" الشائعات وتأثيرها على المجتمع المصرى " عنوان لكثير من الندوات والحلقات النقاشية التى تتبناها مراكز الاعلام والنيل التابعة للهيئة العامة للاستعلامات لتوعية الشباب من خطورة استخدام الاعلام الافتراضى وتأثيره السلبى فى توجهات الشباب وكان لى رغبة فى توسيع قاعدة معلوماتى عن مدى تأثير الاعلام الاجتماعى الالكترونى الذى انتشر فى العشرين سنة الاخيرة على اشقائنا فى الدول العربية والخليجية فوجدت ضالتى فى مقالة للدكتورة فاطمة الزهراء عبد الفتاح الباحثة فى مركز " المستقبل للابحاث والدراسات المتقدمة " بأبو ظبى تحت عنوان " التأثيرات المزدوجة ل"تويتر" في الرأي العام الخليجي " لفت نظري هو قوة تأثير "تويتر " على مواطنى البلدان العربية أكثر من "فيس بوك " على المصريين اذ يشكل "تويتر" منصة إلكترونية رائجة بين مواطني دول الخليج العربي ساهمت في تشكيل رأي عام عبر فضاءات اجتماعية افتراضية تناقش قضايا الواقع، فيما ارتبط بعضها الآخر بخصوصيات مجتمعات الخليج العرب، ومنظومته القيمية التي تتباين مع بعض ما حمله إليها ذلك التويتر. فطبقا لما ذكرته الزميلة ان تقرير الإعلام الاجتماعي العربي 2017 الصادر عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية يشير إلى تصدر المملكة العربية السعودية دول مجلس التعاون الخليجي و العربية من حيث عدد مستخدمي تويتر. ويليها الإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، ثم سلطنة عمان، وفق التقرير نفسه. كما يأتي تويتر ضمن أكثر المواقع شعبية بدول مجلس التعاون الخليجي وفق مؤشرات موقع ألكسا العالمي في 30 ديسمبر 2016بسبب انتشار استخدام الهواتف الذكية فى هذه الدول التي بلغت الأعلى في العالم علاوة على تمتع تويتر بمرونة وسهولة في الاستخدام، وتلاؤمه مع الطبيعة النقالة التي تُمكِّن مستخدميه من التغريد عن الأحداث والأنشطة العامة بحريّة دون تقييد ازاء ضعف منظومة الإعلام التقليدية، مما جعل هناك فعالية لتويتر في قضايا النقاش العام بتلك البدان مقارنةً بفيسبوك مثلا فى مصر ، وجعلته مزايا السرعة والانتشار " الهشتاجات " والتبادل الشبكي مثاليًّا في شن الحملات، والدعاية الانتخابية، ونشر الأخبار العاجلة، وهو ما قد يُفسر رواجه مثلا بالكويت التي تتمتع برواج سياسي في ظل الفعاليات الانتخابية والأزمات المتواترة بين الحكومة ومجلس الأمة،.ومقارنة ب " فيسبوك " الذى يعتمد سياسات صارمة تجاه استخدام الأسماء المستعارة ، سمح تويتر بإنشاء حسابات بأسماء مستعارة لا تُظهر الهوية الحقيقية لمستخدميها، فوفر بيئة آمنة في استخدام وسيلة جديدة تقوم على التواصل والانفتاح والتبادل في بيئات اجتماعية محافظة، كانت وسائل الإعلام الاجتماعي فيها غير مألوفة بعد. وهو ماجعله أشبه بصفحة عامة يمكن قراءة تغريداتها عبر "المتابعة"، وليس "الصداقة" كما الحال في فيسبوك، وبرغم أن تويتر قائم على فكرة الحساب فقط دون إنشاء مجموعات أو صفحات مثل فيسبوك؛ فقد شهد إنشاء حسابات لا تعبر عن أفراد، ولكنها تُعبِّر عن تجمعات تتشارك اهتمامات و مصالح معينة، مثل حسابات "سعوديون في أمريكا" للمغتربين، أو "مؤلفون كويتيون" للكتاب، وظهرت مع تويتر التجمعات الافتراضية الخليجية ونشطاء التغريد المؤثرون من الشخصيات العامة المعروفة مثل رجال الدين والفنانين والسياسيين، وشكلت تويتر مصادربديلة للاخبار رغم انها حسابات بلا مواقع، لا تحيل القارئ لموقع تابع لها، و تنشر الأخبار التي لا تقع على أجندة اهتمامات الوسائل التقليدية، سواء لأسباب سياسية أو لاهتمامها بنطاقات جغرافية محلية مثل حساب "أخبار عمان" ويتابعه 594 ألفًا، و"شئون إماراتية" الذي يتابعه 34 ألف شخص للمضمون المتخصص بشكل جذاب يتفاعل مع احتياجات المتابعين بشكل فوري، مثل الحساب الكويتي "للنساء فقط" الذي يتابعه 509 آلاف مستخدم.واستخدم اخيرا فى الحملات الإلكترونية والتسويق الانتخابي لرخصه وشعبيته وسرعة اللتواصل مع قاعدة عريضة من مستخدميه الذين ينتمون للفئة العمرية الأقل سنًّا بالأساس و استخدمه المرشحون للترويج لبرامجهم السياسية ولشن الحملات للهجوم والنيل من خصومهم السياسيين وهو ما أثار انتقادات بسبب نشر الأكاذيب والشائعات.ويعد وسيلة لجمع التوقيعات الإلكترونية للمستخدمين لدعم قضية بعينها- و التغريد الحكومي، للتواصل مع الجمهور، ونشر البيانات والتعليمات والأخباروان كان عليه بعض التحفظات لغياب التفاعل واتباعها سياسة النشر من جانب واحد،علاوة على الإعلانات التجارية والسياسية التى وجدت طريقها إلى الحسابات التي تحظى بمتابعات مليونية على تويتر خاصة في الفترات الانتخابية لدرجة قيام بعض المستخدمين بشراء متابعين وهميين لزيادة عدد متابعيهم لرفع السعر وظهور الاستفتاءات التي تتحدد بناءً على ارتباط المرشح بعقد إعلاني مع الحساب الذي أطلقها، و التغريد دون هوية ورغم التحولات الايجابية لتويتر فى تعزيز النقاش المجتمعي حول القضايا العامة، حولت الفرد من مجرد متلقٍّ سلبي إلى فاعلٍ إيجابي داخل مناخ عام تعلو فيه أهمية رؤى المواطنين خاصة الشباب التي هجرت وسائل الإعلام التقليدية إلى وريثتها الرقمية ومع استكشاف توجهات الرأي العام و تنمية رأس المال الاجتماعي المرتبطة بحملات الخير والتطوع، والحسابات الشخصية التي يستخدمها أصحابها لدعوة المتابعين للمشاركة في نشاطات اجتماعية وطوعية بعينها، و الهاشتاج التي تنطلق لتعزيز المشاركة الفعلية في أنشطة مجتمعية.كان ل تويترتأثيرات معاكسة وخطيرة فى نشر الشائعات بالنظر إلى ظاهرة الحسابات المستعارة التي يغرد أصحابها دون إظهار هوياتهم. رغم انحصار تلك الظاهرة مع ربط تلك الحسابات بأرقام الهواتف، وربط الأخيرة بالهويات الوطنية في ظل مساعٍ لتوثيق كافة خطوط المحمول المتداولة في السوق الخليجية، إلا أن تلك الحسابات لا تزال موجودة، و لدى بعضها ملايين المتابعين، وهو ما لا ينبغي أن تتجاوز مواجهته حدود الملاحقة القانونية التي تُعاني هي الأخرى من إشكاليات، وإنما يمتد إلى بناء آلية جادة وفعالة لمواجهة الشائعات خاصة مع ظهور إعلام الجماعات الإرهابية وظهور التراشق الطائفى والاشد خطرا العزوف عن المشاركة الواقعية و تعزيز القبلية الجديدة والتي تنحو إلى ممارسة العنف. لمزيد من مقالات سعاد طنطاوى;