عندما زرت مدينة أورموتشى، عاصمة اقليم شينجيانج الصينى لاول مرة، فى إطار منتدى «الحزام والطريق» كانت الفرصة سانحة لان أزور موقع محطة القطارات السريعة التى كانت تحت الإنشاء آنذاك، كمحطة رئيسية تربط بين ثمانى دول فى آسيا الوسطى من جيران الصين، ومنها إلى تركيا ثم إلى أوروبا فى اكبر احياء «لطريق الحرير القديم». وبذكاء شديد وعبر حكمة حضارتها العريقة، نجحت الصين فى تنمية، وتطوير دورها الدولى والإقليمى، إلى آفاق ربما لم يعرفها قياصرة وأباطرة، ممالك الصين القديمة الذين شيدوا طريق الحرير القديم، ويسير على نهجهم حاليا الرئيس الصينى شى جين بينج عبر مبادرته الذكية. وخلال أيام تستضيف بكين أول قمة من نوعها لمنتدى «الحزام والطريق» يشارك فيه أكثر من 1200 مسئول رفيع المستوى وقادة من 110 دول بما فيها مصر، بهدف التشاور حول أفضل السبل لتحقيق أهداف مبادرة الرئيس «شى» وكيفية مساهمة ومشاركة كل دولة فى المبادرة بما يحقق الهدف الذى طرحته، وهو تحقيق التنمية والتعاون والكسب المشترك، وهذه الكلمات السرية التى حققت للمبادرة نجاحاً باهراً منذ أن طرحها الرئيس «شى» فى عام 2013، ووافقت على المشاركة فيها اكثر من 100 دولة ومنظمة فيها العديد من دول أمريكا اللاتينية والافريقية. توفر قمة «الحزام والطريق» زخماً هائلا، وقوة دفع رائعة لتحقيق عمليات التكامل الاقليمى للدول الواقعة على طول «الحزام والطريق» وترابطها على مشروعات للطرق السريعة، والسكك الحديدية، وتبادل السلع والمنافع المشترك، بما يسهم فى تفاهم الشعوب، وتحقيق الأمن والسلام وبالتالى يقلل فرص نشوب حروب أو نزاعات بين الدول لانها مرتبطة بمصالح، وأهداف مشتركة من الصعب تجاهلها فى حالة وجود خلافات أو نزاعات. المهم كيف تستفيد مصر والعرب من مبادرة الحزام والطريق.. وهو سؤال كبير تحتاج الاجابة عليه إلى مساحات .. والخلاصة أن مصر فى حاجة ماسة لأن تجعل من التعاون والاستفادة من تجربة الصين فى التقدم خاصة الصناعى والاقتصادية، أولوية أولى لها قبل أن نفقد هذه الفرصة أيضا كما فقدنا فرصاً ذهبية سابقة، فى اليوم الذى لاينفع فيها عض الأصابع ولن تعيدها دموع الندم!. لمزيد من مقالات منصور أبو العزم;