فى أحدث تداعيات المفاجأة التى فجرها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمس بإقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومي، ندّد نواب الحزب الديمقراطى فى الكونجرس بإقالة كومي، معتبرين أنها بمثابة محاولة محتملة لتقويض التحقيق الجارى حول إمكانية وجود تواطؤ بين مقربين من الرئيس ترامب وروسيا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية. وقال زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ شاك شومر "سيدى الرئيس، مع كل الاحترام لكم، أنتم ترتكبون خطأ فادحاً"، مشيراً إلى أنه حذر ترامب من هذه الخطوة عندما اتصل به الأخير لإعلامه بقرار الإقالة. ودعا شومر خلال مؤتمر صحفى فى مبنى الكابيتول إلى تعيين قاض مستقلّ كى يتسلّم التحقيق حول وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية فى عام 2016، وهو تحقيق يُجريه حالياً مكتب التحقيقات الفيدرالى "إف.بي.آي". واعتبر شومر أنّه فى حالة عدم حصول هذا التعيين فإنه يحق للأمريكيين التشكيك فى أنّ قرار إقالة كومى هو محاولة لخنق القضية. أما النائب باتريك ليهى فاعتبر أنّ الأمر شبيه ب"النيكسونية"، فى إشارة إلى الرئيس الأسبق ريشارد نيكسون الذى أقال فى عام 1973 القاضى المستقل أرشيبالد كوكس الذى كان يحقق فى فضيحة ووترجيت. وفى سياق متصل، ذكر تقرير لوكالة أنباء "أسوشييتدبرس" أن مكتب التحقيقات الفيدرالى أرسل خطابا إلى لجنة القضاء بمجلس الشيوخ قبل ساعات من إقالة كومى شمل تصحيحا لشهادة أدلى بها كومى الأسبوع الماضى أمام الكونجرس قال خلالها إن هوما عابدين أكبر مساعدى هيلارى كلينتون "أعادت إرسال" مئات وآلاف الرسائل الإلكترونية إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بزوجها أنتونى وينر، مشيرا إلى أن بعض هذه الرسائل كانت مصنفة على أنها "سرية". وقال "إف.بي.آي" فى الخطاب المكون من صفحتين إن عابدين "أعادت إرسال" عدد قليل فقط من آلاف الرسائل التى وجدت على جهاز أنتونى وينر فى حين أن غالبية تلك الرسائل تم تحميلها على الجهاز عن طريق أجهزة إليكترونية خاصة وليس عن طريق الإيميل. وتابع أن معظم الرسائل التى صنفت "سرية" لم ترسلها عابدين عبر الإيميل ولكنها تم تحميلها على الجهاز عبر أجهزة إليكترونية. وكان كومى قد ذكر فى شهادته الأسبوع الماضى أن عابدين أرسلت تلك الإيميلات على جهاز زوجها بهدف طباعتها، مشيرا إلى أن قيام عابدين بذلك لا ينطوى على أى خطأ أو خروج عن القانون. وفى غضون ذلك، يعكف الرئيس الأمريكى حاليا على البحث عن خليفة لكومى حيث ذكرت وكالة "أسوشييتدبرس" أن ترامب سيختار على الأرجح شخصا من خارج ال"إف.بي.آي"، ومن بين المرشحين راى كيلى رئيس شرطة نيويورك.