الفساد هو الوباء الذي تبتلي به الأمم ..و أري أنه بمثابة تعويذة الشيطان التي ما إن تبدأ ويتعاطاها البعض حتي يبدأ مفعولها في نشر الكراهيه بين الفرقاء وسلب الحقوق من أصحابها ، وتوطين النفاق في النفوس ، وجلب المفاسد واحدا تلو الآخر. وتعويذة الفساد التي نقصدها...هي منح من لايملك لمن لايستحق....تلك التعويذة التي تعاطاها كبار موظفي الدولة وصغارها ,منذ عقود مضت ، وتبنوا استراتيجيتها ، وجعلوا لها فلسفة وقوانين ،ونشروها بمنطق (الفهلوه ) تبعا لقوانين البزنسه الاقليميه ، وقوانين المصالح العالميه، الذي ينص علي...... "اللي مش معايا يبقي ضدي" وهلم جرة -- وإللي معايا له مزايا ...وطبعا من قوت الشعب. تلك القوانين الاقليميه والعالميه ،التي واكبت عصر العولمة وأهدافة فقامت في وقت قياسي بتفتيت عري المحبه بين الأهل والأصدقاء وقضت علي التلقائيه والأمانه الإنسانيه في التعامل وسيدت المصالح وقدمتها علي الأصول والقيم حتي كادت تتلاشي . ونشرت عدم الأمانه ،والنداله ،والعلاقات الاجتماعيه غير الآمنه بين الزملاء في العمل ، وبين الرؤساء ومرؤسيهم ، وأضعفت روح التعاون بين البشر في مساندة كل للآخر .... قيم أخري كانت جميلة تشوهت بفعل تعويذة الشيطان . عندما سخرها من يدعون الايمان والفضيله سواء بسواء ،كما سخّرها منعدموا الضمير والأخلاق ،دون أدني فرق ،سوي أن مفتقدي الأخلاق يتصرفون دون خداع لأنفسهم أومواراة من الآخرين . فيما يخشي مدعوا الفضيلة من افتضاح أمرهم ،ولايخشوا عذاب الله أو تأنيب الضمير !؟. الفاسدون...لم يقتصروا علي فئة بعينها.و تعدوا كونهم حكاما ومسئولين ، أوحتي كونهم من قطاع المتاجرة بكل شيء أصحاب مبدأ (اللي تغلب به إلعب به )، و باتوا من عامة الشعب ... من الآباء والأمهات، والأساتذه والقيادات، والنجوم الذين ينتهج نهجهم الأبناء ،والذين يحذوا حزوهم العامة والدهماء ،والذين تصبح خياراتهم في الحياه نبراثا يهتدي به التائهون والباحثون عن قوانين الربح والنجاح المادي وتحقيق الأنا التي تم تأليهها الآن. القضية...رغم خطورتها...أصبحت بلا دفاع وبلا جمهور... لأن المجاهرين بها نصيبهم الهجر والإقصاء ،ولما لا وتعويذة الشيطان حولت كثير من الطيبين إلي عرائس متحركة أو ببغاوات لشخوص بهرتهم بسحر التعويذة ،وفرضت عليهم مصالحهم وعقولهم الضيقة الطاعة , بعدما تخلوا عن نعمة التفكير ، والتمسك بمباديء علمهم إياها أساتذة أجلاء وأسر محترمه مكنتهم من حياه كريمة. والآن أضحت تعويذة الشيطان ...حصيلة ماإدخره هؤلاء من مكاسب وأرباح تجاوزوا فيها حقوقا للآخرين.وحاز أصحابها علي ترقيات وشهادات علميه من الخارج أوالداخل ويعلمون أنهم لايستحقونها ورغم ذلك عاشوا ليحصدوا مكاسب ونجاحات وهمية .. لم يخجلوا وهم يتباهون بها أمام من سلبوهم إياها.....ولايعلم هؤلاء أي منقلب ينقلبون... علمتني أمي وقرأت في كتابي ...أن الحرام يذهب الحلال ،ّ ورأيت بأم رأسي أن الله يمهل ولايهمل ...ومن ثم أجد إننا أمام خيار وحيد ...هو (إمشي صح يحتار عدوك فيك ).