عدت لتوى من مهمة عمل إلى كوريا الجنوبية حاملا إبهارا لم أكن أتوقعه، وأصبحت أمام حقيقة أن ما نطلق عليه كوكب اليابان على سبيل التندر، يبدو أنه سيتسع ليشمل دولا آسيوية أخري، منها كوريا الجنوبية، بل قد تهز عرش اليابان الصناعى والتكنولوجى خلال سنوات قليلة، فالشعب الكورى الجنوبى لديه الخصائص نفسها وهى الجدية المتناهية فى العمل وتناول كل أمور الحياة ، لدرجة أن الناس هناك نسوا لسنوات طوال حياتهم الخاصة والاستمتاع بها بشكل كامل ، ولم يأت ذلك من فراغ، بل من شعب محب لبلده صدقا وفعلا، ولم يتوقف حبه لوطنه عند حد الكلمات والأغاني، ليعطى بذلك درسا فى كيفية بناء الأوطان . ويكفى العرض الذى قدمته كوريا يوم الخميس الماضى عن استعداداتها لتنظيم دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية العام المقبل، يجعلنى أؤكد أنها ستكون دورة ألعاب تكنولوجية فى المقام الأول باستخدام أحدث التقنيات التى لم يصل إليها أحد فى العالم ، وهو ما سنتعرض إليه بالتفصيل فيما بعد. الأمر الذى سألت نفسى معه.. هل من الممكن أن نصل نحن المصريين إلى هذا المستوي، خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار أن الكوريين بدأوا من بعدنا بكثير، وبأقل كثيرا مما نحن وكنا عليه، والإجابة التى لم أجد بديلا عنها هى .. أنه من الممكن لو أحببنا بلادنا فعلا لا قولا، وعملنا بجديتهم لا بطريقتنا .. ساعتها من الممكن أن نصل إلى ما وصلوا إليه الآن من تقدم مذهل جعل متوسط الأجور لديهم ما بين 4 و 5 آلاف دولار شهريا، لا يشكو معها أحد من الارتفاع الباهظ للأسعار لديهم بالمقارنة بما نعانيه عندنا أضعاف المرات.. ولكن، هل نملك الإرادة والروح لفعل ذلك حقا ؟ وللحديث بقية بكل تأكيد. لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل;