كان عام2009 شاهدا علي الكثير من الفضائح الجنسية والشائعات التي طالت الكثير من الزعماء ورجال السياسة وحتي المشهورين في مجال الرياضة. منهم من استطاع عبور الأزمة في هدوء والخروج بأقل الخسائر ومنهم طالت فضائحه مستقبله المهني وقضت عليه, وكان من ضمن هؤلاء لاعب الجولف الأمريكي الشهير تايجر وودز. لمن لا يعرفه, فهو أسطورة الجولف الأمريكي الذي احتل قمة التصنيف العالمي للاعبي الجولف لمدة تقرب من10 سنوات, وتقدر ثروته بنحو مليار دولار, وودز متزوج منذ خمس سنوات من عارضة الأزياء السويدية السابقة الين نور ديجرين ولهما طفلان, كانت حياته كأي لاعب مشهور مفعمة بالهدوء والاستقرار الي أن شاء القدر ووضعه في موقف لا يحسد عليه قلب موازين حياته رأسا علي عقب جعله يفكر في الاعتزال رسميا عن ممارسة الجولف. فقد اكتشفت زوجته خيانته لها مع ثلاث عشيقات وهناك شائعات تفيد بأن العدد أكثر من ذلك, وبعد أن استطاع إبعاد حياته العائلية عن الأضواء لأكثر من14 سنة باتت هي الآن المادة الخصبة لجميع الجرائد ووسائل الإعلام الأجنبية. الفضيحة انتشرت بعد تعرض وودز لحادث سيارة نتيجة مشاجرة حدثت بينه وبين زوجته بسبب اكتشافها لخيانته, وقد عرض وودز علي إلين الحصول علي5 ملايين دولار مقابل عدم تركها له, بالإضافة الي55 مليون دولار تحصل عليها لاحقا, ولكن هناك بعض المقربين يؤكدون نية زوجة وودز الحصول علي الطلاق والهجرة الي السويد. فهل ستنجح محاولات وودز في الاعتذار لزوجته وارضائها بقراره الابتعاد فترة عن الجولف ليركز اهتمامه علي عائلته؟ يري بعض المحللين أن هذا القرار سيصيب بطولات الجولف بضربة موجعة في ظل معاناة الكثير من منظمي البطولات الدولية من غياب التمويل والرعاة الساعين دائما خلف نجومية وودز. واذا كان وودز هو نموذج الزوج الذي يعترف بالخيانة ويبدي الندم ويحاول إصلاح الأضرار ولا يخشي تقديم الاعتذارات علنا, فهناك نموذج آخر للزوج الذي لا يعترف بمثل هذا المبدأ بل ان مبدأه هو الإنكار ثم الإنكار, وهو الذي يستحق فعلا لقب دون جوان عام2009, انه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكوني الذي أثارت فضائحه جدلا واسعا واحتلت جميع صفحات الجرائد, وذلك بعد أن تسربت صور وتسجيلات تؤكد اقامته حفلات خاصة في منزله الي جانب ظهوره بصحبة فتيات وعارضات أزياء, وما إن سارع بيرلسكوني إلي التكذيب كعادته حتي جاءت فضيحة تسجيلات المحادثات التي أجراها مع داداريو وهي الفتاة التي كان يرافقها واعترافها رسميا بأنها كانت تتردد كثيرا علي مقر اقامة بيرلسكوني في روما بصحبة فتيات يعملن لحسابها, لتسكب بذلك المزيد من الزيت علي النار, مؤكدة أن بيرلسكوني كان يدفع لهم مقابل هذه السهرات! فضائح بيرلسكوني منعته من التمتع بلذة الإنكار لفترة أطول, فقد كانت تصرفاته غير اللائقة كرئيس للوزراء وكزوج تسبق كل شيء, وسرعان ما طلبت زوجته فيرونيكا الطلاق قائلة إنها لا تستطيع العيش مع رجل منخرط في علاقات نسائية مشبوهة. ولم يكن الإنكار وحده هو الذي أغضب الكثيرين منه بل تبريراته المستفزة لمحاولة نفي التهمة عنه وهو ما جعل بعض الناس تضيق به, فعندما نشرت الصحف صورا له مع نساء شبه عاريات يستمتعن بحمام شمس في الفيللا الخاصة به, رد رئيس الوزراء قائلا إنها صور بريئة! هل كنتم تتوقعون أن نرتدي سترات وربطات عنق ونحن نستحم في الجاكوزي داخل منزلي الخاص؟! وهو دائما ما كان يتهم الصحف بتدبير مؤامرات ضده لإسقاطه من رئاسة الوزراء, مؤكدا بثقة يحسد عليها أن هذه الفضائح لن تمنعه من الاستمرار في عمله السياسي ومن غير الممكن التخلص منه بهذه السهولة! لقد مضي عام2009 بالكثير من الفضائح وربما يكون عام2010 شاهدا أيضا علي المزيد من الفضائح مثلما شهدت الأعوام السابقة علي خيانات كبار الزعماء والرؤساء, في قائمة طويلة ضمت الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي مع مارلين مونرو وبيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي.*