رئيس جامعة المنوفية يتفقد سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني ب«تربية نوعية»    محافظ المنوفية يتفقد مشروع مكتبة مصر العامة الجديد    وزارة السياحة تؤكد أن تأشيرة الزيارة بجميع أنواعها لا تخول حامليها أداء فريضة الحج    مسؤول ب«فتح»: الرئيس السيسي حذر من اتساع رقعة الصراع في غزة.. وتصدى لمحاولات التهجير    متحدث أونروا في غزة: مخاوف من انتشار أمراض مثل الكوليرا بالقطاع    موسيماني مدافعاً عن بيرسي تاو: ثالث العالم كيف يتم انتقاده؟    طبيب الزمالك يكشف آخر تطورات إصابة شيكابالا    إعدام كمية من اللحوم الفاسدة بشمال سيناء    «شاركت في مسلسل العتاولة».. من هي يسرا الجديدي زوجة أمير طعيمة ؟    مهرجان جمعية الفيلم ينظم حفل تأبين للراحلين صلاح السعدني وعصام الشماع    علاء الزهيري رئيسا للجنة التدقيق الداخلي للاتحاد العام العربي للتأمين    تنسيق مدارس السويس.. 225 درجة للثانوية العامة و230 للبنات ب"المتقدمة الصناعية"    البابا تواضروس الثاني يستهل زيارته الفيوم بصلاة الشكر في دير الأنبا أور (صور)    إدخال 171 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة عبر بوابة معبر كرم أبو سالم جنوب رفح    منتدى دولي لحشد الدعم الإعلامي للاعتراف بدولة فلسطين    إصابة كيليان مبابى قبل ودية منتخب فرنسا الأخيرة استعدادا ل يورو 2024    أسماء أوائل الشهادة الابتدائية بمنطقة أسيوط الأزهرية بعد اعتمادها رسميًا    عصام كامل يكشف مفاجأة بشأن حكومة مدبولي الجديدة (فيديو)    تقارير: مانشستر سيتي يستعد لتعديل عقد نجم الفريق عقب اليورو    «مكافحة المنشطات» تنفى الضغط على رمضان    نوران جوهر تتوج ببطولة بريطانيا المفتوحة للاسكواش على حساب نور الشربيني    سيدات مصر لسلاح الشيش يتوجن بذهبية ببطولة أفريقيا للفرق    يورو 2024| سلوفينيا تعود بعد غياب 24 عاما.. انفوجراف    وزارات جديدة ودمج بعض الحقائب.. أحمد موسى يكشف ملامح الحكومة الجديدة وموعد الإعلان الرسمي    قرار قضائي بشأن المتهمين بواقعة "خلية التجمع"    طلب إحاطة بشأن خطورة قطع الكهرباء بقنا ووصول الحرارة بها إلى 48    هيثم رجائي: الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن سيكون بمشاركة عربية ودولية    سوليفان: الطريقة الوحيدة للإفراج عن المحتجزين الوصول لاتفاق شامل لوقف الحرب    قيادات "الاستعلامات" و"المتحدة" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" في المساء مع قصواء.. اليوم    تعرف على فضل يوم عرفة وأهميته    متى يبدأ التكبير في عيد الأضحى ومتى ينتهي؟    منها مباشرة الزوجة وتسريح الشعر.. 10 محظورات في الحج يوضحها علي جمعة    الصحة تعلن إنهاء قوائم الانتظار لعمليات قسطرة القلب بمستشفى السويس العام    بشرى سارة بشأن توافر نواقص الأدوية بعد عيد الأضحى.. فيديو    لمواليد برج العقرب.. توقعات الأبراج في الأسبوع الثاني من يونيو 2024 (التفاصيل)    «الصناعات الكيمياوية»: إنتاج مصانع الأسمدة في مصر لم يصل مستويات ما قبل قطع الغاز    «اقتصادية الشيوخ»: الرقابة المسبقة سيؤثر إيجابيا على الاستثمار في مصر    أحمد العوضي يهنئ ياسمين عبد العزيز بمسلسلها الجديد: "هتغدغي الدنيا يا وحش الكون"    مياه القناة: استمرار أعمال التطهير لشبكات الصرف الصحى بالإسماعيلية    غدا.. "صحة المنيا" تنظم قافلة طبية بقرية حلوة بمركز مطاي    حجازي: جار تأليف مناهج المرحلة الإعدادية الجديدة.. وتطوير الثانوية العامة    مدحت صالح يستعد لإحياء حفل غنائي 29 يونيو بالأوبرا    محافظ الشرقية يهنئ لاعبي ولاعبات الهوكي لفوزهم بكأس مصر    المرور: ضبط 28776 مخالفة خلال 24 ساعة    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها والأكاديمية العسكرية للدراسات العليا    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق    بسمة داود تنشر صورا من كواليس "الوصفة السحرية"    البابا فرنسيس يحث حماس وإسرائيل على استئناف المفاوضات ويدعو لإنقاذ شعب غزة المنهك    ريان عربي جديد.. إنقاذ طفل سوري وقع داخل بئر بإدلب    مدرسة غبور للسيارات 2024.. اعرف مجموع القبول والتخصصات المتاحة    موعد يوم التروية 1445.. «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة للحاج في هذا التوقيت    وزير الزراعة يوجه بتكثيف حملات التفتيش على منافذ بيع اللحوم والدواجن والاسماك والمجازر استعدادا لاستقبال عيد الأضحى    ضبط مالك مطبعة متهم بطباعة المطبوعات التجارية دون تفويض من أصحابها بالقليوبية    فى انتظار القصاص.. إحاله قضية سفاح التجمع الخامس إلى جنايات القطامية    اعتدال بسيط في درجات الحرارة بمحافظة بورسعيد ونشاط للرياح.. فيديو وصور    يحدد العوامل المسببة للأمراض، كل ما تريد معرفته عن علم الجينوم المصري    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المحاكمة» قدمتنى كممثل ومخرج، و«أبوزهره» أعادنى للتمثيل 1
ثروت الخرباوى : وحيد حامد ظلم عبدالناصر ونجيب .. ومصادر «الجماعة» من كتب الإخوان!
نشر في الأهرام اليومي يوم 16 - 06 - 2017


أحببت زوجتي من النظرة الأولي
ورواية ميمنة النورانية تنتصر للمرأة.. وأحكي حكايتي مع الأخوان بكل صدق في رحلة الخروج
بعد عيد الفطر مباشرة سوف اثبت براءة عبدالناصر من إنتمائه إلي الإخوان

هذا رجل من طراز مختلف.. يجمع بين العقل والقلب بمزيج إنسانى رفيع .. يهوى المشى فوق الأشواك وفى الطرق الوعرة رغم ما يعترى جبينه ناصع البياض من فطرية لا تنبأ عن جوهره الطيب، ذلك المحب للفن والحياة فى كل تجلياتها الإبداعية، فعلى الرغم من إنه بدأ حياته السياسية عضوا فى حزب الوفد،
ثم انضم لجماعة الإخوان المسلمين فى لحظة فاصلة من عمره حتى أصبح أحد قياداتها، وساهم فى النجاحات التى حققتها الجماعة فى نقابة المحامين، لكن حسه الإنسانى غلبه مع أول اختبار إنساني، فاختلف مع الإخوان وانشق عنهم عام 2002م، ليصبح ضيفنا فى هذا الحوار «ثروت الخرباوي» أشد مهاجمى الإخوان بعد خروجه من براثن جماعتهم، بإبتسامة هادئه دخل على مكتبى فى «الدور السادس» الذى يحمل له ذكريات عديدة، حيث أجرى فيه وهو طالب فى كلية الحقوق حوارا طويلا مع الكاتب الكبير توفيق الحكيم ونشره فى مجلة الكلية.
تعالوا معى لنقف سويا على أعتاب تلك المحطات الناعمة والمذهلة إلى حد الدهشة، فى حياة «ثروت الخرباوى» الإنسان، قبل القيادى، والفنان قبل السياسى، والقانونى الذى احترف تفكيك النص وتفسيره وتحليله ووضعه فى إطار عقلانى لا يفقد جوهره، تلك الروح التواقة دوما إلى الحرية على جناح المحبة والسلام فإليكم نص الجزء الأول من الحوار :
فى البداية يهمنى أسألك: كيف جاءت فكرة عملك الجديد « رحلة الخروج» الذى يذاع طوال شهر رمضان على محطة « البرنامج الثقافي»؟
جاءت قبل رمضان بأسابيع قليلة، حيث كنت فى ندوة فى المجلس الأعلى للثقافة، لمناقشة كتاب «المواجهة الدينية لظاهرة الإرهاب» للدكتور سعد الدين هلالي، وقد شاركت فى المناقشة مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين، وكان من بين الحضور «شريف عبدالوهاب» رئيس الشبكة الثقافية، وبعد انتهاء الندوة جلس معي، وطلب منى تقديم منتج ثقافى يتعلق بكيفية السيطرة على عقول الشباب الصغارعن طريق عمل برمجة ذهنية لهم، لتوجيههم لتحقيق أهداف تنظيمية منحرفة، وكانت الجلسة تضم بعض العاملين فى البرنامج الثقافي، ومخرج العمل ياسر زهدي، وطرحنا بعض التصورات لتقديم عمل يوضع فى قالب فنى لتوعية الشباب من خطر الإرهاب والجماعات الإرهابية، سواء فى شكل حكايات أو قصص أو مسلسل، وبعد طول تفكير اتفقنا على فكرة « الحكى المنفرد» السلو الذى يدخل فيه مؤثرات صوتية وأغنيات ووثائق تاريخية من مكتبة الإذاعة المصرية.
فكرة الحكى الدرامى المنفرد بالمؤثرات الصوتية شكل جديد على المستمع المصري، كيف استطعت بمفردك جذب المستمع؟
الصدق والحرارة وطريقة الحكي، فضلا عن المؤثرات الصوتية هى التى جذبت المستمع، فالحكى فى شكل درامى مشوق تشعر معه إنك تسمع قصة أو رواية لها بداية ووسط وحبكة درامية، وتتصاعد الأحداث بشكل غرائبي، حيث استخدمنا كل وسائل الدراما من موسيقى وغناء ووثائق، وفى هذا العمل أسرد رحلتى مع الجماعة المتطرفه، حيث أحكى فى البداية قصة دخولي، ولماذا جاءت فترة الإستمرار؟ وأخيرا رحلة الخروج، وفى هذا العمل نؤكد على نظرية هامة وهى إذا غاب العقل وارتفعت المشاعر الدينية أصبحت مهيئا للدخول فى الجماعة، وعندما يرتفع البناء العقلى والفكرى للإنسان تبدأ نظرته فى التغيير والبحث والتأمل ثم الخروج، ومن خلال هذه الرحلة وضعت بعض النقاط الرئيسية، فأنا أحكى سردا متواصلا بحيث تنتهى كل حلقة بمفاجأة لينتظر المستمع الحلقة التالية بشغف.
ما الشيئ الذى كنت تريد توصيله للمستمع المصرى من خلال هذا العمل الشيق؟
أهم شئ كنت أريد توصيله للمستمع خاصة الشباب فى هذا العمل، يدور حول مفهوم «الجماعة القمرية»، الذى أطلقته على تلك الجماعة المتطرفة والمنحرفه، فهذه الجماعة عندما تراها من بعيد تظن إنها منيرة مثل القمر، لكن عندما تهبط على أرضها تكتشف إنها مظلمة ومليئة بالجبال والصخور والحفر، بل خالية من الحياة، هذه النقطة بالتحديد هى ما أريد توصيله، لأنه من خلال هذا النور الوهمى ينزلق الشباب أصحاب المشاعر الدينية المتأججة إلى دخول الجماعة، وعندما يدخلون تفقأ الجماعة عيونهم كى لا يروا شيئا، وتصيبهم بالصمم كى لا يسمعوا، وتغلق أفواههم حتى لا يتكلموا ثم تجعلهم يعيشون فى واقع إفتراضى غير حقيقي، فيرون ما تراه الجماعة ويسمعون ما تسمعه، ومن خلال هذه النقطة شرحت الوسائل التى تستخدمها الجماعة مع الشباب لتغييب عقولهم، ووضع صورة كاذبة أمام أعينهم عن الجماعة.
على ماذا اعتمدت فى طريقة الحكى عبر الحلقات؟
اعتمدت على التلقائية، فكل ما كان يهمنى أثناء تسجيل الحلقات الثلاثين أن يشعر المستمع بالتلقائية والبساطة والصدق الذى بداخلي، فأثناء التسجيل رفضت وضع أى أوراق أمامي، حتى لا يشعر المستمع بأنه يوجد حاجز بينى وبينه، ورغم هذا لم نتوقف فى تسجيل الحلقات الثلاثين إلا ثلاث أو أربع مرات فقط ولدقائق معدودة.، ما هو شعورك بعد انتهاء تسجيلك لهذا العمل الهام جدا؟
شعرت بسعادة بالغة، وبالرضا عن نفسي، لأننى استطعت تقديم رسالة هامة لكل شاب فى مصر، وأتمنى أن تصل رسالتى للمستمعين جميعا، ويحدث العمل تأثيرا ايجابيا، كما أن هذا العمل فيه تحد كبير لي، لأننى من الناس الذين نشأوا وكونوا جزءا كبيرا من ثقافتهم على محطة البرنامج «الثاني» التى أصبح اسمها الآن «البرنامج الثقافي»، وما زالت ذاكرتى تحمل تراث هذه المحطة العريقة، خاصة روائع المسرح العالمى التى قام ببطولتها مجموعة كبيرة من عمالقة الفن التمثيلى فى مصر.
عملا بتلك الأهمية، ألا ترى معى إن هذا العمل ظلم بإذاعته فى إذاعة «البرنامج الثقافي» محدودة الجمهور مع إحترامى وحبى الشديد لها؟
فكرة تقديمى لعمل إذاعى كانت فكرة «شريف عبدالوهاب»، لهذا أذيع حصريا طوال شهر رمضان فى محطة «البرنامج الثقافي»، لكن بعد إجازة عيد الفطر، سأتحدث مع «نادية مبروك» رئيس الإذاعة المصرية، ونتفق على إذاعته فى إحدى المحطات التى تحظى بنسبة جماهيرية أعلي.
دعنا ندخل فى تفاصيل أخرى على صعيد الدراما التليفزيونية: يعرض خلال شهر رمضان الجزء الثانى من مسلسل « الجماعة» للكاتب وحيد حامد هل أنت حريص على مشاهدته؟
بالتأكيد، فقد شاهدت الجزء الأول وكتبت عنه خمس مقالات نقدية فى مجلة «المصور» تكلمت فيها عن الأخطاء التاريخية التى وقع فيها المؤلف، وكذلك أخطاء الإخراج التى وقع فيها محمد ياسين، حتى بعض الأخطاء اللغوية، والصورة الكاريكاتيرية التى استولت على عقل وحيد حامد منذ كتب عن الجماعات الإسلامية، فهو يقدم صورة ذهنية غير حقيقية، وأظهر «حسن البنا» فى الحلقات بشكل مثالي، وبالتالى أثار حالة من التعاطف مع جماعة الإخوان المنحرفة.
وأعلم جيدا أن وحيد حامد فى وقتها سأل بعض الجهات الأمنية : هل تريدون منى أن أقدم عملا يرفضه الجمهور؟ قالوا: لا!، قال هل تريدون منى أن أقدم عملا يقولون أن الجهات الأمنية هى التى ساهمت فى صياغته، فبالتالى لا يكون مقبولا؟!، قالوا: لا!، قال : إذن فأتركونى أكتب ما شئت، وخرج المسلسل للنور وأعتقد أن جماعة الإخوان يومها أرسلت جواب شكر له.
ذكرت لى قبل شهر رمضان وعرض المسلسل إنك تخشى أن يظهر وحيد حامد سيد قطب وكأنه جيفارا الإسلامى الذى يموت ويعدم من أجل أفكاره؟
الحقيقة المسلسل مليئ بالأخطاء التاريخية، لكننى لم أتوقف عند الأخطاء التاريخية التى حفل بها، لكننى توقفت عند آمر آخر هو أن مؤلف المسلسل أظهر أن هناك صراعا بين فريقين على حكم مصر، فريق عبدالناصر، وفريق الإخوان، ووفقا لهذا فإنه يحدث بعد المشاهدة حالة تعاطف مع الإخوان أحيانا، وأحيانا آخرى مع عبدالناصر، وبالتالى وكأن المشاهد يشاهد اللعبة الحلوة، لكنه لم يظهر ونحن الآن فى الحلقة العشرين الضلال الفكرى ولا الجانب الظلامى الذى تعيشه هذه الجماعة، ولم يظهر أيضا قصة أفكار التكفير، ولا تبعية الإخوان والهضيبى للمخابرات البريطانية.
كما أن هناك مناطق خفية فى حياة سيد قطب، منها سفره لمدة عامين إلى أمريكا كرجل ليبرالى وعلمانى تماما، ورجوعه بعد ذلك كشخصية إسلامية، لم يجيب المسلسل عن سر هذا التحول؟! وسر علاقة «زينب الغزالي» بآل سعود، رغم إنها ليست شخصية إسلامية شهيرة، ولا كاتبة أو مؤلفة لها إسم، ولكنها فقط مجرد شخصية تنظيمية يقتصر دورها على الجماعة.
أثار المسلسل نقطة هامة أثارت الجدل خلال الأيام الماضية وهى إنتماء جمال عبدالناصر لجماعة الإخوان ما مدى صحة هذا الكلام؟
عار تماما من الصحة، فقد تحققت كثيرا من تلك الواقعة، ولم أجد لها أى إثبات، ثم ما هى الفائدة من أن الكاتب جعل عبدالناصر إخوانيا؟! الفائدة أو الرسالة التى يريد المؤلف أو مؤرخ العمل أن يوصلها إلى المشاهد أن عبدالناصر كان فى الإخوان وأنشق عنهم لينفرد بالحكم، إلا يستدعى هذا الآمر إهانة لجيش مصر العظيم فى أذهان المشاهدين، ومقارنة بين عصريين، عصر عبدالناصر، وعصر الرئيس السيسي!.
والسؤال من هو المستفيد من إظهار موقف غير حقيقي؟!، من كان يروج لهذه المعلومة هم الإخوان ذاتهم، كما أشاعوا أن سيد قطب كان إستاذا لعبدالناصر، رغم أن سيد قطب فى الأربعينات لم يكن معروفا على الإطلاق، لذا لم يكن من المنطقى أن تربطه علاقة صداقة مع عبدالناصر، بل كاد أجزم أنهما لم يلتقيا قبل الثورة، لكنهم فعلوا ذلك حتى يظهروا عبدالناصر بصورة الإنسان الغادر الذى أعدم أستاذه!.
ويؤسفنى أن أقول أن التاريخ الذى يعتمد عليه العمل الدرامى مأخوذ من كتب الإخوان! حتى الكتب والمصادر التى أشار إليها فى المراجع معظمها أصلا تأريخه من كتب الإخوان!! بإستثناء بعض الكتب القليلة منها كتب الكاتب الصحفى حلمى النمنم، التى لم يأخذ منها شيئا!.
وبالمناسبة سوف أطرح كتابا جديدا بعد عيد الفطر مباشرة بعنوان « هل كان عبدالناصر إخوانيا؟» سوف أرد فيه على كل الإتهامات التى جاءت فى المسلسل.
وما حقيقة إنقلاب الرئيس محمد نجيب على الزعيم جمال عبدالناصر كما جاء فى أحداث المسلسل؟
إفتراء وظلم للرئيس محمد نجيب، وإتهام غريب، وغير منطقي، ولو كان حقيقيا، كان الضباط الأحرار حاكموا الرئيس محمد نجيب، لكنهم لم يفعلوا فيه شيئا غير تحديد إقامته كما هو معروف، والحقيقة إننى فى قمة الدهشة من رغبة البعض عرض مسلسل يحكى قصة حياة جماعة الإخوان بتسلسلها التاريخي، وهذه الفكرة لها محاذير أهمها حالة التعاطف مع هذه الجماعة الظلامية، كما حدث مثلا فى مشاهد إعتقال الجيش لعدد كبير من الإخوان عقب حادث المنشية التى حاولوا الإخوان فيها إغتيال جمال عبدالناصر، رغم أن منفذى المحاولة لا يتجاوزوا العشرين، ماهى الرسالة التى يريد وحيد حامد توصيلها للمشاهد فى هذه الحلقة؟! خاصة وأن الجيش هو الذى كان وراء عمليات القبض.
البعض الآن يتحدث عن تجديد الخطاب الديني، ومن ثم يهمنا أن نعرف رأيك الخاص فى هذا الموضوع؟
يجب أن يعلم الجميع أن الخطاب الدينى مفردة من مفردات الحضارة الإنسانية، فحيثما ارتقت الحضارة الإنسانية للبلد والقيم الأخلاقية إرتقى الخطاب الدينى تلقائيا، وحيثما ارتفعت القدرات وإمكانيات الإبداع فى الخطاب الحضارى فى الفنون والآداب وتم إعمال العقل والإبداع سيتجه الخطاب الدينى أيضا إلى إعمال العقل والإبداع، نحن بالفن وحده نستطيع القضاء على التطرف، وهذا الفن كان سلاح جمال عبدالناصر فى الخمسينات والستينات فى مواجهة منظومة الإخوان التكفيرية، وأيضا منظومة سيد قطب المتشددة.
ننتقل إلى شاطئ آخر وهو أعمالك الإبداعية، حيث قدمت رواية رائعة بعنوان «زمكان» وحتى الآن لم تقدم أعمال روائية أخري.. لماذا؟
الحقيقة إننى كتبت خلال الفترة الماضية عدة أعمال، لكننى بطبعى حريص كل الحرص على الدقة والتدقيق فى كل صغيرة وكبيرة، من هذه الأعمال رواية بعنوان «ميمنة النورانيه»، وهذه الرواية مرتبطة بالمشروع الفكرى الذى أحمله.
وروايتى «ميمنة النورانية» مرتبطة بالأزمات التى نعيشها فى عصرنا الحالي، أزمة إننا لم نفهم الإسلام فهما حقيقيا، فهى تدور حول الإسلام الذى تم اختطافه منذ قرون بعيدة وانحرف به البعض عن مساره الصحيح، وأصبحنا الآن نعيش مع الإسلام، ولكن فى طريق آخر غير الطريق الذى يجب أن يكون، طريق إعمال العقل، والفكر، طريق تفكروا.. تدبروا.. تعقلوا، طريق ينبغى أن يقوم على تعمير الأرض، طريق أن الإنسان هو المستهدف من التعمير، ومشروع الأديان كله متعلق بالارتقاء بإنسانية الإنسان ومشاعره، كيف انحطت مشاعر الإنسان مع مفاهيم دينية مغلوطة، ووصلت إلى درجات سفك الدماء والقتل وترويع الآمنيين، ثم الصياح بالله أكبر فى ذات الوقت، هذا أمر مفزع، بل شديد الفزع.
والرواية فى خلفيتها فكرة فلسفية، لكن مع طابع درامى متصاعد مشوق، شديد التشويق فيما بعد، غرائبى فى مساره ونهايته التى ستكون مذهلة بالنسبة للقارئ.
أطلقت على روايتك إسم « ميمنة النورانية» وهى بطلة العمل، معنى هذا إنك تنتصر للمرأة؟
هذا صحيح لأن المرأة لها مكانة كبيرة جدا إنسانيا، ولكن المفاهيم الدينية المغلوطة همشت دورها فى الحياة، وجعلتها مجرد متعة للرجل فقط، وهذا ليس ما أراده الله سبحانه وتعالى للمرأة، الذى جعلها شريكة للرجل فى الحياة رأسا برأس وقدما بقدم، فقمنا بتخزينها فى البيوت وجعلها كلها محرمة، حتى إننا عندما نتحدث عن «فلانة» نقول «فلانة حرم فلان»، هذه المفاهيم والتقاليد الخطأ أصبحت راسخة فى العقلية المسلمة، لكننى أطرح مفاهيم مغايرة لها، وأرفع من قيمة المرأة وأضعها فى مكانتها الصحيحة.
فى مناسبة الحديث عن المرأة : هل تزوجت عن حب؟
بابتسامة هادئة قال : تزوجت بشكل تقليدي، لكن عندما جلست مع زوجتى فى أول مرة عندما ذهبت لرؤيتها أحببتها، وهى أيضا بادلتنى نفس الشعور.
فى فترة الخطوبة والزواج، هل كنت تستمع كأى شاب مصرى إلى الموسيقى والغناء؟
ضاحكا: طول عمرى وأنا أستمع إلى الغناء ومهتم به جدا، وعاشق لكثير من المطربيين، وأحب كتابات كثير من شعراء الأغنية، لكننى أخفيت هذا الجانب الروحى عن أى شخص فى فترة وجودى فى جماعة الإخوان، وكنت أحكى فيه مع قليليين جدا من الذين يحبون الموسيقى والغناء مثلي، بل سأدهشك عندما أخبرك إننى وآخرين اقترحت على الإخوان أن نقدم عملا فنيا، وقدمت بالفعل أنا ومجموعة من الإخوان مسرحية بعنوان «المحاكمة» شاركت فى كتابتها، وعندما حدثت ظروف لمخرجها، قمت بإخراجها حيث كنت مساعد المخرج، ولم يقتصر عملى فى هذه المسرحية على التأليف والإخراج فقط، بل قمت بالتمثيل فيها أيضا، حيث جسدت دور رجل يهودى يمثل الفكر العنصرى البغيض الذى استولى على فلسطين تحت راية عقائدية، والموضوع فى حقيقته لا علاقة له بالعقيدة، لكن له علاقة بالأطماع الاستعمارية، وقد عرضت المسرحية من خلال أنشطة النقابات المهنية، فى أكثر من مكان وحققت نجاحا كبيرا.
هل استمتعت بتجربة التمثيل، وهل يمكن أن تكررها؟
جدا، وقد عاودت التجربة منذ سنتين حيث قمت بدور الشيخ « أبوزهره» فى مسلسل «التنظيم السري» الذى قمت بتأليفه، وكتابة أشعاره التى غناها المطرب محمد الحلو، ولحنها الموسيقار ميشيل المصري، وأذيع منذ عامين على البرنامج العام وقام ببطولته النجم طارق لطفي.

في الحلقة القادمة
الإخوان قتلوا أسمهان بشهادة عبدالحليم محمود والمخابرات البريطانية كانت تعرف
مولانا لإبراهيم عيسي ليس فيلما سينمائيا, لكنه مقالا سينمائيا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.