مشكلة الرئيس السيسى أنه الرئيس الصح فى الوقت الخطأ وليس كما قال أحدهم إنه رئيس الضرورة لان الضرورات تبيح المحظورات ثم ان حظ السيسى إنه جاء فى ظل وجود بقايا نظامين هما الاخوان ومبارك ولكل منهما أجنحة وموالون وصحيح أن الرئيس واجه بمهارة خطة الاخوان فى الارباك والإنهاك دون أن يشعر الشارع بأثار تلك المعركة الشرسة ليس أخرها انقلاب الاصدقاء فى الخليج ولا الحصار الاقتصادى ولكن العدو الأكبر هنا بيننا فى الداخل فقد نجحت كوبا فى مواجهة أحط حصار اقتصادى لنحو نصف قرن واستفادت ايران من الحصار عليها بتنمية وتطوير قدراتها الذاتية بمنطق مالا يقتلنا يقوينا. وليس من اللائق ان ننزلق الى أى نوع من السفسطة حول الإنجازات سواء كنّا مؤيدين او معارضين للرئيس ولكن الأهم الان ان نكون صادقين مع أنفسنا لأننا جميعا على نفس المركب وصحيح أننا أصبحنا بلا معارضة لان الناس تستشعر الحرج من إعلان رأيها حتى لايشمت فينا الاخوان وحتى لانتهم بتفريق الاصطفاف الوطنى او خوفا من العقاب من اللجان الإليكترونية شبه الرسمية غير المؤهلة الا للردح فقط، وكما أنه لاتوجد معارضة لاتوجد أغلبية منظمة لديها رؤية لكى تستمر آفة لدينا حاكم وليس نظام حكم وعندما تختفى المعارضة والاغلبية معا يسكت الداخل ربما خوفا أو طمعا أو اقتناعا أو انتظارا يتكلم الخارج تلك هى المعادلة أى عندما تكون المعارضة الوطنية فى الداخل تختفى معارضة الخارج المشبوهة، والغريب أن هناك للأسف من يقيسون مدى نجاح القرارات الاخيرة بمعيار ان الشعب قبلها ولم يثر عليها بدليل عدم نزوله فى 11/ 11وهذا ليس صحيحا بل تأويل فج لصبر الناس ورغبتهم فى الخروج من الأزمة واستعدادهم لتحمل المزيد من أجل الاستقرار بما يعنى ان الاستمرار فى تلك السياسات ربما تستنفد مخزون الصبر عند الناس وهو مايجب احترامه وتقديره بدلا من تأويله واستغلاله. وعلى الذين يزايدون على صبر الناس أن يتذكروا ان الوضع الراهن لم يكن حتميا بل جاء نتيجة سياسات محددة تبنتها الدولة خلال العامين الماضيين وكانوا يقولون (كله تمام) وتلك هى المشكلة وسبب كل كوارثناوهو مادفعنا ثمنه غاليا فى مصيبة 67 عندما قال عبدالحكيم عامر لعبدالناصر فى مجلس الحرب الذى عقد قبل 5 يونيو ( كله تمام ياريس وبرقبتي) ولم تكن أى حاجة فى البلد تمام وعندما قال بعضهم لمبارك خلال أحداث 25 يناير (كله تمام ياريس ودوّل شوية عيال يافندم عاملين مظاهرة )، والكل يرى ويلمس ويدفع فاتورة توغل مافيا الاحتكار دون أن يُجد الرد الرسمى الملائم، وكأن هناك تواطؤا على الناس وقد أصبح للمحتكرين أكثر عبئا على الدولة من الجماعات الارهابية وقد أصبح للمحتكرون تنظيمات أخطر من التنظيمات التكفيرية ولم يعد ولايصح تلك الميوعة فى مواجهة من يتحكمون فى طعام ودواء ومساكن ملايين المصريين والخطير أنهم يعملون باحترافية ضد الأمة وضد الرئيس نفسه بأكثر من الإرهابيين ونتيجة لتلك السياسات وتلك الميوعة وضعنا برنامج الاممالمتحدة لممارسة الاعمال فى المكانة 122 من بين 190 دولة أى ان هناك 121 دولة تسبقنا فى جذب الاستثمارات وربما كان ذلك لغياب الرؤية النقدية من أرضية وطنية لان التنوع هو القيمة التى تبنى بها الدول الكبري. وكانت مصر واحدة من هؤلاء وأكثر تأثيرا فى محيطها عندما اتسعت ارضها لمختلف الجنسيات وتقلبت الأعراق والجنسيات والديانات ولعل تلك الخلطة هى كلمة السر لامريكا وضاعت مصر عندما تعصب ناسها لأشخاص على حساب الوطن وخرجوا مناصرين لسعد زغلول فالاحتلال مع سعد افضل من الاستقلال مع عدلى يكن وتكرر ذلك كثيرا والانتصار للزعامات على حساب القضية لان أولى الامر عندنا أنصاف آلهة فوق النقد ولم يقل لهم احد ان من يعمل بالعمل العام يلزمه ان يكون واسع الصدر يتقبل النقد وتحمل سوء الظن ويلتمس الاعذار لمن يختلفون معه ايمانا منه ان زوايا الرؤية متعددة وان عقول الناس ليست واحدة وألا احد منا معصوم من الخطأ وان خير الخطائين التوابون وألا يتورط فى استحسان الاستماع للعبارة التى ضيعتنا ( كله تمام يافندم ) لان الأوضاع لم تكن أبدا فى هذا البلد تماما على حد علمى. ببساطة مستعدون لشد الأحزمة ولكن ليس لدفع فواتير الفساد. مامصير شحنات الدواجن المعفاة من الجمارك؟. العدالة الاجتماعية لدينا مساواة الجميع فى التسول. استطعنا تعويم الجنيه بقرارات اشتراكية!. الواقعية فى هذا الزمان كأنك تطلب المستحيل. هل التزم نواب البيزنس بقانون تصفية أعمالهم؟. تأخير دخول الشوبكى البرلمان يفقده شرعية التشريع. الاوبك أكبر تنظيم يمارس الاحتكار برعاية الكبار. من حقك تتظاهر ومن حقهم يحبسونك. القانون إياه من إنتاج عدلى (الدستوري) والببلاوى (الليبرالي). أرشح جمال الجمل وسليمان جودة ونيوتن كأفضل أعمدة يومية. الكاحول هو بطل مرحلة فساد الاستيراد. [email protected],eg لمزيد من مقالات سيد على