"الضمير، الاخلاق، المعاملة، السيرة، الافعال" خمسة انماط من السلوك يحتويها قواعد لكل منها مسلكا مغاييرا للاخر لكنها فى النهاية مكملة لبعضها. تلك الانماط هى تعويذة الحياة عند الكاتبة الصحفية الزميلة القديرة ماجدة حسنين التى اكدت عليها فى كتابها الجديد الذى يحمل نفس العنوان "تعويذة الحياة " والذى ينم عن شخصية مؤلفته التى تتسم بالبراعة فى الكتابة السياسية التى لاتخلو من النزعة الدينية وتتخذها منهجا فى كل كتاباتها الا انها فى هذا المؤلف قصدت ان تبعث رسالة لكل البشر صغار وكبار توصيهم التحلى بهذه الصفات التى هى منهاج الحياة وتحذر من افتقارها فى المجتمع والذى بسببه اختلقت مشكلات لاحصر لها على المستويين الدولى والمحلى مستشهدة فى ذلك بالممارسات الاسرائيلية على الاراضى الفلسطينية واصرار مناصرة المجتمع الدولى لها خوفا من امريكا وكل ذلك يرجع الى الاعيب غياب الضمير الذى يستخدم فى العوز والمصلحة وبالتالى يغيب معه الحق الكاتبة المحنكة ، ماجدة حسنين ، ذات الطراز الخاص فى كتابتها السياسية والادبية والتى تكشف مدى تأثير البيئة الدينية عليها تقدم حلا للمشكلات المجتمعية والسياسية و التى تسبب فيها انعدام الضمير واصبح تفعيله ضرورة لتجنيب المجتمعات العديد من الصراعات التى تجوب من اقصى الارض الى اقصاها حتى بلغت ذروتها فى الدول الصغيرة والكبيرة على حد سواء فى ظل وجود اناس بعينهم يهمهم ان يكون الوضع قائم لديهم على النفاق والغش من اجل مصلحتهم وهو ما يستوجب كوادر جديدة تنشأ فى جو يعوزه العدل القائم على الضمير مساهمة فى نهضة الشعوب الراغبة فى عيش وأمان بعد ذل وهوان نتيجة بطش يلازمه غيبة الضمير الذي تسبب عنه كل ما تعانيه الامم من حرمان وخوف وان كانت البداية بالضمير كما ترى ماجدة حسنين فانه يليه بعد ذلك الاخلاق التى تتكشف من المعاملة والافعال التى تتتكون منها سيرة الانسان وبالتالى الامم ، تلك هى التعويذة التى تستقيم بها الحياة لمن اراد ان يعيش فى سلام وبنظرة واقعية تطالب بتغيير فى الخطاب الشامل للدولة واستحداث مراكز بحثية وتدريبية ليؤم اليها الشباب بكل فئاتهم وبطريقة تجذبهم نحوها عن طريق ارساء مبدأ التشجيع سواء بمكافأت معنوية أو مالية وإجراء مسابقات للبعثات فى الخارج لانتاج كوادر لتحمل المسيرة وبذلك لا يخل المجتمع بأدائه نحو الوطن ولا يكون هناك فرصة لعوار او فراغ دستورى تتعطل فيه الدولة واستمرار مؤسساتها بكيان جديد يليق بكفاءتها المستقبلية ويخرج الوطن من محنة اللامعرفة الى معرفة هو منوط بالدفاع عنها ويكون أكثر أهمية هنا البعد الاستراتيجى والقومى وامتداد هويتنا العربية وصقلها ليكون ملاذا لمواطنين حرموا نعمة القوة الإقليمية على غرار الاتحاد الاوروبى وغيرها ولما لا ولدينا كافة الامكانات التى تؤهلنا لنمارس هذا الحق ونتمسك بوحدتنا اذا ما واجهتنا رياح أو اعاصير تريد ان تمزق جمعنا ونلغى كل منافذ الحقد والطمع إذا انضمت دولا صغيرة الى كبيرة فكلنا بلا شك نكمل بعضنا البعض ولتكن بمبادرات نحسن بها علاقتنا مع بعض بفرش ارضية من الثقة يمكن من خلالها اعداد بوادر علاقات تنسجم مع متطلباتنا لاستكمال المنظومة العربية الاسلامية – هذا الكيان الذى لابد ان يبدأ بسوق عربية تتكامل فيها مطالبنا وغيرها كثير من الحلول التى يضمها الكتاب الصغير بين ثناياها. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;