النجم المغربى الكبير محمد مفتاح كرمه مهرجان الاقصر للسينما الافريقية فى دورته السادسة عن مجمل اعماله التقينا به فى حديث حول السينما المغربية التى شهدت انتعاشة قوية فى الفترة الاخيرة والتى وصل عدد انتاجها للافلام الروائية الطويلة إلى حوالى 25 فيلما و100 فيلم روائى قصير فى العام.. حول تكريمه واختيار المغرب كضيف شرف المهرجان كان هذا الحوار معه حيث قال مفتاح فى البداية انه سعيد بهذا التكريم الذى يعتبر التكريم الثانى فى مصر بعد تكريمى من مهرجان الاسكندرية السينمائى منذ اربع سنوات واوجه الشكر إلى مصر التى تهتم بالفنان على مستوى العالم العربى وعلى المستوى الافريقى أيضا. كيف ترى مهرجان الاقصر الذى يعد نافذة لمشاهدة الافلام الافريقية؟ كانت مصر منغلقة سابقا على ذاتها ولا تشاهد دولا أخرى رغم وجود افكار عديدة حول مصر سواء كانت عربية أو أحنبية أو غير ذلك ولكن أرى الآن فى مصر انها قد انفتحت كثيرا على العالم واصبح للمواطن المصرى حرية فى اختيار ما يرغب فى مشاهدته غير السابق، وفكرة وجود مهرجان سينمائى افريقى فى مصر وبالتحديد فى الاقصر تعطى مساحة كبيرة لمشاهدة افلام افريقية متنوعة الثقافات فنحن مثلا فى المغرب نعرف حركات وسكنات الانسان المصرى فى الصعيد والقرى الى غير ذلك وكثيرا ما كنا نجهل اللهجات الصعيدية فى الجنوب لكننا نتفاعل مع الشخصية من خلال اللغة السينمائية المرئية المتمثلة فى الصورة البصرية. اشكالية اللغة كيف تتغلبون عليها فى ظل وجود المواطن البسيط غير القادر على فهم الصورة السينمائية؟ المشكلة سببها الانغلاق الذى كان فيه المواطن المصرى حيث كان غير مسموح له الاطلاع على الثقافات الاخرى فلابد ان يكون هناك قرار سياسى بتلفزة السينما بحيث تعرض الافلام المغربية مرة فى الشهر على التليفزيون المصرى وليس فقط للفيلم المغربى وانما ايضا للفيلم الجزائرىوالتونسى حتى يتعود على وحدة اللغة لأن السينما اختيار فلا يمكن ان تفرض على اى مواطن الذهاب لمشاهدة الافلام فى دور العرض. هل هناك اتفاق على رؤية سينمائية مغربية تتوافق مع الإرادة السياسية؟ مشكلاتنا فى الوطن العربى ان الانظمة تختلف من نظام لآخر بمعنى اننا غير قادرين على فرض رأى المغرب على تونس او الجزائر فمثلا فى المغرب مجموعة من الغرف والاتحادات الفنية تلتمس من الحكومة ما تريد من مطالب فنجد فى عدة مرات استجابة ومرات أخرى لا تستجيب ونحن نلتزم الصمت حسب مزاج السيد الوزير أو السيد المسئول فمثلا فى مصر توجد نقابة للفنانين وهى نقابة قوية ونحن فى المغرب اخذنا عدة بنود منها بجانب عدة فصول من فرنسا وايطاليا ولكن هذا لم يطبق حتى الآن. ما أهم العقبات التى تواجه السينما فى المغرب؟ العقبات تتمثل فى قاعات العرض السينمائى التى تركتها فرنسا التى خرجت من المغرب واقول انها خرجت وهى لم تخرج والتى تفوق ال247 قاعة عرض سينمائى فقد وصلت الان الى حوالى 42 قاعة عرض فقط حيث حدث انهيار كبير لها وهذا يرحع الى عدة اشياء اهمها الغزو التليفزيونى للبيوت وايضا صعوبة الذهاب للسينما نهارا هذا بجانب ارتفاع سعر التذاكر الذى وصل الى 60 درهما للتذكرة الواحدة. وصل الانتاج المغربى للسينما الى حوالى 25 فيلما روائيا طويلا و100 فيلم قصير فى السنة كيف يتم عرضها فى ظل قلة قاعات العرض؟ . هذه الاشكالية مطروحة بالمغرب عندما كان الانتاج يتمثل فى فيلم واحد كل أربع سنوات كانت هناك دور عرض كثيرة والان عندما اصبح الانتاج غزير لا نجد دور عرض كافية واصبح الآن الفيلم يعرض لمدة ثلاثة اشهر اذا كان هناك اقبال جماهيرى كبير عليه وهكذا . فى ظل وفرة الانتاج هل هناك تيار سينمائى معين يسيطر على الافلام ؟ الأهم فى السينما المغربية عدم وجود رقابة على الأفلام حيث هناك حرية فى الفكر حيث تعرض النصوص على المركز السينمائى ولجنة القراءة وهى التى تقرر اذا كان الفيلم جيدا أو غير ولائق لكى يكون شريطا سينمائيا وهذا لا يمنع التنوع فى الموضوعات لذلك لا يوجد تيار بعينه يسيطر على السوق السينمائي. اخيرا كيف ترى اختيار السينما المغربية كضيف شرم مهرجان الأقصر؟ كرمنا السينما المصرية فى مهرجان مراكش واستضفنا حوالى 450 فنانا مصريا تم نقلهم بطائرة خاصة وتم تكريمهم على اعلى مستوى لكننا هنا فى الاقصر نرى اشياء خاطئة وانا اقدر الإدارة المسئولة لانها لا تملك العصا السحرية ولا تملك المال ولكنى ألوم عليها عزلة الفنانين الأفارقة عن بعضها حيث افتقدنا التواصل الثقافى الحقيقى للحضارات المختلفة فيما بيننا.