بالرغم من أنني كنت أؤكد لأصدقائي وزملائي في العمل، بأن دونالد ترامب سينجح وبقوة، وكانوا يشككون في الأمر، وذلك نتيجة معرفتي بطبيعة الأمريكيين أثناء تغطيتي للانتخابات الأمريكية عام 2008 بين باراك أوباما وجون ماكين، فعرفت كيف يختار الأمريكيين رئيسهم.. إلا أن قناعتي الشخصية هي أن السياسة الأمريكية لا تتغير بشكل جذري، خاصة وأن أي رئيس أمريكي بالرغم من وجود برنامج انتخابي واضح وفيه الكثير من الوعود، إلا أنه في النهاية يخضع لسياسة الإدارة بشكل كبير! وبالرغم من دعم ترامب الزائد لإسرائيل، لكن أيضا لا يمكن أن نغفل موقف الرئيس الأمريكي الفائز من بعض القضايا التي تهمنا في الشرق الأوسط.. إذ أنه كان واضحا في مسألة محاربة الإرهاب وأبدى أثناء ترشيحه، تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسي وبل واتفاقه معه في سياساته الخاصة بمكافحة الإرهاب.. ووصف الإرهاب بأنه "مرض داخل الإسلام" محملاً ضعف الولاياتالمتحدة مسؤولية ظهوره.. ما يؤكد إنه في حال فوزه، سيكون هناك تصور أمريكي مختلف عن الإسلام السياسي وتواجده في الدول العربية. كما أعلن ترامب عن استعداده للتعاون مع روسيا وهذا أمر بالغ الأهمية ويُنهي حالة الصراع بين أمريكاوروسيا حول السيطرة على الأمور في الشرق الأوسط. وفي الوقت الذي أكد فيه ترامب أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية في بعض الحالات "عندما تكون هناك قضية ويمكنك أن تحل هذه القضية"، لكنه شكك في جدوى الجزء الأكبر من التدخلات الأمريكية عبر العالم على مدى السنوات الأخيرة، بما في ذلك ما وصفه بأنه سياسة أوباما غير المدروسة في سوريا. وأعاد ترامب في هذا الخصوص إلى الأذهان التدخل الأمريكي العسكري لإسقاط صدام حسين، معتبرا أن العراق اليوم "بات كارثة"، متوقعا سقوط البلاد تحت سيطرة إيران و"داعش"، واستنتج قائلا: "أعتقد أنه علينا أن نركز على أنفسنا". أما في الشأن السوري، قال ترامب خلال مناظرة رداً على كلينتون التي هاجمت روسيا واعتبرت أن عمليتها العسكرية في سوريا لا تستهدف تنظيم "داعش" على الإطلاق: "إنني لست معجباً بالأسد على الإطلاق، لكن الأسد يقتل "داعش", روسيا تقتل "داعش"، إيران تقتل "داعش".. أما الآن فيقف الثلاثة في صف واحد بسبب سياستنا الضعيفة". وشدد ترامب على أن هزيمة تنظيم "داعش" تحظى بالأولوية على إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي.. وقال إن الأسد أقوى بكثير الآن مما كان عليه قبل نحو ثلاث سنوات.. كما أضاف أن حمل الأسد على ترك السلطة أقل أهمية من هزيمة "داعش". في حين فوز هيلاري كلينتون كان من وجهة نظري المتواضعة، يضر بالشرق الأوسط، لأنها صاحبة مسلسل تقسيم ليبيا، ودعمت الجماعات المسلحة في سوريا. كلينتون تمثل استمرارية السياسة الأمريكية الحالية تجاه مصر، والتي كانت متمثلة في دعمها للإخوان الإرهابيين، والرئيس الأمريكي القادم عليه بمراجعة هذه الأخطاء ليتلاشى الوقوع فيها. ولن ننسى أن هيلاري، كانت وزيرة خارجية سابقاً في ولاية أوباما التي شهدت ذروة الربيع العربي، كما كان لها دور مدمر فيما يخص القضية بليبيا حيث دعمت الانقسام هناك وكذلك دعمت الجماعات المسلحة في سوريا، وكذلك الإخوان في مصر، ما يعني المزيد من ثمان سنوات عجاف في العلاقات مع مصر إذا ما فازت! وفي خُطوة جيدة على صعيد العلاقات مع مصر، أجري الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالاً مع الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب"، يُعرب له عن خالص التهنئة بانتخابه رئيساً جديداً للولايات المتحدةالأمريكية، معربا ًعن تطلعه إلى تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية في كافة المجالات، وأن تشهد فترة رئاسة الرئيس "دونالد ترامب" مزيداً من التعاون والتنسيق، لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأمريكي، وتعزيزاً للسلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.. كما وجه الرئيس السيسي الدعوة للرئيس الأمريكي المنتخب لزيارة مصر. ومن جانبه، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" عن خالص تقديره لاتصال الرئيس، مشيراً إلى أنه أول اتصال دولي يتلقاه للتهنئة بفوزه في الانتخابات.. كما أعرب ترامب عن تطلعه للقاء الرئيس قريباً، مشيداً باللقاء الذي جمعه به في نيويورك خلال شهر سبتمبر الماضي، وأكد الرئيس "ترامب" حرصه على استمرار علاقات الصداقة الوطيدة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي تصريحات لوليد فارس، مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أفاد أن القاهرة ستكون المحطة الأولى في زيارات ترامب إلى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. وقال فارس: "إن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تنسى مصر وستدعمها في كل المجالات"، مضيفا أن مصر "عانت ما عانته بسبب حكم الإخوان المسلمين والغطاء الذي وفرته لهم إدارة الرئيس باراك أوباما". وأكد أن واشنطن "ستكون صديقاً مقرباً لمصر، وأن ترامب أبدى اهتماماً خاصاً بمصر، وأنه يدرك أهميتها كرُمّانة الميزان في المنطقة. وقال فارس: "لذا تعد مصر الوجهة الأولى لترامب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، مضيفا أن هناك زيارة لترامب إلى مصر لم يحدد موعدها، كما ستوجه دعوة للرئيس عبدالفتاح السيسي لزيارة البيت الأبيض". وأوضح أن "لقاء السيسي مع ترامب في نيويورك يحمل رسالة قوية للعالم في توقيت دقيق، ويعد بمثابة دفعة قوية للعلاقات مع مصر"، مشيرا إلى أن ترامب سيسعى لتقوية العلاقات مع مصر والتنسيق معها في مواجهة الإرهاب، وقال: "إن ترامب سيقوم بدعمها ماديا وعسكريا". ووفقا لتصريحات فارس، ترامب يؤيد إصلاح الخطاب الديني، وتعد مصر مهمة بالنسبة لترامب لدورها القوي في مواجهة الأفكار المتطرفة، وقد أبدى استياءه حينما وقعت تحت حكم الإخوان. وعلمنا أن ترامب سيسعى لتوطيد العلاقات المصرية الأمريكية من خلال عدة شراكات على الصعيد الاقتصادي، وأن الرئيس الأمريكي الجديد "سيكون شريكاً اقتصادياً قويا لمصر، ولديه خطط لإنعاش الاقتصاد المصري واستقدام مستثمرين أمريكيين. من كل قلبي: أهلا بدونالد ترامب صديقاً إذا كان جاداً في إصلاح العلاقات التي أفسدها من سبقوه.. نتمنى الخير لبلادنا ونتمنى الخير للآخرين، لكن أبداً ليس على حساب مصر أو التدخل في شونها الداخلية. #تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر. [email protected] لمزيد من مقالات ريهام مازن;