سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العالم يتوحد ضد الإرهاب في مكتبة الإسكندرية سراج الدين: الضربات الأمنية والعسكرية والفكر المستنير ضرورة لمواجهة التطرف..خبراء ومتحدثون: إسرائيل وأمريكا سبب الإرهاب في المنطقة
تصدرت قضية مواجهة الارهاب وتجفيف جذوره بصورة نهائية علي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثالث لمكتبة الاسكندرية لمكافحة التطرف تحت عنوان" العالم ينتفض..متحدون في مواجهة التطرف".. واتفق المتحدثون في الجلسة علي ضرورة التصدي لظاهرة التطرف بكافة السبل، أمنية وعسكرية وفكرية، حيث أن التطرف لم يعد قاصرا علي عمليات إرهابية فقط وإنما يسعي المتطرفون والإرهابيون الي فرض فكرهم علي الجميع. هذا بجانب تحميل إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية مسئولية ما يشهده العالم من تطرف وعنف وإرهاب.سناء تحدث في البداية الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية، رافضا فكرة ربط الإرهاب عربيا فقط، فالظاهرة لم تعد قاصرة علي المنطقة العربية بل تعدتها الي الإفق العالمي علي حد وصفه. وقد أراد سراج الدين بهذا ضرورة الرد علي ما يقوم به الغرب من ربط الإرهاب بالمجتمعات الإسلامية وحدها، فالظاهرة "أصبحت كونية" تطال كل دول العالم. ولم يقف سراج الدين عند مجرد توصيف القضية علي أنها عربية أو غربية، بل تعدي ذلك بمطالبته بضرورة أن يتوحد الجميع في التصدي للتطرف والإرهاب، بما يخدم في نهاية الأمر التغلب علي الفكر المتشدد وضيق الأفق، الذي يعاني منه العالم. واستشهد مدير مكتبة الاسكندرية في كلمته في افتتاح المؤتمر، بالأحداث الدامية التي تعرضت لها الدول العربية والغربية علي مدي العام المنصرم، وهي الأحداث التي "أدمت قلوبنا جميعا". ومن هنا - دعا سراج الدين - الي أهمية أن نخوض معركة حقيقية لمواجهة الفكر المتطرف، مشيرا الي ان البديل هو التعرض لانتكاسة حضارية. ووصف هذه الانتكاسة بانها ستكون صدمة حضارية واقصائية للجميع، خاصة في ظل عدم مواجهة التطرف بالتقدم. وتضمنت كلمة سراج الدين ضرورة طرح برنامج شامل مع الاكاديميات والخبراء والباحثين والأزهر والافتاء، مشيرا الي ان المكتبة من جانبها تقدمت بمطبوعات تهدف الي مواجهة الفكر المتطرف ونشر التسامح. كما اشار الي جهود المكتبة لشرح مفهوم التطرف علي مدي المؤتمريين الماضيين. وقال سراج الدين:" المواجهة الأمنية والعسكرية ضرورة للحيلولة دون حدوث أعمال إرهابية، ولكن يجب مواجهة الفكر المتشدد بالفكر التنويري حتي نفرغ الإرهاب من مضمونه، فخطاب الاستنارة والتقدم مطلوب في هذه اللحظة". واستكمالا لما تحدث به سراج الدين عن الإرهاب وضرورة مواجهته أمنيا وعسكريا وفكريا، طرح الدكتور محمود الهباش قاضي القضاء في فلسطين ومستشار الشئون السياسية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، مقاربة جديدة للإرهاب، ركز فيها علي أن الإرهاب ليس ظاهرة إسلامية أو عربية كما يدعي الغرب، وإنما يعود الي مائة عام الي الوراء بسبب منح اليهود الحق في اقامة دولتهم المزعومة فوق أرض فلسطين. وقال الهباش الذي بدأ كلمته بالإشادة بما قدمته مصر بتاريخها وحضارتها وشعبها العظيم الي القضية الفلسطينية، أن الشعب الفلسطيني هو أول من عاني من إرهاب الاحتلال الإسرائيلي علي مدي قرن كامل منذ وعد بلفور المشئوم الذي وعد اليهود باقامة دولة لهم. واضاف:" أنها مأساة انسانية تاريخية اطلقت شرارة الإرهاب في عالمنا المعاصر، حيث تعرض الفلسطينيون - هذا الشعب المسالم - لابشع صور الإرهاب والظلم. واكد الهباش ان الشعب الفلسطيني بكل ابنائه واجياله. ضد التطرف والإرهاب. وبعد بدايته عن الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، عرج الهباش الي الحديث عن الإرهاب بصوره العامة، حيث اتفق مع سراج الدين في ضرورة عدم ربط الإرهاب بالإسلام، فالمسلمون هم أول ضحايا الإرهاب. واستنكر في نفس الوقت ربط هذا الإرهاب بالمسلمين وكأنه " ماركة مسجلة". غير أن الهباش كان عقلانيا في نفس الوقت، حيث لم يبرئ المسلمين تماما من وصف الإرهاب :" هناك متطرفون بالجسم الإسلامي والعربي..ولكن أيضا ثمة متطرفين علي مستوي الرقعة الإنسانية كلها، فالعرب والمسلمون يعانون من التطرف والإرهاب الذي مورس ضدهم" وبصفته الدينية، تطرق الهباش الي وسائل القضاء علي الإرهاب، قائلا :"أن هذا يتوقف علي ضرورة وضع تعريف ومفهوم الإرهاب ومسبباته، من أين نشأ وعلي أي ثقافة يتغذي؟". لم يترك الهباش سؤاله مفتوحا، حيث قدم الإجابة مباشرة، فكانت أن الإرهاب والتطرف يتغذيان علي الجهل "جهل الناس بقيم الدين". ثم عرج الي سبب أخر للإرهاب وهو "الفقر"، مما يستتبع ضرورة أن تواجه المجتمعات هذين السببين، الجهل والفقر. واستشهد الهباش بحديث نبوي ربط بين "الفقر والكفر"، مشيرا الي أن الفقر سبب للانحراف الفكري والسلوكي والعقائدي. ولم يترك قاضية قضاة فلسطين المنصة إلا وأشار الي السبب الثالث للارهاب، وهو الظلم علي حد وصفه، ومن هنا دعا أصحاب القرار الي القضاء علي بؤر الظلم والعدوان، في اشارة الي ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مع ضرورة انهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وقال أن لو تحقق هذا لكان " الوصفة السحرية" لتخليص المنطقة العربية والعالم من أهم الذرائع التي يتذرع بها بعض المتطرفين الجهلة لممارسة تطرفهم وارهابهم علي الدول والشعوب. واستكمل الدكتور خالد بن خليفة رئيس مركز عيسي الثقافي بالبحرين، ما بدأه اسماعيل سراج الدين ومحمود الهباش، ليلقي باللوم علي إيران - وإن لم يذكرها بالاسم - في أنها سبب الإرهاب في المنطقة. وقال:" التدخلات الخارجية السافرة في شئون دولنا يجب التصدي لها". واشار الي أن الدين الإسلامي ليس هو المستهدف بوصمه بالارهاب، وإنما الأرض العربية وخيراتها وما تحويه من قدرات عظيمة وحضارة عريقة هي المستهدفة. واتفق رئيس مركز عيسي الثقافي بالبحرين مع ما ذكره سراج الدين والهباش علي ضرورة الوقوف علي تعريف محدد للإرهاب. ولم يترك خالد بن خليفة كلمته إلا ووجه تهمة أخري لايران التي أسست "الحشد الشعبي" ، موجها تهمة جديدة للغرب وأمريكا بعدم وضع هذه المنظمة في لائحة المنظمات الإرهابية، رغم كل ما تقوم به من أعمال عنف وتطرف في العراق. كما اتهم الثورة الإيرانية بأنها من مسببات الإرهاب في المنطقة لما عملت علي تصدير ما" أسمته بالثورة الإسلامية". واختتم لي شياو شيان الخبير الصيني في العلاقات الدولية كلمات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاسكندرية الثالث لمواجهة التطرف، بحديث ركز فيه ضمنا علي أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي سبب ما نراه حاليا من إرهاب في العالم :" فهي التي أسست (القاعدة) ودعمها بالأسلحة والأموال وما أسمته بالجهاديين العرب وقتها لمواجهة الاحتلال السوفيتي لافغانستان". كما اتهم الخبير الصيني واشنطن بأنها وراء ما تشهده المنطقة حاليا من دمار وتخريب مستغلة ما يسمي "الربيع العربي"، للنيل من الدولة الوطنية في العالم العربي واحداث كل هذا الدمار في سورياوالعراق. وكان لي شياو شيان قد أشار في مجمل حديثه الي الفظائع التي ارتكبها الجيش الأمريكي في افغانستان وما استتبعه من احتلال العراق بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.