى ثلاجة مركز طبرق الطبى انتظارا للتصرف فيها بالدفن لصعوبة نقلها إلى مصر بهذا الوضع الصعب. »الاهرام« ذهبت الى قرية تفتيش أبو سكين التابعة لمركز الحامول والتقت على أحمد فرج، حيث قال إنه توجه إلى مدينة السلوم برفقة أقاربه، مساء الجمعة الماضية، بعد علمه بوفاة اثنين من عائلته فى ليبيا، وهما علاء عبدالباقى عبدالسلام، 28 عاماً، من مركز الحامول، والسعيد إبراهيم محمد، 18 عاماً، ابن شقيقته ومقيم بمركز سيدى سالم، وأضاف أنهما سافرا من كفر الشيخ يوم الخميس أول أيام شهر يوليو الحالى بغرض العمل فى ليبيا وانقطعت أخبارهما فجأة بعد أن كانا على اتصال بنا وعلمنا بعد عدة أيام بخبر وفاتهما وآخرين. وأشار إلى أنه تواصل مع الهلال الأحمر الليبى فى طبرق وتأكدنا من أنه ضمن المتوفين وطلبنا منهم استرجاع الجثمان وأبدوا موافقتهم لكنهم طلبوا منا تواصل الجهات المصرية معهم . وأوضح عماد أحمد ، خال المتوفى علاء عبدالباقي، أن مسئولين فى ليبيا أكدوا لهم عبر اتصالات هاتفية صعوبة نقل الجثامين بوضعها الحالى نظرا لتحللها فطلبوا استخراج شهادات وفاة للضحايا بمساعدة وزارة الخارجية. من جانبها قالت نصرة عبدالباقي، شقيقة المتوفى علاء عبدالباقى عبدالسلام ، إن شقيقها سافر إلى ليبيا للبحث عن فرصة عمل هناك منذ الخميس قبل الماضى مع عدد من الشباب من عدة محافظات وكان دائم الاتصال بنا حتى انقطعت الاتصالات بيننا منذ عدة أيام. وقال شقيقه عبده عبد الباقي، إن شقيقه المتوفى متزوج ولديه 3 أطفال أكبرهم عمره ( 5 سنوات ) ، وأنه أبلغنا بأنه سيسافر لليبيا مع عدد من الشباب عن طريق مطروح وسيقوم بسداد 30 ألف جنيه، وانقطع الاتصال بيننا وبينه ولم نعلم بخبر وفاته إلا عن طريق أحد الجيران عندما شاهد صورة بطاقته الشخصية متداولة على «الفيس بوك»، وانه ضمن المتوفين فى رحلة السفر غير الشرعية إلى ليبيا. وفى قرية أبو العزائم ، شيع الأهالى جثمان الشاب محمد فؤاد الصعيدى ،22عاماً حاصل على دبلوم صنايع، بعدما استطاع ذووه إعادة جثمانه عن طريق أحد الأقارب فى ليبيا ودفع مبلغ ماليا كبيرا هناك. وقالت هالة فؤاد شقيقة المتوفي، إنه انهى الخدمة العسكرية فى القوات المسلحة منذ ما يقرب من 4 أشهر وقرر السفر إلى ليبيا لتجهيز نفسه وسداد ديونه ، ودفع 7 آلاف جنيه لسماسرة التسفير ،مشيرة إلى أنه سافر ثالث أيام عيد الفطر وبعدها اتصلنا بمعارفنا هناك فأكدوا عدم وصوله وبالبحث تبين وفاته فى الصحراء بمنطقة طبرق. وفى قرية مجاورة تسمى تفتيش إصلاح شالما وجدنا أسرة السعيد إبراهيم محمد، 18 عاما ، وهو أحد الضحايا يقول والده إن ابنه الأكبر ذهب إلى السلوم فى محاولة لإعادة جثمان نجله المتوفى إلا أنه لم يستطع. وأضاف والد المتوفى قائلاً « ابنى سافر بحثاً عن لقمة العيش مع مجموعة من الشباب، والآن انتظر عودته فى صندوق خشبى محمولا على الأكتاف .. راح ابنى ضحية .. عليه العوض ومنه العوض. كما خيم الحزن والأسى على أهالى قرية طرفا التابعة لمركز سمالوط فى المنيا، بعد تلقيهم معلومات من ذويهم العاملين فى ليبيا، بوفاة 3 من الشباب عطشًا فى الصحراء وقال خليفه أحمد، مزارع، إن نجله إبراهيم، 26 سنة، توجه قبل نحو أسبوع إلى ليبيا للعمل بسبب فشله فى الحصول على فرصة عمل هنا وحتى يتمكن من تدبير مصاريف واحتياجات الزواج، وأنه تدخل مرارًا لمنعه من السفر بعد علمه أنه سيسافر بطريقه غير شرعية، وإن أحد أبناء القرية ويدعى محروس-م، كان قد اتفق معه على مساعدته على السفر للعمل فى ليبيا مقابل الحصول على 5 الآف جنيه، وعقب ذلك ألتقيت بمحروس وعنفته ووبخته حتى تعهد أمامى بعدم اصطحاب ابنى بين الشباب المسافر لكنه لم يف بعهده وفوجئت بسفر نجلى يوم الخميس قبل الماضي، حتى عرفت قبل أيام أنه لقى مصرعه بين آخرين ممن سافروا بطريقه غير شرعية، مؤكدًا أن الشخص الذى أقنع نجله بالسفر مقابل الحصول على مبلغ مالى «محروس» اختفى تمامًا من القرية، عقب حدوث الواقعة. وقال شحات سيد، شقيقى سعيد سيد اصطحب نجله محمد، وتوجه إلى ليبيا مع نفس المجموعة، وكان معهم أيضًا زوج ابنتى ويدعى عبد الله محمود عبد الله، غير أن الدليل الذى رافقهم فى الرحلة غدر بهم، والبعض يقول انه أغلق عليهم باب مخبأ سرى فى الصحراء، وانصرف لاحضار ماء وطعام ووعدهم بالعودة خلال نصف ساعة غير أنه لم يعد، ليلقى معظم الشباب حتفهم من شدة الجوع والعطش لكن شقيقى سيد تحمل حتى تم إنقاذه بمعرفة أشخاص مجهولين قاموا باصطحابه وآخرين كانوا على قيد الحياة إلى مستشفيات ليبية، واتصلوا بذويهم وأقاربهم وعقب ذلك تم نقلهم لمستشفيات أخرى بمعرفة أقاربهم المصريين لأنهم مازالوا يشعرون بالإعياء والمرض الشديد جراء الجوع والعطش الذى فتك بهم، مشيرًا الى أنه تواصل مع شقيقه الناجى «سعيد»، مرة واحدة فقط من خلال اتصال هاتفى عقب سماعه الخبر المشؤم، ثم انقطع الاتصال نهائيًا.