توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الى المصريين بترشيد استهلاكهم للمواد الغذائية فى شهر رمضان تتناسب مع ظروف الاقتصاد الحالى بعد ان اعتاد المصريون على البذخ والإسراف فى شراء المواد الغذائية خلال هذا لشهر الكريم سواء فى منازلهم او داخل موائد الرحمن حتى ان نسبة الفاقد تصل الى 40% خاصة فى الخضراوات والأرز والمكرونة حيث تلقى فوائض المأكولات فى تلال القمامة للكلاب والقطط الضالة فيترتب على ذلك ارتفاعات سعرية حادة، تتراوح بين 15 و 60% فى الكثير من السلع خاصة الدواجن واللحوم والخضراوات والفاكهة ويتضح ذلك فى الاسبوع الاول قبل حلول الشهر الكريم بل ويستمر هذا الغلاء حتى العشرة ايام الاولى من رمضان. ورغم مجهودات الحكومة للسيطرة على انفلات الاسعار من خلال توفير السلع الاساسية فى المجمعات الاستهلاكية وزيادة الحصص التموينية للبطاقات والدعوات للمقاطعة لمنتجات التجار الجشعين، الا ان هذه الجهود تذهب كالدخان فى الهواء بسبب هذا الاسراف والبذخ. والسؤال الذى يطرح نفسه.. هل الأزمة الاقتصادية وتراجع مستويات الدخل المعيشى للاسر ستجبر المسرفين فى رمضان على ترشيد نفقاتهم؟.. سؤال يجيب عنه عدد من التجار والخبراء فى التحقيق التالي 65 ألف طن زيوت نباتية فى رمضان يقول احمد عبدالوهاب رئيس شركة الاسكندرية للزيوت والصابون : ان استهلاك المصريين من الزيوت النباتية 900 ألف طن سنوياً من زيت عُبَّاد الشمس والصويا إضافة الي1،2 مليون طن من زيت الذرة والأولين، مؤكداً ان معدل الاستهلاك فى رمضان يزيد بنسبة 30% عن باقى شهور العام اى 65 ألف طن بينما فى الشهور العادية بمعدل 50 الف طن شهرياً.. مشيراً إلى ان الحكومة استطاعت توفير كل الكميات التى تحتاجها البطاقات التموينية فى مخازن الشركات العامة باسعار مدعمة اما زيت الذرة والأولين، فهى منتجات تطرحها الشركات الاستثمارية وتخضع للعرض والطلب واسعار الدولار فى الاسواق وبالطبع كلما زاد الطلب ترتفع اسعار السلع المعروضة. بدائل اللحوم التهبت أسعارها يؤكد الدكتور علاء رضوان رئيس رابطة مستوردى اللحوم والدواجن والأسماك وعضو غرفة الصناعات الغذائية ان زيادة الاستهلاك فى رمضان تدفع بالتجار الى رفع الاسعار فى ظل النقص الحاد من المعروض من اللحوم البلدية وارتفاع تكلفة المنتج المحلى البديل من الدواجن بسبب ارتفاع اسعار الأعلاف وإنفلونزا الطيور التى التهمت كميات كبيرة من الطيور فى موسم الشتاء الماضي، مشيراً الى ان الزيادات السعرية تبدأ قبل حلول شهر رمضان ببضعة ايام قليلة وتستمر حتى الاسبوع الاول من الشهر الكريم، وانه يتوقع ان تتصاعد معدلات استهلاك الدواجن هذا الموسم لارتفاع اسعار اللحوم البلدية الى ارقام قياسية، مشيراً الى ان حجم الاستهلاك من الدواجن فى شهر الصيام يصل الى 110 آلاف طن 25% منها مستورد من الخارج بينما كميات اللحوم البلدية والمستوردة تصل الى 130 ألف طن خلال هذا الشهر مشيراً الى ان اسعار اللحوم المستوردة وصلت الى 80 جنيها للكيلو بسبب ارتفاع اسعار الدولار. ويرى ان سلاح المقاطعة من قبل المستهلكين للتجار لن يكون له صدى طالما تصاعدت معدلات الاستهلاك فى رمضان ووجود نقص حاد فى الكميات المعروضة بالرغم من جهود الحكومة فى توفير هذه السلع فى المجمعات ومنافذ جهاز الخدمة الوطنية باسعار مناسبة. يشير محمد شرف نائب رئيس شعبة القصابين بغرفة تجارة القاهرة الى ان استهلاك اللحوم فى رمضان يتضاعف فى الوقت الذى انخفضت فيه الكميات المستوردة بعد تحرير قيمة الجنيه امام العملات الاجنبية، بل ان الانتاج المحلى يكفى 30% من الاستهلاك فقط بينما تستورد النسبة الباقية من الخارج وقد ترتب على ارتفاع اسعار العلف وانتشار مرض الحمى القلاعية نفوق اعداد كبيرة من الماشية كان من. نتيجتها ارتفاع اسعار اللحوم بشكل حاد لقلة المعروض منها. ويضيف ان المصريين اعتادوا على التبذير والبذخ فى الموائد الرمضانية حتى ان 40% من المأكولات خاصة فى موائد الرحمن تلقى فى تلال الزبالة للكلاب والقطط الضالة لكنه يعتقد أن موجة التراجع الملحوظ فى مستويات الدخول لغالبية المصريين بعد الموجات التضخمية المتتالية التى تشهدها اسعار السلع فى الاسواق سيجبر المصريين على الترشيد مؤكداً ان سلاح المقاطعة ضد التجار لن يكون له صدى فى رمضان لزيادة الاستهلاك وندرة المعروض من اللحوم وتراجع حجم الاستيراد. اللبن البودرة يؤكد محمد شكرى رئيس غرفة الصناعات الغذائية السابق ان شهر رمضان يشهد اعلى معدلات استهلاك للحلوى خاصة الرمضانية ويصاحب ذلك ارتفاع كميات السكر المستهلكة والزيوت النباتية والحيوانية وكذلك منتجات الألبان خاصة الزبادى والجبن حيث تصل المنتجات المستهلكة من الجبن اكثر من 100 ألف طن فى هذا الشهر بل ان استهلاك الزبادى يتعدى ال200% من حجم الاستهلاك فى الأشهر العادية وبالطبع فإن هذا الطلب المتزايد تترتب عليه زيادة الاسعار خاصة وان كميات الألبان المنتجة محلياً لاتكفى سوى بنسبة 50% من الاستهلاك وتعوض النسبة الاخرى من اللبن البودرة المستورد من دول اوروبا والذى ارتفعت أسعاره ايضاً بسبب تراجع قيمة الجنيه بعد تحرير سعر الصرف.