هذه السلسلة المتصلة من المعارك التى تخوضها مصر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو 2013 أفرزت رموزا وطنية شجاعة وجريئة امتلكوا روح الفروسية وأثبتوا قدرتهم على تحدى قوى الشر والظلام وأعداء البناء والتنمية. أتحدث عن رموز وطنية شريفة امتلكت إرادة الفعل دون رهبة أو خوف حتى لو كان الثمن دماء زكية قدمتها عن طيب خاطر وهى تطارد الخفافيش والأشباح فى سهول الوادى وفوق رمال وجبال سيناء، أو جهد وعرق تحت نيران الشمس المحرقة فى المشروعات التنموية العملاقة. كان لسان حال هؤلاء الأبطال ينطق بالصدق بأنه مهما تكن العقبات ومهما تتعاظم المصاعب ومهما يطل الزمن فإن شمس الأمن والاستقرار والنماء سوف تعاود إشراقها من جديد. لم يغب عن هؤلاء الرجال أنهم متجهون منذ اللحظة الأولى صوب مهمة صعبة وشبه مستحيلة لأنهم يواجهون قوى شريرة فى الداخل تستند إلى قوى دولية وإقليمية توفر لهم كل وسائل الدعم. ولأن معاركهم انطلقت من فهمهم بأنهم أقرب إلى تحدى المستحيل قياسا على ظروف المواجهة ومصاعبها الأمنية والتنموية كان وجود القائد الشجاع والجريء أمرا ضروريا وهو ما توافر منذ البداية فى شخص الفريق أول عبدالفتاح السيسى الذى اختبر طاقة الأمة وصدق إرادتها فى طلب التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، فجاءه الرد هادرا ومؤكدا عمق اتصاله بضمير المصريين فى تلك الأيام الحاسمة من عمر الوطن. وهذا الذى نعايشه حاليا لا يمكن تقويمه بمشروعات عملاقة يتم تنفيذها أو إنجازات فى الحرب ضد الإرهاب، وإنما ينبغى تقويم ما جرى باعتباره أسرع وأعمق خطوات من أجل تغيير جوهرى فى تكوين المجتمع وتحديث بنيته الأساسية... ومن ثم وجبت التحية لجنود مجهولين يحملون سيوف القتال ومشاعل البناء إلى جوار الرئيس السيسى الذى له أيضا تحية مضاعفة وواجبة ومستحقة. خير الكلام: اخترْ لنَفسِكَ ما تعيشُ بِذِكرِهِ, فالمرءُ فى الدُنيا حَديثٌ يُذكَرُ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله