«أشعر بالرضا عن رحلتى لأنى قمت بدورى وأخلصت لعملى».. بهذه العبارة زَيَّن الكاتب يوسف الشارونى، الذى رحل عن عالمنا يوم الخميس الماضى. حواره الذى نشر بالأهرام فى الأول من شهر ابريل العام الماضى، وهى عبارة تلخص مشواره الإبداعى الطويل، الذى أسفر عن مجموعة متنوعة من المؤلفات التى أثرت المكتبة العربية، أحصاها بنفسه فقال: «أشبه نفسى بالتاجر الذى يُحصى مكاسبه وخسائره فى آخر يومه، فأجدنى نشرت ثلاثة وستين كتابا – وأربعة قيد النشر – ما بين قصة ورواية ونثر شعرى ودراسات نقدية وسيَر، فلم أحدد لنفسى إبداعا معينا بل أطلقتها تبدع فى حرية». وقد ولد الراحل فى أكتوبر عام 1924، وظل يكتب ويبدع حتى عندما تعدى التسعين من عمره، وهى السن التى اعتبر أن للوصول إليها نوعا من البهجة، فأصدر كتابا بعنوان «مباهج التسعين»، حيث ظل حتى آخر أيامه يشعر ب «العنفوان» الإبداعى الذى أكسبه نشاطا فريدا، حتى إنه فعل ما لم يتمكن الشباب من فعله، حين وقَّع، بعد أن بلغ الثانية والتسعين، ثلاثة كتب فى يوم واحد وكان ذلك فى شهر ابريل من العام الماضى، وهى كتب «مباهج التسعين، سامية الساعاتى.. الإبداع فى الأدب وعلم الاجتماع، بين الإبداع والتذوق بين جيلى يوسف الشارونى وأمانى فؤاد». وكان الراحل ممن أثروا فن القصة القصيرة على وجه الخصوص، وكان أحد روادها، وعن ذلك قال فى مقال له بمجلة الثقافة الجديدة عدد نوفمبر 2014: «كنت واحدا من المجموعة التى ضخت فى الخمسينيات من القرن العشرين دما جديدا فى إبداع القصة القصيرة العربية، فقد نشرت فى العام نفسه الذى نشر فيه يوسف إدريس مجموعته القصصية «أرخص ليالى» مجموعتى القصصية الأولى (1954) «العشاق الخمسة»، والتى كنت قد نشرت قصصها منذ النصف الثانى للأربعينيات فى مجلات مصرية ولبنانية». وقد حصل المبدع الراحل على الكثير من الجوائز القيمة، منها: جائزة الدولة التشجيعية فى القصة1961, وجائزة الدولة التشجيعية فى النقد الأدبى 1969, ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام1970، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية1979، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 2001، وجائزة سلطان بن على العويس الثقافية 2007، وغيرها من الجوائز.