فى الوقت الذى ندعو فيه الجميع لزيادة الانتاج وزيادة انتاجية الأرض الزراعية نجد أن هناك من يفعل العكس، فيدمر زراعة القطن أو يخفى المحاصيل الاستراتيجية مثل قصب السكر والبنجر والقمح لتحقيق مكاسب مادية. من يحارب مصادر الانتاج نفسها؟!، ففى الجمعيات الزراعية لاتتوافر الأسمدة الكيماوية مثل اليوريا والنترات التى تنتجها شركات مصرية. وبدأت المشكلة بوقف صرف الأسمدة الكيماوية للمزارعين وقيل إن هذا القرار صادر من وزارة الزراعة لحين زيادة الأسعار، فتوجهنا إلى الجمعيات الزراعية ولكن مسئوليها رفضوا تسليمنا المقررات وهى ثلاث شكاير لكل فدان وأبلغتنا الجمعيات أن التعليمات صدرت بعدم الصرف!! ذهبنا إلى الادارة الزراعية فى إدكو بالبحيرة وقيل لنا إن الحصر لم يتم وإن جمعيات إدكو لايوجد بها سماد كيماوى الآن فأين ذهب؟ ثم إننا نتساءل: كيف منعت الوزارة صرف الكيماوى للمزارعين؟ وكيف انتهى من الجمعيات الزراعية فى الوقت الذى تتوافر فيه هذه الأسمدة الكيماوية عند التجار، ولكن بسعر يصل إلى مائتى جنيه؟!، ومن الذى خلق هذه السوق السوداء؟ وكيف تباع هذه السلعة خارج الجمعيات الزراعية بضعف ثمنها؟.. ألا يكفى معاناة المزارعين من زيادة أسعار السولار والأدوية الزراعية؟ إننا نطالب الحكومة بمنع تداول هذه السلعة خارج الجمعيات الزراعية، فالمحاصيل الآن مهددة بالدمار، فامنعوا توزيع مستلزمات الانتاج عن التجار، وبذلك تمنعون السوق السوداء. ولقد سألت الكثيرين وكل تاجر يقول أنه يبيع سمادا حرا، وأن له حصة يحصل عليها، ولكن الشيكارة مكتوب عليها «مخصصة لبنك التنمية الزراعية» أى أنها مخصصة للجمعيات الزراعية فقط، ولايحق أن تكون لدى التجار بضعف السعر، كما ان السماد يشتريه من لا حيازة له، ويحرم المزارعون الذين لهم حيازات. هل ننتظر تدمير زراعات البنجر والقمح كما حدث فى زراعات القطن الذى هو المحصول الرئيسى للتصدير؟. م. كمال محمد راغب إدكو بحيرة