مأساة حقيقية تلك التي يعانيها مواطنو مدينة سانت كاترين بجنوبسيناء فبدلا من قيام المستشفي الأميري الموجود بالمدينة بتضميد جراحهم وعلاجهم من الأمراض . فجميعهم في هذه الفترة مهددون بالاصابة بالعديد من الأمراض بسبب تلوث مياه الشرب داخل المستشفي. وعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي فجميع نتائج عينات المياه التي تم تحليلها غير مطابقة صحيا مما أشاع لدي المواطنين بالمدينة أن مياه الشرب اختلطت بالصرف الصحي وهو ماتسبب في حدوث حالة من الذعر لديهم. الأهرام حصلت علي التقرير النهائي لنتيجة تحليل عينة مياه الشرب رقم376الصادر من معمل التحاليل الطبية المشترك التابع لمديرية الصحة بالمحافظة, حيث أكد أن جميع النتائج المدونة في التقرير غير مطابقة للمعايير الصحية البكتريولوجية وذلك لزيادة نسبة العد البكتيري عن الحد المسموح به صحيا ووجود بكتيريا المجموعة القولونية وإذا لم يعالج مصدر التلوث سيؤدي الي إصابة المواطنين والأطفال خاصة المترددين علي المستشفي بالعديد من الأمراض المزمنة. في البداية أكد الدكتور عمرو مراد أستاذ الأمراض المتوطنة بكلية طب جامعة الزقازيق ان نتيجة تحاليل عينة المياه المأخوذة من مستشفي السلام الأميري بسانت كاترين جاءت غير مطابقة للمعايير الصحية. مما قد ينذر بكارثة صحية كبيرة إذا لم يتفادها مسئولو الصحة بجنوبسيناء, مشيرا الي أنها تضمنت زيادة عدد البكتيريا الموجودة في العينة أكثر من الحد المسموح به صحيا فضلا عن وجود بكتيريا تنتمي للمجموعة القولونية وهي بكتيريا تتواجد في أمعاء الانسان والحيوان مما يشير الي تلوث مياه الشرب داخل المستشفي بمخلفات آدمية أو حيوانية قد تكن عبارة عن فضلات أو مياه الصرف الصحي. وحذر مراد من استمرار مصدر التلوث الذي قد يحدث تلوثا جديدا ناتجا عن بكتيريا مسببة للكثير من الأمراض التي تنتقل عن طريق تلوث المياه بالمخلفات الآدمية منها الالتهاب الكبدي الوبائي فيروسa والتيفود والباراتيفود والديسونتاريا وشلل الأطفال والأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة بالمخلفات والفضلات للحالات المرضية. من جانبه أكد الدكتور محمد علي يوسف مدير عام ادارة الصحة البيئية بمديرية الصحة بجنوبسيناء أننا لن ننكر أن عينة مياه الشرب المأخوذة من مستشفي السلام المركزي بسانت كاترين غير مطابقة للمعايير الصحية بسبب زيادة نسبة العد البكتيري لوجود مجموعات قولونية بها لكن لم تثبت نتيجة التحاليل سبب تلوث المياه عن طريق اختلاطها بمياه الصرف الصحي وقد يكون السبب أي مصادر أخري غير الانسان حيث تبين من خلال معايير الفحص الكيميائي أن نسب النشادر والأزوتيت والأزوتات بالعينة معدومة بدليل أن المدينة لم تسجل أية حالات مرضية وبائية ناتجة من جراء تلوث هذه المياه. وأشار الي أن هناك ثلاثة مصادر للمياه تعتمد عليها مدينة سانت كاترين أهمها المياه المرشحة والمعروفة بمياه نهر النيل والقادمة للمدينة من محطة المياه الموجودة غرب نفق الشهيد أحمد حمدي بمحافظة السويس والآخر مياه الآبار الجوفية, وقال إن العينة المأخوذة برقم 367 عبارة عن مياه مرشحة ويتم نقلها عن طريق فناطيس المياه المحمولة علي السيارات كما يتم إمداد المنشآت والمواطنين بها, فقد يكون مصدر التلوث ناتجا من خلال فناطيس المياه أو ملء الخزانات والجراكل الخاصة بالمواطنين. وفي السياق نفسه أوضح الدكتور ابراهيم عطية مدير عام الطب الوقائي بمديرية الصحة بجنوبسيناء أنه للحد من التلوث الناتج من مياه الشرب بمستشفي سانت كاترين المركزي فإنه تم إخطار مدير المستشفي وشركة مياه الشرب والصرف الصحي ومجلس المدينة وقيادات المحافظة السكرتير العام لإجراء كافة وسائل الوقاية بهدف القضاء علي مصدر التلوث من خلال تطهير الخزانات وناقلات المياه والآبار.