بعد غياب دام ست سنوات عقد المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع المركز القومى للترجمة ملتقى القاهرة الدولى للترجمة تحت عنوان «الترجمة مشروعًا للتنمية الثقافية» بحضور كوكبة من ألمع المفكرين والمترجمين فى مصر والعالم. وفى قاعة المجلس الأعلى للثقافة التى حلّقت فى جنباتها روح رفاعة الطهطاوى رائد التنوير والترجمة فى العصر الحديث بدأ المؤتمر بكلمة د. محمد حمدى مُقرر لجنة الترجمة، أن الحضارةَ العربية الإسلامية شهدت حركة للترجمة قلّ أن يُوجد لها نظير.واستنكر أن يكون ماضينا بهذه العراقة ونعجزُعن مضاهاته فى أيامنا الحاضرة رغم ما نعيشه من تقدم.وعن أهمية الترجمة قال المترجم التونسى د.عبد السلام المسدى إن المُلتقى جاء لفتح سجل الترجمة ليس لكونها عبورا للدلالات والمقاصد من لسان إلى آخر، ولكن باعتبارها جسر العبور للتنمية الثقافية. وطالب بضرورة أن يهتم صُناع القرار بتفعيل توصيات هذا الملتقى حتى يأتى بثماره التى ينتظرها الجميع؛ لأن الترجمة من المشاريع الكبرى التى يجب أن تلقى كل الدعم والمساندة. وأكد د. أنور مغيث مدير المركز القومى للترجمة. إن الترجمة تشهد مُنعطفا تاريخيا يزداد مع الأيام أهمية، وهو ما أضاف إلى مهامها مهام أخرى جديدة، وبذلك تحولت الترجمة إلى قضية مطروحة فى تأملات الفلاسفة المعاصرين. وأشارت د. أمل الصبان الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة إلى أن الترجمة تُعد عنصرا فاعلا فى تطور العلوم والمعارف الإنسانية، وأنها تتناسب طرديا مع حركة التقدم فى أى مُجتمع، وأكدت إنها وسيلةٌ مُهمة من وسائل اكتساب المعرفة بين الشعوب، حيث مثّلت على امتداد تاريخ الإنسانية جسرا للتبادل الثقافى والإثراء المتبادل بين الثقافات. وعلى مدى يومين ناقش المشاركون عدداً من المحاور من خلال ثمانى جلسات بحثية ومحاضرتين ومائدة مستديرة حول أثر الترجمة وأهميتها فى تبادل الثقافات بين الشعوب، بالإضافة لدورها فى تنمية المجتمعات منها :«الترجمة والتوطين الثقافى الترجمة لمن ؟» التى ناقشها ثائر ديب متحدثا عن اختيار المترجم للأعمال والتى تخضع لعوامل كثيرة تبدأ بتفضيلات المترجم وخلفيته الثقافية. وقال أن المترجم الجيد هو الذى ينجح فى الجمع ما بين خياراته الشخصية وضرورات الثقافة فى نفس الوقت. وعن العصر الذهبى تحدث المترجم خالد رؤوف والذى أكد دور الترجمة الأدبية كون الترجمة محرضا ثقافيا فى المقام الأول وكذلك دورها فى تطوير اللغة.وتحدثت د.ناهد الديب واصفة ترجمة الأمثال التى إذا ما أحسنت ترجمتها أصبحت قادرة على أن تختصر الطريق إلى الثقافة المترجم إليها، واشارت أسماء جعفر فى بحثها حول «الاختلاف الثقافى» إلى أن دراسة الثقافة تحتل مكانة كبيرة فى علم الترجمة، ولذلك على المترجم أن يأخذ فى اعتباره معايير عدة من بينها: الفترة الزمنية، وعقلية القارئ، والبيئة التى سينشر فيها العمل المترجم، وأخيرًا الاختلاف الثقافى. وأكد هشام المالكى أن اللغة الصينية تتميز بخصائص صوتية وتركيبية ودلالية تُصعِّب عمليةُ الترجمة، وتساءلت منار عمر فى بحثها عن الترجمة إلى الألمانية.. لمن؟ تعرضت فيه لماهية النصوص المترجمة من العربية إلى الالمانية، وألقت الضوء على ما ترجم من العربية إلى الألمانية فى السنوات الخمس الماضية، وقدمت بعض المقترحات لتحفيز عملية الترجمة.