المأساة كبيرة وصعبة ومؤلمة وقاسية والروايات علي ألسنة أهالي الضحايا لا تتوقف وهي كلها موجعة خصوصا ما يتعلق بالزهور البريئة من أطفال حافلة مغاغة الذين اغتالتهم رصاصات الإرهاب الغادرة بكل خسة وندالة لكن تحرك المجتمع المصري بكل اتجاهاته رفضا للفتنة ومسارعة بالتبرع بالدماء بالتوازي مع تحرك الدولة المصرية السريع في اجتماع أمني طاريء بقيادة الرئيس السيسي يعطي صورة عن مصر الدولة والشعب والمؤسسات التي تستمد قوتها من قوة النسيج الوطني الواحد. لقد انتفضت مصر كلها نهار أمس الأول الجمعة لكي ترد علي الإرهابيين ومن يقفون خلفهم بتحركات عاجلة وواعية تعطي ثقة بالدولة من جانب أبنائها في مصر ومن جانب المجتمع الدولي الذي أدان الجرم الإرهابي بكل شدة وجدد الجميع الثقة في قدرة مصر الدولة والشعب علي إفشال مخططات الإرهابيين باجتثاثهم من جذورهم بثنائية القصاص العاجل والخلاص الكامل من شرورهم وأثارهم!. والحقيقة إن بشاعة المأساة لم تحجب المعدن الأصيل لشعب مصر الذي جدد التكاتف والتضامن والتعاون والتنسيق مع قيادته السياسية من أجل بلسمة جراح الأسر المنكوبة ومساعدتهم في مواجهة الكارثة الغادرة مع تأكيد العزم المشترك من جانب الدولة والمجتمع علي سرعة لملمة أثار الكارثة وتحديد المسئوليات عنها وتكريس مناخ التضامن من أجل رسم سياسة جادة وحاسمة لسد كل الثغرات التي كشفت عنها هذه الكارثة المأساوية المفجعة حيث لم يعد هناك مجال لأحاديث المهادنة والمصالحة وغلق صفحة الماضي خصوصا مع الرءوس التي تحرك الذيول من ملاذات الخارج في الدوحة واسطنبول... وليكن شعار المرحلة المقبلة توافق وطني علي عدم إضاعة الوقت والجهد باسم وجود خيارات كثيرة للمعالجة حيث لم يعد أمامنا سوي خيار وحيد هو الاجتثاث والملاحقة لكل ما له علاقة وصلة بالإرهاب وهو ما بدأته مصر فعلا بضرب معسكرات الإرهابيين خارج وداخل مصر! خير الكلام: كيف يكون الإرهابي والمواطن الصالح متساويان بالحرية في الوطن الواحد! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;