فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية ال28 فى منتجع البحر الميت، أكد العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى أنه لا سلام ولا استقرار فى المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية فى الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين. ولفت فى كلمة ألقاها، بعد أن تسلم رئاسة القمة من الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز الى أن إسرائيل تستمر فى توسيع الاستيطان وفى العمل على تقويض فرص تحقيق السلام، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس مسئولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها، نيابة عن الأمتين العربية والإسلامية، مشددا على مواصلة بلاده التصدى لأى محاولة لتغيير الوضع القائم والوقوف بوجه محاولات التقسيم الزمانى أو المكانى للمسجد الأقصي. وأضاف «أمامنا اليوم تحديات مصيرية لدولنا وشعوبنا وأمتنا بخاصة خطر الإرهاب والتطرف الذى يهدد أمتنا ويسعى لتشويه صورة ديننا الحنيف واختطاف الشباب العربى ومستقبلهم». وحول الأزمة السورية عبر الملك عبدالله الثانى عن أمله فى أن تقود مباحثات جنيف وأستانا إلى انفراج يطلق عملية سياسية تشمل جميع مكونات الشعب السورى وتحافظ على وحدة الأراضى السورية، وسلامة مواطنيها وعودة اللاجئين، وأكد العاهل الأردنى دعمه لجهود الحكومة العراقية فى محاربة الإرهاب تمهيدا لعملية سياسية شاملة بمشاركة كل مكونات وأطياف الشعب العراقي، تضمن حقوق الجميع، وتؤسس لعراق مستقر وموحد.. كما أكد دعمه لجميع الجهود المبذولة لإعادة الاستقرار والأمن فى اليمن وليبيا وتحقيق مستقبل واعد لشعبيهما الشقيقين، قائلا فى هذا السياق: «لابد لنا أن نأخذ زمام المبادرة لوضع حلول تاريخية لتحديات متجذرة مما يجنبنا التدخلات الخارجية فى شئوننا». وكان الرئيس الموريتانى محمد ولد عبدالعزيز قد أعرب فى مستهل كلمته بعد افتتاح أعمال القمة عن أمله فى أن رئاسة الأردن للدورة الجديدة للقمة العربية سوف تعطى دفعا للعمل العربى المشترك. واستعرض الرئيس الموريتانى جهود بلاده فى تنفيذ ومتابعة القرارات العربية الصادرة عن قمة نواكشوط التى عقدت فى شهر يوليو الماضى.. مشيراً إلى أن القمة العربية الإفريقية فى مالابو عكست عمق ومتانة العلاقات بين إفريقيا والعالم العربي. وحذر من أن العالم العربى يواجه تحديات ومخاطر وتهديدات وأوضاعا إنسانية بالغة التعقيد. وكان العاهل الأردنى قد استقبل القادة العرب ال 16المشاركين فى القمة، لدى وصولهم إلى قصر المؤتمرات بمنطقة البحر الميت. ومن جانبه، عبر أحمد أبوالغيط الأمين العام للجامعة العربية عن ارتياحه الكبير لنتائج اللقاءات التى أجراها مع عدد من القادة العرب خلال الفترة الماضية. وقال إن ذلك شكل دفعة معنوية هائلة له خاصة أن الخط العام فى هذه اللقاءات تركز على دعم الجامعة العربية وعملها والتمسك بمهمتها السامية فى تمثيل وتوحيد العرب والتعبير عن مصالحهم والذود عنها، وتجسيد آمالهم وتطلعاتهم والسعى إليها. جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها فى الجلسة الافتتاحية للقمة العربية العادية الثامنة والعشرين التى عقدت بالبحر الميت أمس لكنه استدرك قائلا: بالقدر ذاته استشعرتُ أسى مفهوماً ومرارة لها ما يبررها إزاء الوضع العربى وما طاله من ضعف وانقسام وفرقة، موضحا أن تلك المقابلات مع القادة العرب شكلت علامات إضاءة واضحة على طريق اضطلاعه بمسئولياته التى تولاها مطلع يوليو الماضى. وقال: لقد عاهدت القادة الذين التقيتهم على أن أنشط قدر إمكانى عمل ودور الجامعة فى مختلف الملفات والقضايا.. وأن أسعى ما أمكن أيضاً إلى لم شمل العرب، وترتيب الأوضاع واستعادة اللحمة فيما بين الجميع.