بعد أن أصبح لليتيم يوما مصريا وعربيا يدخل البهجة على ملايين الأيتام، يشعر المرء ببعض الجحود عندما يتم التجاهل سنويا للأهرام صاحب الاقتراح والفكرة بالاشتراك مع جمعية الأورمان، بل إن مؤسسة الأهرام وضعت جميع إمكاناتها للترويج للفكرة وظلت عدة أسابيع تناقش الاقتراح وتسوقه على كل المستويات سواء للمؤسسات المصرية أو العربية، وفى سبيل الإعداد لهذا اليوم واجهت الأهرام عنت المتعنتين وتأويل المتأولين وأخذ اختيار اليوم مناقشات مستفيضة لمدة أسابيع حتى وصلنا الى الأسبوع الاول من ابريل من كل عام، وكعادة الأهرام كشاهد وديوان الحياة المصرية أصدر الفكرة من خلال قسم التحقيقات الصحفية وظل يروج لها، وقام بدراسة مسحية لأول مرة فى مصر لمعرفة العدد التقريبى للأيتام، وللحقيقة والتاريخ فقد لعبت دار الأورمان أيام المرحوم أحمد القبانى دورا مهما وبحماس اكبر من المهندس حسام قبانى، وبعد أن تبلورت الفكرة ذهبنا للدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم أيامها وطلب مزيدا من الدراسة الميدانية والاحتياجات الملحة لتلك الفئة، وتشكل فريق عمل بحثى، وبالتوازى كان هناك فريق اكبر يعمل مع وزارة الأوقاف والأزهر، ودعم الفكرة بحماس الراحل الشيخ طنطاوى شيخ الجامع الأزهر كان ذلك بهدف الترويج ليوم اليتيم فى المدارس والمساجد، ثم ذهب الفريق للبابا شنودة الذى تحمس اكثر للاقتراح وبدأنا الإعداد للهذا اليوم فى عام 2004 بمساعدة عدد من رجال الاعمال على رأسهم الدكتور أحمد بهجت الذى قرر فتح الملاهى مجانا، ثم تبارى رجال الاعمال ومنهم محمد فريد خميس برعاية اليوم الاول بمبلغ كبير وحقق الاحتفال دويا هائلا لم يكن متوقعا، اذ تعاطف الناس بصورة فاقت الخيال ذلك أن الدراسة النسخية كشفت عن أن كل بيت لابد أن يكون به حالة يتم وكان للأزهر والمساجد والكنائيس وتليفزيون الدولة دور مهم فى تدشين هذا اليوم ومنذ هذا اليوم، صار لليتيم عيد ليس فى مصر ولكن على المستوى العربى والدولى بعد اهتمام الاممالمتحدة بهذا اليوم، واستمر وهج اليوم فى التألق سنويا، ولكن كنت أتابع الاحتفالات وهذا التوهج متعجبا ألا يأتى ذكر للأهرام التى أسست وراعت بل وحاربت لكى يخرج هذا اليوم، وفى كل عام أجد آلاف الاحتفالات وتكريم كل من هب ودب كما يقولون دون ذكر للأهرام أو النفر القليل الذى تحمس للاقتراح وأصر عليه بل إن هناك بعض الجهات التى أخذتها الغفلة وراحت تتصرف وكأنها مؤسسة اليتيم الرسمية ثم كان أن ابتذلت الفكرة وذهبت لمن يتاجر بيوم اليتيم ماديا واعلاميا، وشاهدنا الدعوات الرسمية توجه لبعض المتاجرين بهموم الوطن، أقول ذلك لأن شهود الوقائع لايزالون على قيد الحياة المهندس حسام قبانى، والدكتور حسين كامل بهاء الدين، وإبراهيم نافع، وفريد خميس، وأحمد بهجت، وصفوان ثابت، ولا أبغى من ذلك تكريما للأهرام أو حتى لقسم التحقيقات الصحفية ولكن ليظل الفضل منسوبا لاصحابة فى تلك الأيام الجاحدة التى اختلت فيها القيم والمعايير وأصبح الفضل ينسب لغير أهله، وهناك من يستمرئون ذلك بدون أى حياء، بل وصل الامر بكثير لشراء ألقاب علمية كالدكتوراه، وصحيح أن الأهرام تترفع عن ذلك ولكن متابعة مثل تلك التصرفات ربما تردع المؤلفة قلوبهم ويستحلون أموال اليتامى ببجاحة خاصة أننا أيام الإعداد والترويج لهذا اليوم كنّا نواجه اتهامات الحصر لها وصلت فى بعض الأحيان لتكفيرنا لان الأعياد حددها الشرع وأننا نأتى ببدع وهكذا يكتشف المرء أننا كما يقولون فى الهموم مدعوون وفى الافراح منسيون وفيما يبدو انها عادة مصرية لاتتغير أبدا وإذا كان العالم كلة يعترف بفضل مصطفى وعلى أمين اصحاب اخبار اليوم فى إنجاز عيد الام فلا أقل أن نحفظ للأهرام حقها وفضلها فى إنجاز يوم اليتيم بعد أن أصبح يوما للتكافل والمحبة والعطف وما أحوجنا فى هذه الأيام لكثير من تلك المعانى لنعيد لمصريتنا دفئها واللمة التى افتقدناها كثيرا حين تجرأنا ولم ننسب الفضل لاصحابة. ببساطة مشكلة الشيعة العرب أنهم بدأوا مظلومين وانتهوا ظالمين. خطأ مصر الجديدة فى البناء بالأساليب القديمة. كثير من النشطاء يدفعون ثمن جرائم ارتكبها غيرهم. التحالف العربى أعفى أمريكا من التورط والتكلفة. ليبيا وسوريا أحق بالتدخل مليون مرة من اليمن. مشروع الإصلاح المصرى لن يتم بدون إنهاء احتكار رجال الأعمال على الاعلام. كل خلافات المسلمين والمسيحيين والفرق حول أشخاص ماتوا من مئات السنين. أى تحالف عربى لايكون ضد إسرائيل يكون مساندا لها. عار أن تكون لإسرائيل وقطر وأمريكا سفارات وليس لسوريا سفارة بالقاهرة. الاقتصاد القوى وليس الجيش القوى هو الذى يفرض الاجندة السياسية الآن. فى بطاقته اسم آخر غير طليق حنان ترك. [email protected],eg لمزيد من مقالات سيد علي