إذا كان الإرهاب يحيط بنا من كل جانب، فإن الإرهاب القابع بيننا ويجتهد فى الاختفاء والتدليس وارتداء الأقنعة هو الخطر الداهم والعدو الحقيقى الذى يهدد حياتنا.. إنهم فئة ضالة تعيش بيننا، وتتغلغل فى كل نواحى الحياة والمصالح والهيئات تشيع الفساد فى الأرض متأثرة بفتاوى أهل الشر من شيوخ الجماعات الخارجة الذين يحرضون على القتل والتدمير وترويع الآمنين مستخدمين بعض التوافه المغيبين الذين يبرمجونهم ويفخخونهم ويطلقونهم قائلين لهم، إنهم فى طريقهم الى الشهادة فهل يكون القاتل الفاجر شهيدا؟! وهو الذى لم يعمل عقله للحظة ويسأل محرضيه من أهل الشر: إذا كان القتل والتدمير والترويع هو طريق الشهادة فلماذا لم يحرص هؤلاء المحرضون على أن ينالوا هذا الشرف؟ إن الانتحارى المفخخ ينسف نفسه، ويدمر حياة أهله وعشيرته، ولعل ما رأيناه على الهواء من بكاء وعويل شقيق مفجر الكنيسة المرقسية بالاسكندرية وهو يتوارى خوفا وخجلا وخزيا عن أعين المشاهدين من فعلة أخيه.. لعل ذلك يكون درسا لمن تسول له نفسه الانخراط فى طريق الشر والإجرام. محمود الفيل