(..........) طالب في الصف الثاني الإعدادي متفوق في دراسته وبطل رياضي في التايكوندو حصل علي الميدالية الفضية ثلاث مرات متتالية في بطولات القاهرة والجمهورية، فوجئ بنزول جدول امتحانات "الميدتيرم" في نفس توقيت جدول بطولة الجمهورية والتي ستبدأ خلال فترة الامتحانات وتنتهي أيضا في آخر يوم امتحان . يبدأ يومه الساعة السادسة والنصف صباحا ليصل المدرسة في موعده والتي ينتهي منها الساعة الرابعة ليعود لمنزله ويبدأ سريعا في تناول غذاؤه و سريعا أيضا يذاكر ما يستطيع ليلحق بالتدريب في النادي والذي يبدأ في السادسة مساء استعدادا للبطولة ليعود منزله قبل منتصف الليل بحوالي ساعة ليقوم بتحضير جدول اليوم التالي ويذهب للنوم . عين في الجنة وعين علي البطولة، وكلما قاربت البطولة زادت قوة ومتاعب التمرين ليبدأ يشعر بالتعب والإرهاق ولكن هي طاحونة ودارت به ،منذ الصباح الباكر حتي منتصف الليل . تبدأ الامتحانات قبل البطولة بأيام ليذهب مبكرا للامتحان ويعود باحثا عن دقائق قد تكون معدودة لمذاكرة مادة اليوم التالي ليذهب سريعا للتمرين وتزداد حالة الإرهاق والتشتت عنده. يأتي يوم البطولة ومقرها جامعة حلوان وهذا اليوم هو أيضا مادة امتحان لن يستطيع دخوله بل سيؤجله لما بعد البطولة . حالة من القلق لتركه الامتحان وشعور لم يصادفه من قبل أن يذهب كل زملاؤه للامتحان ما عدا هو ويذهب لركوب أتوبيس النادي متوجها لمكان البطولة وهو يشاهد كل زملائه متوجهين للامتحان ، امتزجت هذه الحالة بالإجهاد الذي دام أسابيع كثيرة وعدم التركيز لتبدأ المباراة ليخرج مهزوما . (..........) الحاصل علي عدة بطولات ... دخل البطولة دون دخول تصفية مع أحد فالكل يشهد أنه حاصل علي الذهبية لا محالة ... فهو معروف بقوته وصلابته وعناده في أي لقاء حتي لو كان وديا ....... ولكنه خرج صفر اليدين من أول لقاء. و خرج بنتيجة ضعيفة أيضا في الامتحان لتكون النتيجة فاشل دراسيا .. وفاشل رياضيا ! السؤال المهم من هو المسئول والمفكر والعبقري الذي يقوم بتحديد موعد هذه البطولات لتكون في نفس موعد الامتحانات ، ولماذا لا يتم التنسيق بين الاتحادات الرياضية ووزارة التربية والتعليم لتحديد موعد البطولات كل عام ، ولماذا تمر كل الأجازات الصيفية والسنوية والاعتيادية دون إقامة أي بطولة ولو ودية بينما تنشط البطولات مع بداية الدراسة خاصة الامتحانات ، وهل هي خطة لتدمير شبابنا في العلم والرياضة. سيادة وزير الشباب والرياضة راجع ملفات الرياضة المصرية خاصة في الألعاب الفردية في البطولات الدولية لتجد أن اللاعب المصري الأكثر تفوقا وإصرارا تجده ينزل أرض الملعب مرهقا ومتوترا ليخرج من الأدوار الأولي، أو تجده فاشلا دراسيا وخير مثال بطلة رفع الأثقال المصرية سارة سمير، التي أحرزت الميدالية البرونزية في أولمبياد ريودي جانيرو في وزن 69 ورغم ذلك تركها المسئولون ترسب في الثانوية العامة رغم فوزها بميدالية أولمبية سجلت باسم مصر . هذه ليست حالة طالب واحد بل مشكلة الكثير من الطلبة والطالبات فهم قد يستطيعون التوفيق بين مواعيد تمارين الرياضة ومواعيد الدراسة والمذاكرة ولكن إقامة البطولات أثناء فترة الإمتحانات فهذا هو عين التعسف والجبروت . يجب محاسبة كل مسئول عن فشل كل رياضي مصري حتي لو حقق بطولات ولكنه فشل في دراسته فالسبب يكون داخل الاتحادات الرياضية التي تكون في وادي منعزل تماما عن أرض الواقع هي ووزارة التربية والتعليم التي تتعامل بمنطق ودن من طين و ودن من عجين ووادي آخر فيه التلاميذ وأولياء أمورهم الذين يمسحون دموع وأحزان أولادهم وعليهم أن يختاروا بين شهادتين الأولي صادرة من وزارة التعليم أو الثانية وصادرة من إتحاد رياضي لا يعرف قيمة أن العقل السليم في الجسم السليم . لمزيد من مقالات عادل صبري;