فى الضمير يسكن الأزهر الشريف بوسطيته واعتداله عبر الزمان والمكان .. من حوله تهب العواصف العاتية غير أنه مستقر بقواعده التى تأسست على سماحة الدين الحنيف وعلومه الشرعية. على رأس الأزهر - منارة العالم الاسلامى فى شرق الدنيا وغربها- يجلس فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب زاهدا حاملا الأمانة بفؤاد ينبض بالأمل فى الإصلاح ورجاء من الله العلى القدير فى أن يصلح ذات البين . للأزهر وشيخه المكان والمكانة ليس فى مصر وحدها وإنما فى العالم بأسره تلك المرتبة لم يتحصل عليها فى يوم وليلة وإنما على امتداد العقود والأزمان، وبفضل العطاء المستمر الذى لا يتوقف وينهل منه كل أبناء العالم الإسلامى. على أرضية الحوار تتجدد الأفكار وتتعمق الرؤى أما فى ساحات الاتهامات غير الموثقة فيفتح الباب على مصراعيه للأهواء الشخصية والحملات التحريضية من أنصاف المتعلمين وأرباب الجدل . الشيخ الجليل الدكتور احمد الطيب، هو رمز الأزهر الشريف وقامته ومكانته مصونة برسالة التنوير التى يلتزم بها الأزهر والوسطية التى ينتهجها مهما يَدَّعِ البعض بغير ذلك . الأزهر كما هى الحال فى جميع المؤسسات يحتاج إلى التطوير ومواكبة التغييرات الحديثة فى العصر من خلال التوسع فى استخدام الابتكارات المرتبطة بمجالات الكمبيوتر والإنترنت للوصول إلى أكبر قاعدة فى العالم لا بهدف التأثير، وهذا مطلوب ولكن بغرض نشر المفاهيم الصحيحة والمعتدلة . من السهل جدا أن تلقى حجرا فى الماء لكن من الصعب أن تعثر عليه ثانية،بمعنى أنك ستكون فاقدا للقدرة على استعادة ما رميت وعليه فهو كالحرث فى الماء بلا طائل. الأزهر تعرض من قبل وسيتعرض لحملات منظمة كبيرة وهى أمور طبيعية فى الحياة قد تؤلم وقد لا تؤلم لكن الأمر المؤكد أنها ستمر، وستبقى مشيخة الأزهر والجامع الكبير والجامعة العريقة ومستشفى الحسين والمعاهد الأزهرية مؤسسات تبغى وجه الله والعلم وترفض التطرف واقحام الدين فى فعل السياسة لها رسالة تعمل جاهدة للحافظ عليها ومواجهة البعض ممن يعتنقون الفكر المتطرف، سواء من ابناء الأزهر أو من خارجه، فتلك هى الرسالة الأهم . لمزيد من مقالات ماهر مقلد;