فى ختام زيارته للولايات المتحدة التى استغرقت أكثر من أسبوع، التقى سامح شكرى وزير الخارجية فى نيويورك مع أنطونيو جوتيريش أمين عام الأممالمتحدة الجديد الذى سيتولى مهام منصبه أول يناير المقبل خلفا لبان كى مون. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن شكرى جدد التهنئة لجوتيريش بمناسبة قرب تقلده هذا المنصب المرموق، معرباً عن ثقته فى أن ما يتمتع به المسئول الدولى من خبرات متراكمة عبر مسيرته السياسية الحافلة ستكون خير عون له فى إدارة دفة العمل داخل المنظمة باستقلالية وشفافية تامة، وأكد له حرص مصر على تقديم كافة أشكال الدعم للنهوض بآليات عمل الأممالمتحدة والتصدى لمختلف التحديات المتصاعدة التى تواجه المنظمة فى ظل الواقع العالمى المضطرب الذى نعيشه، ولا سيما فى منطقة الشرق الأوسط وما تشهده من أزمات متلاحقة. ومن جانبه، أعرب جوتيريش عن خالص امتنانه لدعم مصر لترشحه للمنصب، وكذلك تقديره لدورها الرائد كركيزة للاستقرار فى المنطقة والعالم، وما تبذله من جهود دؤوبة خلال عضويتها الحالية فى مجلس الأمن لتهيئة مناخ أفضل لاستعادة السلم والأمن فى الشرق الأوسط وأفريقيا. وأضاف أبو زيد بأن اللقاء شهد تبادلا للرؤى فيما يتعلق بالأزمات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، سواء فى ليبيا أو سوريا أو اليمن، وكذلك مستقبل عملية السلام وجهود دعم القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أولويات عمل الأممالمتحدة خلال الفترة المقبلة وسبل التعامل مع العديد من الملفات. وأكد جوتيريش أيضا حرصه على تعزيز التواصل والتنسيق مع مصر عن قرب خلال الفترة المقبلة من أجل تعزيز دور المنظمة الدولية، لا سيما فى ظل مواقفها الثابتة والمستقلة إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فضلاً عما تتمتع به من تقدير كبير لدى القاعدة الواسعة من العضوية العامة للأمم المتحدة. من جانب آخر، أكد شكرى فى مقابلة نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أمس أن الرئيس عبد الفتاح السيسى يمضى قدما فى الإصلاحات السياسية والاقتصادية المطلوبة، وأشار إلى أن سياسات الحكومة المصرية التى تتخذها الآن بات لها مبرراتها وحاجاتها الملحة. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، شدد شكرى على أن الأيديولوجية التى ينتهجها تنظيم الإخوان وكافة الحركات والجماعات الراديكالية الأخرى تعد فى جوهرها واحدة، كما تستقى أفكارها من المصدر ذاته، مشيرا إلى أن القاهرة تمثل المنارة التى تكافح ضد الإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط التى تعج بتنظيمات إرهابية عديدة. وأعرب شكرى عن أمله فى فى التوصل إلى تفاهم مشترك بين البلدين، ولا سيما بشأن ضرورة مواجهة كل أشكال التنظيمات الإرهابية وما تمثلة من تهديد للأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط. وبشأن العلاقات الثنائية مع الولاياتالمتحدة، قال وزير الخارجية إن القاهرة تسعى إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن، خاصة فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، موضحا أنه كان دائما ثمة تركيز من قبل الولاياتالمتحدة على أهمية مصر والمشاركة الاستراتيجية التى تربطها بها. وأضاف وزير الخارجية قائلا : «لقد قدمنا الرؤى والنصائح للولايات المتحدة بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأعتقد الآن أن عامل الوقت أثبت صحة موقفنا». وفيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، حث شكرى على توخى الحذر ضد ما يتم الترويج له من شائعات بشأن وجود انقسام عميق بين القاهرة والرياض، كما قلل من أهمية الخلافات بين البلدين بشأن الملفين السورى واليمني. وشدد على أن المسألة برمتها محض مبالغة وأنه ليس هناك ثمة انقسام بين العاصمتين العربيتين لأن البلدين «يربطهما تاريخ طويل ولديهما التزام قوى بتحقيق تاريخ مشترك». وبخصوص العلاقات الأمريكية الروسية، حث شكرى على مزيد من التعاون بين موسكووواشنطن فى مجال مكافحة الإرهاب، ولا سيما فى سوريا، وخصوصا فى ظل إدارة ترامب الجديدة، مؤكدا أهمية الدور الروسى كلاعب دولى أساسى فى شتى القضايا العالمية والشرق أوسطية منها بصفة خاصة.