حفل شهر رمضان بالنوادر والطرائف التى تكشف عن طبائع النفس البشرية، وميلها إلى التحرر من القيود التى تمنعها من حرية التصرف، وتوضح العلاقة بين البشر، من حيث التواصل الإنسانى ومكاشفة النفس لما يعتورها من أخلاط ووساوس، والحكايات تعتمد على الوصف السردى القليل الذى يهيئ للحدث، والحوار القصير الذى يكون التساؤل أحد أهم طرائقه التعبيرية، ثم التضمين الشعرى الذى يستقطر الموقف فى تعبير جميل. وللشعراء مواقف ونوادر تجاه رمضان للقيد الذى يقيدهم به (من صيانة البطن والفرج)، وهم متمردون غلبتهم الرغبة فى التمتع، بأطايب الحياة، وكان لأبى نواس مواقف شعرية تجاه رمضان، حيث يقول فى إحدى قصائده. اسقنى حتى ترانى أحسب الديك حمارا ويعتب على شهر رمضان أنه أمات لهوه، وعطل مجونه. أمات مجانتى وأباد لهوي وعطل راحتى عن المدام .. والنوادر ترصد لنا المفارقات التى تحدث بين البشر، وتبين قدرا من السخرية، وتجلب الضحك والمزاح، وما تجيش فى النفس من جدل الفقر والغني. ويقول الشاعر حسين شفيق المصرى واصفا بعض العادات التى تصاحب رمضان، كالإقبال على المكسرات من جوز ولوز وبندق وقمر الدين الذى أصبح من أحب حلويات رمضان. وهو يصف رغبة امرأته فى شراء كل ما تطمع فيه من حلويات ومشروبات ومأكولات رمضان. أتى رمضان فقالت هاتولي: زكيبة نقل فجبنا لها.. ومن قمر الدين جبنا ثلاث: لفات تتعب شيالها وجبت صفيحة سمن وجبت: لوازم ما غيرها طالها فقل لى على ايه بنت الذين: بتشكى إلى أهلها حالها والنقل بمعنى المكسرات، وفى نادرة حدثت بين عمر بن عبدالعزيز وأعرابى رأى الخليفة وهو يصلى أعرابيا يأكل بجانب قبر الرسول فدنا منه وقال له: أمريض أنت؟ قال: لا، قال: أعلى سفر؟ قال: لا، قال: فما بالك مفطر والناس صائمون؟ قال الأعرابى: إنكم تجدون الطعام فتصومون، وأنا إن وجدته لا أدعه يفلت مني. الأديب محمد قطب