تعرضت 100 دولة حول العالم ل 75 ألف هجوم إلكترونى متزامن استهدفت الأنظمة الحكومية المختلفة والمدارس والمستشفيات، والعديد من كبرى شركات النقل والسيارات فى العالم. فقد استهدف هجوم «الفيروسات الإلكترونية» الخبيثة أنظمة الكمبيوتر حول العالم، حيث قام بتشفير البيانات على أجهزة الكمبيوتر المصابة بهدف الحصول على فدية والمطالبة بأموال من المستخدمين فى مقابل ملفاتهم. واستخدم القراصنة ما يعرف ببرامج «وانا كراي» أو «وانا دكريبتور»، التى تستغل نقاط الضعف فى أنظمة ويندوز. وأوضح تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن هذه الهجمات ربما تستغل نقطة ضعف ما فى نسخة ويندوز التى اكتشفتها مايكروسوفت فى منتصف مارس الماضى واضطرت لاصدار نسخة مصححة بسببها، فيما أكد العديد من المتخصصين فى الأمن الإلكترونى أن نفس الثغرة استهدفتها مجموعة من القراصنة أطلقت على نفسها اسم «شادو بروكرز» فى أبريل الماضي، وأكدت أنها سرقت رمز الهجوم من وكالة الأمن القومى الأمريكي. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن خبراء أمنيين تأكيدهم أن عشرات الآلاف من أجهزة الكمبيوتر فى نحو 100 دولة تأثرت باستخدم فيروسات إلكترونية يُعتقد بأن وكالة الأمن القومى الأمريكية كانت قد طورتها من قبل. وأوضحت أن المتسللون استخدموا فيروس «رانسوموار» أو «الفدية الخبيثة» لتشفير بيانات أجهزة الكمبيوتر، وطالبوا بمبالغ مالية تتراوح ما بين 300 و600 دولار مقابل عودة الأجهزة للعمل بشكل طبيعي. وقال باحثون أمنيون إنهم لاحظوا أن بعض الضحايا دفعوا بواسطة عملة «بيتكوين» الرقمية رغم أنهم لا يعلمون النسبة التى تم إعطاؤها للمتسللين.ولكن يبدو أن نتائج الاعتداء الإلكترونى جاءت مدمرة، فقد أعلنت هيئة الصحة الوطنية فى بريطانيا أن نحو 16 مستشفى وعيادة اضطرت إلى إلغاء المواعيد وتحويل وجهة سيارات الإسعاف، واضطرت إلى إلغاء العديد من العمليات الجراحية، ولم يتم حتى الآن الوصول إلى أى بيانات حول المرضى.ومن ناحيته، سارع مركز الأمن الإلكترونى الوطنى للحكومة البريطانية للتأكيد من خلال تغريدة على تويتر أنه «يعمل مع هيئة الصحة الوطنية ووكالة الجريمة الوطنية لفتح تحقيق حول الأمر».وفى بكين، أشارت وكالة أنباء الصين الجديدة «تشينخوا» إلى أن بعض المدارس الثانوية والجامعات تأثرت دون تحديد عددها أو أسمائها.وفى موسكو، كشفت وزارة الداخلية الروسية عن «أن الفيروس أصاب حوالى ألف جهاز كمبيوتر يعمل بنظام تشغيل «ويندوز»، أى ما يمثل أقل من 1٪من أجهزة الكمبيوتر بالوزارة، التى لم تتعرض لأى أذى لأنها تستخدم أنظمة تشغيل أخرى».ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر مسئول فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» قوله «إن الحلف يتابع عن كثب ما يسمى بهجمات لطلب الفدية، مشيرا إلى أن أنظمته لم تتعرض لأى هجوم فيروسي، إلا أن خبراءه على أهبة الاستعداد طوال عطلة نهاية الأسبوع لمتابعة الأمر».وأوضح مدير الأبحاث بإحدى شركات الأمن الإليكترونى أن عددا صغيرا من المنظمات فى الولاياتالمتحدة تأثر بالهجوم الإلكتروني، إذ أن المتسللين استهلوا حملتهم فيما يبدو باستهداف منظمات فى أوروبا. وأضاف أن المتسللين عندما وجهوا انتباههم إلى الولاياتالمتحدة تمكنت الأنظمة من التعرف على التهديد الجديد وتفاديه.ومن ناحيتها، حذرت السلطات الأمريكية ضحايا الهجمات من دفع أموال للقراصنة.وفى الوقت ذاته.