بينما كان الرئيس السيسى يحضر الندوة التثقيفية ال »25« والتى نظمتها القوات المسلحة صباح الخميس الماضى ،تحت عنوان « يوم الشهيد« لتكريم أسر الشهداء، وقبل أن تنتهى هذه الندوة المهمة كانت صفحة المتحدث العسكرى تعلن عن استشهاد 3 ضباط و7 جنود من أبطال القوات المسلحة بعد معركة شرسة مع التكفيريين على أرض سيناء، انتهت بقتل 15 إرهابيا وضبط 7 آخرين وكميات هائلة من الذخيرة والاسلحة كانت سوف توجه لصدور مزيد من شهداء الوطن، ولم ينته يوم الخميس الدامى حتى أعلنت وزارة الداخلية عن استشهاد ضابط ومجند فى أشتباك عنيف مع عناصر تكفيرية بمدخل مدينة العريش، لترتوى أرض سيناء الطاهرة بدماء «خيرة« شباب مصر، كما ارتوت من قبل بدمائهم فى حربى 67 و73 ضد العدو الإسرائيلي، ولكن الحرب الحالية العدو فيها من داخلنا والخونة يعيشون بيننا، يرصدون تحركاتنا ويطعنوننا فى ظهورنا، ليمتد طابور الشهداء تاركا شابات أرامل وأطفالا يتامى فى عمر الزهور، وأمهات ثكالى حرمهن الإرهاب الجبان من فلذات أكبادهن، لتشهد الندوة التثقيفية تكريم عدد من أمهات وزوجات الشهداء، اللاتى اتشحن بالسواد ولكنهن صابرات مؤمنات راضيات بقضاء الله، رحن يروين قصص الشهادة والفداء عن أبنائهن وأزواجهن الابطال فى رباطة جأش نستمد منها شجاعتنا، وقوة نستمد منها قوتنا، وإيمان بالوطن نستمد منه انتماءنا لهذا التراب، كانت كلماتهن العفوية غاية فى البلاغة والتعبير، تقطر ألما بلا دموع، وتنزف دما بلا بكاء، ولكنها أبكتنا جميعا، وأمام هذه المشاهد الانسانية الموجعة لم يتمالك الرئيس السيسى نفسه وظهر باكيا متأثرا من مشاهد تتهاوى أمامها الصخورالصماء، فهو الذى يقول دائما «الشهداء هم ولادي» وراح يستقبل أسرهم فى حنو بالغ يحتضن أطفالهم بمشاعر أبوية دافئة، ليخفف من فجيعتهم وفجيعتنا جميعا.. وتستمر المعركة مع «خفافيش الظلام« ليتساقطوا فى ميدان القتال أمأم أبطال مصر من الجيش والشرطة، ولكن كما قالت ابنة الشهيد «فرج فودة« تعليقا على قتل أحد قتلة والدها، ليس مهما قتل الجسد بل الاهم قتل « أفكار التطرف والارهاب« وتجفيف منابعها من دعاة التكفير والفتنة.. ولكن هذه معركة أخرى لم نستعد لها بعد ..؛؛ [email protected] لمزيد من مقالات مريد صبحى