فى كل اختبار للإعلام، وتحديدا غالبية برامج التوك شو يصاب المواطن بخيبة أمل وإحباط فى التغطية التى تتم بها الأزمات والحوادث الإرهابية، وفى هذا التحقيق يؤكد خبراء الإعلام ما طالب به الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الخطاب الإعلامى بالتعامل بمصداقية ومسئولية ووعى وعدم تكرار ما يجرح مشاعر المصريين من مشاهد وحول ذلك يقول د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام: إن رسالة الرئيس السيسى للإعلام جاءت لتؤكد دوره المهم فى وقت الأزمات أو القضايا الحساسة التى يمر بها الوطن، ومنها العمليات الإرهابية الخسيسة، فالإعلام المصرى مطالب بالحرص الشديد فى مثل هذه الظروف على مصالح الوطن العليا وعلى المصالح القومية والوطنية قبل السبق أو الانفراد مع التدقيق فى نشر وبث المعلومات من مصادرها الأساسية، فالمعلومات المغلوطة تصيب المواطن بالفزع واليأس والإحباط وتزيد من اللغط والشائعات وتشوية صورة الوطن فى الخارج، ولذلك فلابد من اختيار المراسل الجيد الذى يمتلك المعلومة من مصادرها وليس من الشارع مع اختيار الضيوف بعناية، خاصة عندما يتعلق الحديث عن قضايا الإرهاب فهى تحتاج إلى خبرات وضيوف ذات طبيعة خاصة، وأحذر فى التغطية الإعلامية لمثل هذه الحوادث الإرهابية الدنيئة من نقل المعلومات من المواقع التى لا تعمل بمهنية بل وبها الكثير من الأعداء الذين يعملون ضد الوطن، ويجب مراعاة الجوانب الأخلاقية والمهنية فى التغطية وألا يتم نشر صور الشهداء والمصابين بشكل متكرر لأنه يؤدى لأذى المشاعر الإنسانية والإحباط لدى الأفراد والمجتمع. ويقول د.عبد الله زلطة أستاذ الإعلام إن حديث الرئيس السيسى عن الإعلام له أكثر من دلالة ومعنى ومغزي، إذ يعبر عن عدم الرضا من عدم الالتزام بالمصداقية والمسئولية والوعى، خاصة مايتعلق بالقضايا التى تمس الأمن القومى للدولة، فلابد أن يتحلى الجميع بالمصداقية والمسئولية والوعى والالتزام باخلاقيات المهنة، أيضا نطالب الدولة بسرعة إصدار تشكيلات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والهيئة الوطنية للإعلام، لضبط إيقاع العمل الإعلامى الذى وصل إلى مرحلة الانفلات والاستهتار بمصلحة الوطن، كما أصبح مرتعا لكل من هب ودب للعمل فى مجالاته دون حسيب أو رقيب مما أدى لتدهور أحواله واختفاء معاييره المهنية. كما أشار د.صفوت العالم أستاذ الإعلام: لاشك أن رسالة الرئيس السيسى للإعلام هى رسالة مهمة فى وقت مهم يحتاج إلى تضافر الجهود للقضاء على الجماعات الإرهابية التى لاوطن لها ولادين، وهو ما يستدعى الضرورة الملحة لسرعة إصدار الهيئات المنظمة للإعلام ولجانها المتخصصة التى من شأنها أن تحدد الضوابط الخاصة بتغطية الإعلام للأحداث والأزمات، وقد حدث خطأ فى التغطية بطنطا والإسكندرية وهو تكرار مشاهد المصابين والشهداء والأطفال الأبرياء دون مراعاة للحالة النفسية والوجدانية للمواطن، ويقول لاشك اننا بحاجة ملحة الى إستراتيجية إعلامية متكاملة لتحديد خطاب إعلامى مناسب لمواجهة الإرهاب. وأكدت د.هويدا مصطفى أستاذ الإعلام: على كل الإعلاميين الالتزام بالضمير الأخلاقى والمهنى وميثاق الشرف فى كل التغطيات الإعلامية وعلى رأسها الحوادث الإرهابية، فهناك ضوابط للتعامل مع مثل هذه الأحداث أهمها الالتزام بدقه المعلومات ومراعاة مشاعر المشاهدين, خاصة أسر الضحايا وعدم تكرار عرض الصور التى تؤذى مشاعرهم، ومراعاة الضوابط الأخلاقية قبل الانفرادات المهنية، كما اشار الرئيس السيسى فى خطابه وخطاباته السابقة مرارا وتكرارا حول الخطابين الدينى والإعلامى.