قل ما شئت عن قمة الرياض الإسلامية الأمريكية وما شهدته عاصمة المملكة السعودية من لقاءات أخرى على هامش هذا الحدث الكبير الذى خطف أنظار العالم بأسره ودشن لبداية مرحلة جديدة فى منطقة الشرق الأوسط ولكن الشيء الأهم هو البروز اللافت لمصر ورئيسها فى أروقة القمة ووضوح الرؤية المصرية التى عرضها السيسى لتشخيص أوجاع المنطقة وكيفية السعى الجاد باتجاه حلول جذرية لها. ولست أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن مصر بعد قمة الرياض قد أصبحت شيئا آخر يختلف عما كانت عليه من قبلها خصوصا فى تقويم وتحليل زعماء الدول وخبراء السياسة والاستراتيجية على مستوى العالم حيث يسود الآن إجماع بأن مصر استطاعت فى المشهد التاريخى لقمة الرياض أن تثبت للجميع أنها قوة سياسية عربية دولية متحركة وفاعلة ومؤثرة ولم يعد بإمكان أحد أن يتجاهل رؤيتها أو يستغنى عن الاستماع لمشورتها تحت أى ظرف من الظروف... وارجعوا إلى ما قاله ترامب من إشادة بشجاعة السيسى وحسن إدارته للأمور رغم الظروف الصعبة التى تواجهها مصر وأيضا ما عقب به خادم الحرمين الشريفين عقب انتهاء الرئيس السيسى من كلمته وقوله بالحرف الواحد «نحن معك ونؤيد رؤيتك والمملكة العربية السعودية بكل إمكاناتها تقف مع مصر وتدعم خطواتها». كانت قمة الرياض بمنزلة إشهار لنجاح سياسة مصر وإعلان لسقوط سياسات الأقزام فى الدوحة واسطنبول الذين سعوا بكل الوسائل للهمس والدس ومحاولة الإيحاء على مدى السنوات الأخيرة منذ ثورة 30 يونيو بأن مصر لن تستطيع الثبات على موقفها المناهض لعصبة الأشرار من رعاة الفكر الإرهابى المتطرف فإذا بمصر تتمكن بطريقة مذهلة تحت قيادة السيسى من الاحتفاظ بثباتها وإسقاط كل رهاناتهم الخائبة. خير الكلام: لن يغطى عيوب المرء كثرة ماله.. ولن يصدق قوله وهو كذوب ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله