منذ سنوات بعيدة ونحن نسمع عن رصد ملايين الجنيهات لإقامة شبكات تصريف مياه الأمطار وإقامة مخرات ومجار للسيول ويجرى العمل فى كل ذلك، ولكن يبدو أنه يتم فى المكاتب وعلى الورق فقط ولا وجود له على أرض الواقع. إن اختراع الميول فى الطرق معروف فى مصر منذ زمن طويل لكى تصل هذه الميول بمياه الأمطار إلى بالوعات الصرف ولكن لم تمسه يد التقدم والتطور ولذلك انهار وانتهى وأغلب الطرق الرئيسية كانت مصممة بوجود مخرات للسيول تعبر أسفل الطريق ولا أدرى أين اختفت؟ فأى طريق يعبر منطقة مدقات جبلية سواء التى تربط بين مدن الصعيد ومدن البحر الأحمر أو فى منطقة سيناء وغيرها معرضة للسيول نتيجة للأمطار الغزيرة التى تسقط على هذه الجبال وتنحدر بسرعة عالية الى الوادى الذى به الطريق. وهناك مدن مثل الإسكندرية والغردقة وشرم الشيخ ورأس غارب مستواها أقل من مستوى الأرض حولها وتنحدر طرقها فى أغلب مناطقها، ولذلك فهذه المناطق معرضة للسيول أكثر من غيرها أقول هذا الكلام وأنا لست خبيرا فى هذا المجال ولكنى ابنيه على ماحدث فى كل هذه المناطق منذ سنوات طويلة ويتكرر سنويا وفى نفس التوقيت وقد تم تشكيل لجان كثيرة تقاضت بدلات وانتقالات ومعاينات ودراسات وسفر الى الخارج لدراسة أحدث النظم وكله على نفقة الدولة، والنتيجة وللأسف لا أحد يدرس ويعتبر ويتخذ القرار المناسب لإصلاح المنظومة. وإذا كنا نتكلم عن السيول ونعتبرها نقمة، وهى فى الحقيقة نعمة من الله إذا تم ترويضها وتخزينها واستخدامها فى الزراعة فى وقت عز فيه الماء وتنادى الدولة بالترشيد. فهل من خطوات جادة على هذا الطريق الذى أهملناه طويلا؟. لواء كيميائى متقاعد/ محمد عوض