قالت: أي المشاعرأنبل وأجمل.. الحب أم الحنان أم الرحمة.. قلت: لكل إحساس من هذه الثلاثية درجة من درجات الإنسانية لأن الحب يختلف عن الحنان..والحنان غير الرحمة وإن كانت الصفات الثلاث هي أعظم المنح السماوية للإنسان..الحب إحساس شامل وإذا قسمنا هذه الثلاثية وجعلنا من كل إحساس دولة فإن الحب هو الدولة العظمي..إن مساحته ضخمة.. وحدوده شاسعة وهو يشمل أشياء كثيرة ويبدأ من نظرة وينتهي عند توحد كامل يتجاوز حدود الأشياء والبشر..وفي الحب شئ من الحنان.. وإذا افتقد الحب الرحمة سقط شهيدا في معركة العطاء.. والحب فيه شئ من الاكتساب لأننا أحيانا نتعلم كيف نحب لكن الحنان فطرة والرحمة إحساس نولد به ويلازمنا طوال العمر.. وإذا كان الحب حديقة واسعة فيها كل انواع الأشجار والثمار والورود والحشائش فإن الحنان مساحة صغيرة جدا لا تحتمل الأشواك والأغصان الجارحة.. اما الرحمة فهي شجرة وحيدة تنبت علي هواها وتكبر بعيدا عنا ولا تراها في كل ارض إنها نادرة الوجود في كل شئ لأنها ارقي مشاعر الكون. اما الحنان فهو اجمل صفات المرأة وفي تقديري ان الخالق سبحانه وتعالي حين وزع المشاعر بين البشر أعطي المرأة المساحة الأكبر من الحنان..والمرأة بدون الحنان أقرب للتصحر منها للإخضرار..وإذا افتقرت المرأة للحنان فقدت قدرتها علي الحب..والحنان يمكن ان يغني عن الحب.. لكن الحب لا يغني عن الحنان..وصدر المرأة بلا حنان صدر بارد موحش تسكنه أشياء أخري غير العطاء والمشاعر..اما الرحمة فهي أجمل مشاعر الإنسان علي الإطلاق والغريب ان كل مخلوقات الله تعرف الرحمة وقد لا تعرف الحب إن الشجرة الكبيرة تظلل الشجيرات الصغيرة حتي تكبر..والحيوان الضخم يرعي الحيوانات الوليدة حتي تواجه الحياة.. والأمطار حين تهبط في الصحراء فإن الأرض تعانقها بفرحة..والأم في أي جنس أو لون أو مكان تلقن ابناءها اجمل دروس الحياة..وهي الرحمة.. وحين تختفي الرحمة من قلوب الناس عليك ان تنتظر الكوارث اما انا بالرغم من ضعفي الشديد امام الحب..فإنني أري في الحنان أعظم متع الحياة وفي الرحمة أنبل المشاعر الإنسانية. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة