مؤتمر الرياض حدثا هاما بل هو «تاريخي» كما ستثبته السنوات والأحداث فيما بعد، وأتوقع أن يكون لنتائج القمم الثلاث: بين السعودية والولايات المتحدة وبين مجلس التعاون الخليجى والولايات المتحدة وأخيرا القمة الموسعة، المشار إليها أقول: أتوقع أن تكون لهذه النتائج آثار كبرى أتمنى أن تكون إيجابية لمصلحة العرب والمسلمين. وأرجو أن أكون مخطئا عند التعبير عن عدم ارتياحى لها.. وأكثر من هذا التخوف منها.! وعلى سبيل المثال فإن قضية فلسطين لم تذكر إلا فى خطابى الملك عبد الله، والرئيس السيسى الذى جعل ومعه حق من استمرار الاحتلال والقهر مبررا لأعمال الإرهاب. ومثلا: فإذا كان قد تقرر تأسيس مركز «اعتدال» لدراسة وبحث التطرف المؤدى للإرهاب، وتصحيح المفاهيم. فكيف يكون هذا مع وجود «الأزهر» أعلى مرجعية إسلامية فى العالم الاسلامى والمعروف تاريخيا بوسطيته واعتداله والدعوة للاسلام الصحيح.. وكيف يكون هذا مع وجود ومهام مجلس حكماء المسلمين الذى يضم علماء ومفكرين من دول إسلامية؟ وألا يؤدى هذا إلى تضارب وازدواجية؟ وأساسا ما هو: الهدف؟ أم.. انه سيكون لواشنطن دور فى هذا؟ ومثلا: لقد تقرر تأسيس مركز عالمى لمكافحة، الإرهاب مع تشكيل قوات مسلحة قوامها أربعة وثلاثين ألف فرد ... للعمل ضمن العراقوسوريا ، وهذا أمر غريب !؟ فأولا أن فكرة تأسيس مركز دولى لرصد وتحليل وبيان أسباب الإرهاب ... فكرة قديمة وقد ظهرت لأول مرة ضمن ندوة دولية عقدها الأهرام عامى 1994، 1996 بمشاركة وفود من سبع وثلاثين دولة وحضور ممثل للأمين العام للأمم المتحدة وتشكل المركز بالفعل من شخصيات بارزة متخصصة فى عدة دول لكنه تجمد لأسباب مادية ! وبعد ذلك تأسست مراكز مماثلة فى أوروبا وعدد من الدول الآسيوية والعربية ... فماذا سيضيف المركز الجديد أم أن واشنطن التى لم تشارك فى ندوتنا وفى غيرها ووقفت ضد عقد مؤتمر دولى للأهرام - لها أهداف أخرى ؟ ثم لماذا سيقتصر على قوة مكافحة الإرهاب على سورياوالعراق ؟ ولماذا لم يدخل اليمن فى نطاق عملها وكذلك ليبيا ؟ ولماذا لم يذكر البيان الرسمى دور مصر فى مكافحة الإرهاب منذ السبعينيات والحرب الضروس التى تخوضها الآن ومنذ ثلاث سنوات فى سيناء ... وفى مصر كلها ؟ ولماذا لم يتقرر دعمها ؟ علما بأن الملك سلمان مشكورا قال للرئيس السيسى عقب إلقاء كلمته «نحن معكم» وأن الرئيس الأمريكى ترامب قد أبدى أيضا مؤازرته . فلماذا لم نضع المحاور التى ذكرها الرئيس السيسى فى خطابه موضع التنفيذ ؟ أما بالنسبة للاتفاقات العسكرية والمالية والاقتصادية بين الرياضوواشنطن ، فهذا شأن داخلى لكلا الدولتين والسعودية أدرى بمصالحها ... ودونالد ترامب مسرور وسعيد ! أما نحن فإننا على الدرب سائرون .. نؤمن عن وعى وعقيدة بالأمن القومى المصرى الذى يمتد من شمال البحر المتوسط إلى الهضبة الإفريقية الوسطى .. ومن المحيط الأطلنطى إلى الخليج العربى ونمارس دورنا منذ أحمس إلى عبد الناصر إلى السيسى, الذى أكد مرارا أن أمن الخليج خط «أحمر» وإذا كنا - شعب مصر العظيم نعتمد فى هذا كله على توفيق الله سبحانه وبعد ، أن مصر .. قبل وبعد مؤتمر الرياض ... ماضية فى طريقها يحيط بها العالمان : العربى والإسلامى وقارتها الإفريقية ، متعاونة مع سائر دول العالم النامى والمتقدم لأنها منفتحة على المجتمع الإنسانى الكونى لأنها دوما وأبدا : وطنا عريقا .. وشعبا عظيما .. وقد أكد رئيسها بممارساته أنه ليس فقط : رئيس دولة ... وإنما هو : زعيم يقود الواقع الواقع ويحلم بمستقبل أفضل . لمزيد من مقالات محمود مراد