أعتقد أن الحلم المشروع في بناء مصر القوية ينبغي أن يرتكز إلي خطوات جادة وعاجلة من أجل أن تصبح مصر مركزا علميا وتكنولوجيا متطورا تحت أعلام ورايات الديمقراطية التي تنمي ملكات التفكير وحرية الإبداع وتسمح لكل فرد أن يسهم في بناء صرح الحضارة وتدعيم الديمقراطية ذاتها بروح الفريق المتكامل وبالاستناد إلي الفكر السليم. لقد كانت حرب أكتوبر المجيدة عام1973 بمثابة التجسيد الحي للتفكير السليم الذي يتحول إلي عملية تخطيط لدراسة الموقف من كل جوانبه ثم محاولة رسم خطة للتنفيذ ومحاولة تجربتها قبل المغامرة بالتنفيذ... وهذا هو أسلوب البحث العلمي السليم بروح الفريق. ومعني ذلك أن التفكير يدخل في كل كبيرة وصغيرة من سلوك الإنسان لكي يضيء له السبيل ويملأ نفسه بالآمال ويجعله لا يفقد الثقة في القدرة علي النجاح بعد التغلب علي العوائق. والتفكير العلمي هو ركيزة التخطيط في أي مجال من مجالات الحياة وبناء المدن ومعالجة الأوبئة والأمراض أو كان يتعلق بسلوك الفرد وحياته الخاصة. والعاقل المفكر هو الذي يقدر الأمور فيحسن تقديرها والأحمق المندفع هو الذي لا يحسن استخدام عقله وتفكيره فيتخبط تخبطا عشوائيا ويترك سفينته في عرض البحر تتقاذفها الأنواء وتهددها الرياح. و الإنسان لا يعيش بفكره وحده وإنما يستفيد من أفكار من سبقوه وإبداعات من يعاصروه فنحن نعيش علي أفكار من سبقونا بمثل ما نعيش علي أفكار حاضرنا ونخطط لمستقبلنا كما خططت الأجيال السابقة لنا. لقد أصبح التفكير الذي يمثل قاعدة أي إنجاز علما له أصوله وقواعده ومهارة تتطلب العناية والرعاية والتوجيه, وكلما أمعن الإنسان في استخدام تفكيره اكتشف من الحقائق ما لم يكن معروفا له من قبل. مصر تحتاج إلي قوة التفكير بأكثر من حاجتها إلي قوة الصياح علي الفضائيات وفي الميادين! خير الكلام: العاقل يدفئ نفسه بالنار.. والأحمق يحرق نفسه بها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله