المراهقة هي مرحلة المشاعر المتدفقة خلالها تترسخ قناعات الإنسان, وتتبلور رؤيته للعالم وينفتح علي الحياة وعندما يصاب الطفل بمرض الاكتئاب فلابد ان يكون الأسباب قاهرة . فهي إما تكون جينية أو بيولوجية كاختلال الموصلات العصبية المتحكمة في المزاج او بسبب الظروف البيئية كالإصطدام بواقع مؤلم كالمعاناة من الفقر او العنف الاسري أو الصدمات والضغوط العصبية.. وتظهر علامات الاكتئاب مابين سن11 و14 سنة وتكون في صورة شكوي من الآم في الجسم واضطرابات سلوكية ومخاوف.. هكذا عرفت د. منال القاضي استشاري الطب النفسي بمستشفي مصر للطيران ومؤلفة كتب الاطفال اكتئاب المراهقة الذي يتساوي فيه البنات والاولاد قبل البلوغ من حيث نسبة الاصابة به ولكن يختلف الامر عند الفتيات بعد البلوغ بسبب التغيرات الهرمونية فتتضاعف نسبة الاصابة لديهن فالدورة الشهرية غالبا مايصاحبها مشاعر القلق, وصعوبة التركيز وانفلات الاعصاب واحيانا الاصابة بالاكتئاب ويرجع ذلك الي تذبذب هرمونات الاستروجين مقارنة بنسبة البروجيسترون مما يفسد اتساق مشاعرهن وبينما يرحب الصبية بالتغيرات الشكلية التي تصاحب نموهم خلال هذه الفترة من حياتهم تشعر الفتيات بالحرج لما يعتري جسمها من التغيرات كتراكم الدهون في جسدها وقد اظهرت الدراسات ان البلوغ المبكرلدي الفتاة قد يؤدي اليإصابتها بالاكتئاب لتفاوت النمو الجسدي بينها وبين قريناتها كذلك تتميز الفتيات بالارتباط الشديد بأسرهن لذلك يتأثرن سلبا بالخلافات الاسرية والاحداث السيئة التي قد تحدث للأسرة بالمقارنة للاولاد اما الفتاة التي تنشأ مع ام تعاني من الاكتئاب فهناك احتمال كبير لاصابتها به كما اقرت الدراسات.. والان يبقي معرفة كيف نساعد المراهق علي الخروج من حالة الاكتئاب ؟ تنصح د.القاضي بتشجيع المراهق علي ممارسة الرياضة ليفرز المخ الكيماويات التي تحسن المزاج وشحذ طاقته وتعديل النمط الغذائي ليحتوي علي الكربوهيدرات المركبة والتقليل من الكربوهيدرات البسيطة كالاغذية السكرية وتجنب الكولا والكافيين و الغذاء المعلب وتناول اغذية غنية بالتربتوفان الذي يستخدمه المخ لانتاج هرمون السيراتونين المعروف بهرمون السعادة وهي موجودة بنسبة عالية في اللحوم البيضاء والاجبان بأنواعها والمكسرات والبذور( اللب) بالاضافة الي تناول المكملات الغذائية كمركبات فيتامين ب والمعادن كالسلينيوم والكالسيوم والاهتمام بالتنفس بعمق و المشاركة في الانشطة الموسيقية كالكورال او العزف علي الة وذلك لتحسين الحالة المزاجية للطفل وتخفيض التوتر وحالة الاكتئاب والاستفادة ايضا من المشاركة الاجتماعية والشعور بالمساندة.
