عقد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى اجتماعا أمس فى باريس مع عدد من نظرائه الأوروبيين والعرب لبحث دعم ما يسمى ب«المعارضة» السورية،وذلك فى الوقت الذى شهدت فيه جنيف اجتماعا آخر لمجموعة من الخبراء العسكريين والدبلوماسيين الروس والأمريكيين لبحث تفاصيل خروج المسلحين من شرق حلب، مع تقدم الجيش السورى وسيطرته على حوالى 93٪ من المدينة. ويبحث ممثلو خمس دول غربية وأربع دول عربية وتركيا والاتحاد الأوروبى فى باريس الأوضاع فى حلب وبشكل أوسع فى سوريا وإمكانات التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع. ويحضر الاجتماع ممثل المعارضة السورية رياض حجاب، وكذلك رئيس المجلس المحلى المعارض لمدينة حلب بريتا حجى حسن. وكان كيرى قد أعلن أن اجتماع باريس يهدف إلى إعادة جميع الأطراف إلى مائدة المفاوضات، متمنيا نجاح الاجتماع على مستوى الخبراء فى جنيف. يأتى ذلك فى الوقت الذى حذر فيه دبلوماسيون أوروبيون من استراتيجية الرئيس المنتخب دونالد ترامب بشأن سوريا و من تعهده بالعمل بشكل وثيق مع روسيا. وقال دبلوماسيون غربيون وصفوا المناقشات مع مستشارى ترامب وطلبوا عدم نشر أسمائهم إن رسالتهم كانت أن تحالفا أمريكيا مع روسيا ومن ثم مع الرئيس السورى بشار الأسد لسحق جماعات مثل داعش سيأتى بنتائج عكسية. وقال ترامب إن هزيمة داعش تمثل أولوية أكثر من إقناع الرئيس السورى بشار الأسد بالتنحي. وقال دبلوماسى فرنسى كبير لرويترز «فيما يتعلق بالشأن السورى تقول الإدارة الجديدة إن أولويتها سحق داعش لكننا شرحنا وجهة نظرنا وهى أنه بدون حل سياسى فى سوريا ستكون هذه الجهود غير مثمرة بسبب إعادة تشكل جيوب جديدة للإرهابيين». ومن جانبه، قال السفير الأمريكى السابق لدى سوريا روبرت فورد إن الولاياتالمتحدة لديها ثلاثة خيارات، موضحا أن «الخيار الأول هو التحول والانضمام إلى الروس وضمنيا إلى الحكومة السورية، والثانى عدم التدخل فى الصراع الأمر الذى سيعنى على الأرجح تقلص نفوذ الولاياتالمتحدة فى المنطقة واستمرار تدفق اللاجئين، أما الخيار الثالث هو العمل مع تركيا والسعودية من أجل التوصل لوقف جزئى لإطلاق النار». وعلى الصعيد الميداني، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الحكومة السورية تسيطر الآن على 93٪ من حلب. وقال إيجور كوناشنيكوف المتحدث باسم وزارة الدفاع: «الناس يغادرون عبر ممرات إنسانية فى تدفق مستمر إلى الجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية فى المدينة، جزء كبير من حلب أصبح اليوم تحت سيطرة الحكومة السورية». جاء ذلك فى الوقت الذى أرسل فيه الجيش السورى تعزيزات إلى مدينة تدمر حيث تقدمت عناصر داعش إلى مشارفها فى بعض من أشرس المعارك منذ أن فقد التنظيم الإرهابى سيطرته على المدينة التاريخية فى وقت سابق من العام الحالي.