عندما تأكل من صنع يديك، وتنتج ما تحتاجه من سلع وخدمات، وتوفر ما يلزم للجميع دون أن تضطر إلى الاعتماد على الغير، فأنت بذلك تحفظ لبلدك إرادتها الحرة، وقرارها المستقل، وكرامتها الوطنية. هذه هى الفلسفة التى تقوم عليها فكرة المشروعات القومية الكبرى التى تشيدها الدولة فى مجالات كثيرة الآن، التى أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسى تفاصيلها بحواره المنشور فى «الأهرام» اليوم. ومن يقرأ تاريخ مصر جيداً، يعرف كيف كان الشعب المصرى حريصا فى كل الظروف والاحوال على التمسك باستقلالية قراره، والحفاظ على كرامته الوطنية، وبذل الغالى والنفيس من أجل ذلك. ظهر ذلك واضحا فى فترة إعادة بناء القوات المسلحة من ل 1967 إلى 1973، حيث قدم الشعب المصرى كل ما يملك لمصلحة «المجهود الحربي»، وخرجت قوافل الفنانين - وعلى رأسهم كوكب الشرق «أم كلثوم» فى كل مكان لجمع تبرعات المصريين، وما زالت صور المصريات وهن يخلعن الحلى الذهبية من إيديهن ويضعنها فى منديل أمام «أم كلثوم» ماثلة فى الأذهان، ودليلا عمليا على عراقة وجدية هذا الشعب العظيم، الذى يظهر معدنه النفيس فى وقت المحن دائما. إن الملحمة التى يسطرها الشعب المصرى الآن، وهو يبنى مستقبله من خلال المشروعات القومية الكبري، بأموال مصر وسواعد المصريين ليست فقط معركة اقتصادية للخروج من عنق الزجاجة، والانطلاق نحو توفير حياة كريمة لكل مواطن، ورفع المستوى المعيشى للمصريين، لكنها فى حقيقتها معركة من أجل الحفاظ على حق مصر فى قرار مستقل، وإرادة حرة وكرامة وطنية. لمزيد من مقالات رأى الاهرام;