رسوم السحب من ماكينات الصراف الآلي 2024 ب «12 بنك»    «بايدن» خلال اجتماعات مجموعة السبع: لم أفقد الأمل بشأن وقف إطلاق النار في غزة    فيتو داخل مخيمات حجاج قرعة الحج السياحي بمنى وعرفات قبل التصعيد (فيديو وصور)    نجوى كرم بالبنفسجي في أحدث جلسة تصوير    محي الدين: الأهلي للصرافة تعمل خلال إجازة عيد الأضحى    محافظ الجيزة يستقبل وفود الكنائس بالمحافظة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك    أخبار الأهلي: تفاصيل مران الأهلي قبل مواجهة فاركو.. انتظام الدوليين    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    وزير البترول يكشف تأمين الأرصدة وإمدادات المنتجات خلال إجازة عيد الأضحى    اوس اوس يصل العرض الخاص لفيلم «عصابة الماكس»    من فضائل يوم عرفة.. تكفير الذنوب والتأكيد على الأخوة بين الناس    رئيس هيئة الدواء: دستور الأدوية الأمريكي يحدد معايير الرقابة ويضمن سلامة المرضى    بعد لقائهما بيوم واحد.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني    "العدل الأوروبية" تغرّم المجر بسبب سياسات اللجوء    بمليار دولار وارتفاعه 250 مترًا.. معلومات عن برج «فوربس» المقترح بالعاصمة الإدارية    سفاح التجمع يشعل مواجهة بين صناع الأعمال الدرامية    وزير الرياضة يشهد المرحلة التمهيدية من مشروع صقل مدربي المنتخبات الوطنية    افتتاح عدد من الوحدات الحديثة بمستشفيات المنيا الجامعية    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    عيد الأضحى 2024 | أحكام الأضحية في 10 أسئلة    محافظ أسيوط يضع حجر أساس مدرسة المحبة بمدينة المعلمين    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14-6-2024، السرطان والأسد والعذراء    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    يورو 2024.. نزلة برد تجتاح معسكر منتخب فرنسا    تخرج الدورة الأولى للمعينين بالهيئات القضائية من الأكاديمية العسكرية المصرية    محاولة اختطاف خطيبة مطرب المهرجانات مسلم.. والفنان يعلق " عملت إلى فيه المصيب ومشيته عشان راجل كبير "    رئيس صندوق التنمية الحضرية يتابع الموقف التنفيذي لمشروع "حدائق تلال الفسطاط"    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    أسواق عسير تشهد إقبالًا كثيفًا لشراء الأضاحي    "المحطات النووية": تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة الرابعة بالضبعة 19 نوفمبر    فطار يوم عرفات.. محشي مشكل وبط وملوخية    النيابة أمام محكمة «الطفلة ريتاج»: «الأم انتُزّعت من قلبها الرحمة»    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام    نقل المصابين في مشاجرة عائلتي بكوم إمبو للمستشفى الجامعي وسط حراسة أمنية مشددة    انفجار مولد الكهرباء.. السيطرة على حريق نشب بمركز ترجمة بمدينة نصر    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    مجانًا.. فحص 1716 شخصًا خلال قافلة طبية بقرية حلوة بالمنيا    ضبط أحد الأشخاص بسوهاج لزعمه قدرته على تسريب امتحانات الشهادة الثانوية    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    ضبط نجار مسلح أطلق النار على زوجته بسبب الخلافات فى الدقهلية    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    كندا تعلن عن تزويد أوكرانيا بصواريخ ومساعدات عسكرية أخرى    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    دار الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة    «الإسكان»: تنفيذ إزالات فورية لمخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بمدينة العبور    حملة مرورية إستهدفت ضبط التوك توك المخالفة بمنطقة العجمى    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الخميس    ضياء السيد: طلب كولر بشأن تمديد عقد موديست منطقي    قيادي ب«مستقبل وطن»: جهود مصرية لا تتوقف لسرعة وقف الحرب بقطاع غزة    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    على خطى كرة القدم.. ريال مدريد بطلا لدوري السلة    بالتعاون مع المتحدة.. «قصور الثقافة»: تذكرة أفلام عيد الأضحى ب40 جنيهاً    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    ناقد رياضي ينتقد اتحاد الكرة بعد قرار تجميد عقوبة الشيبي    هشام عاشور: "درست الفن في منهاتن.. والمخرج طارق العريان أشاد بتمثيلي"    اتحاد الكرة يعلن حكام مباراتي بيراميدز وسموحة.. وفيوتشر أمام الجونة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهاية ‬رحلة ‬المناورات ‬بين ‬الإخوان ‬وعبد ‬الناصر

كان ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬علي ‬صلة ‬بكل ‬من ‬الإخوان ‬المسلمين، ‬ومصر ‬الفتاة، ‬والحركة ‬الشيوعية ‬المصرية ‬في ‬نوع ‬من ‬العلاقة ‬الإستكشافية ‬لطبيعة ‬هذه ‬المنظمات ‬من ‬الداخل. ‬لكنه ‬كان ‬يعمل ‬حسابا ‬لجماعة ‬الإخوان ‬أكثر ‬من ‬أي ‬جماعة ‬أخري ‬نظرا ‬لانتشارها ‬الواسع ‬داخل ‬المجتمع ‬المصري. ‬وعلي ‬هذا ‬قام ‬بإبلاغ ‬كل ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضوى ‬مكتب ‬الارشاد) ‬بموعد ‬حركة ‬الجيش ‬ليلة ‬23 ‬يوليو.‬
في ‬صباح ‬23 ‬يوليو ‬نفسه ‬انتشرت ‬كتائب ‬الإخوان ‬علي ‬طول ‬طريق ‬السويس-‬القاهرة ‬لتتصدي ‬للقوات ‬البريطانية ‬إذا ‬ما ‬تحركت ‬ضد ‬الثورة. ‬ثم ‬طلب ‬عبد ‬الناصر ‬من ‬حسن ‬العشماوي ‬أن ‬يتصل ‬بالمرشد ‬العام ‬(حسن ‬الهضيبي (‬في ‬الإسكندرية ‬لإصدار ‬بيان ‬بتأييد ‬الثورة ‬لكن ‬المرشد ‬لم ‬يفعل ‬شيئا، ‬ولم ‬يحضر ‬إلي ‬القاهرة ‬إلا ‬بعد ‬أن ‬غادر ‬الملك ‬فاروق ‬البلاد ‬في ‬26 ‬يوليو، ‬وأصدر ‬بيانا ‬مقتضبا ‬بتأييد ‬حركة ‬الجيش ‬طلب ‬بعده ‬أن ‬يقابل ‬أحد ‬رجال ‬الثورة ‬فقابله ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬منزل ‬صالح ‬أبو ‬رقيق )‬عضو ‬مكتب ‬الإرشاد) ‬صباح ‬يوم ‬30 ‬يوليو. ‬
‬في ‬ذلك ‬اللقاء ‬طالب ‬المرشد ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬بتطبيق ‬أحكام ‬القرآن، ‬فقال ‬ناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬حربا ‬علي ‬الظلم ‬الاجتماعي ‬والاستبداد ‬السياسي ‬وهي ‬بذلك ‬ليست ‬إلا ‬تطبيقا ‬لتعاليم ‬القرآن، ‬فاشترط ‬المرشد ‬لتأييد ‬الثورة ‬أن ‬يعرض ‬الضباط ‬علي ‬الجماعة ‬أي ‬قرار ‬قبل ‬أن ‬يصدر ‬وذلك ‬لمناقشته ‬في ‬مكتب ‬الإرشاد، ‬فقال ‬عبد ‬الناصر ‬إن ‬الثورة ‬قامت ‬دون ‬وصاية ‬ولا ‬تقبل ‬بحال ‬أن ‬توضع ‬تحت ‬وصاية ‬أحد. ‬
‬كان ‬هذا ‬اللقاء ‬بداية ‬تجمع ‬السحب ‬السوداء ‬في ‬أفق ‬العلاقة ‬بين ‬الطرفين، ‬فقد ‬خرج ‬المرشد ‬من ‬اللقاء ‬باقتناع ‬بأنه ‬لا ‬يمكن ‬اعتبار ‬حركة ‬الضباط ‬حركة ‬إسلامية ‬تسير ‬علي ‬الخط ‬الذي ‬يبتغيه ‬الإخوان.‬ ومع ‬ذلك ‬وعندما ‬تقرر ‬أن ‬يؤلف ‬محمد ‬نجيب ‬الوزارة ‬في ‬7 ‬سبتمبر ‬1952 ‬بعد ‬استقالة ‬علي ‬ماهر ‬لعدم ‬موافقته ‬علي ‬إصدار ‬قانون ‬الاصلاح ‬الزراعي ‬قرر ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬إشراك ‬الاخوان ‬المسلمين ‬في ‬الوزارة ‬بثلاثة ‬أعضاء، ‬وأخبر ‬حسن ‬العشماوي ‬بذلك ‬صباح ‬8 ‬سبتمبر ‬علي ‬أن ‬يكون ‬هو ‬واحدا ‬من ‬الوزراء ‬الثلاثة. ‬غير ‬أن ‬الجماعة ‬اختلفت ‬فيما ‬بينها ‬حول ‬أسماء ‬الإخوان ‬التي ‬ينبغي ‬تقديمها ‬وترددت ‬بين: ‬احمد ‬حسني ‬وكيل ‬وزارة ‬العدل ‬ومحمد ‬كمال ‬الديب ‬محافظ ‬الاسكندرية )‬ترشيح ‬المرشد ‬شخصيا‬، (‬ومنير ‬الدله ‬وحسن ‬العشماوي ) ‬ترشيح ‬مكتب ‬الارشاد). ‬غير ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬اختار ‬الشيخ ‬احمد ‬حسن ‬الباقوري ‬فأقدم ‬المرشد ‬العام ‬علي ‬فصله ‬من ‬الجماعة ‬فازدادت ‬النار ‬تحت ‬الرماد .‬
‬ثم ‬صدرت ‬تعليمات ‬المرشد ‬العام ‬لجميع ‬‮«‬شعب‮» ‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬موقف ‬الجماعة ‬من ‬الحكم ‬من ‬الآن ‬فصاعدا ‬سيكون ‬سلبيا، ‬بل ‬لقد ‬طالب ‬فريق ‬داخل ‬الجماعة ‬برأس ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬وضباط ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة ‬وهدم ‬النظام ‬من ‬أساسه. ‬ودأب ‬المرشد ‬علي ‬إعطاء ‬تصريحات ‬للصحف ‬يهاجم ‬فيها ‬الثورة ‬وأصدر ‬أوامره ‬شفاهة ‬إلي ‬‮«‬شعب‮»‬ ‬الإخوان ‬بأن ‬يظهروا ‬في ‬المناسبات ‬التي ‬يظهر ‬فيها ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ويهتفون ‬هتافهم ‬المأثور ‬‮«‬الله ‬أكبر ‬ولله ‬الحمد‮»‬ ‬كنوع ‬من ‬التحدي ‬الظاهر.‬
‬ولما ‬ألغيت ‬الأحزاب ‬السياسية ‬في ‬17 ‬يناير ‬1953 ‬تم ‬استثناء ‬جماعة ‬الاخوان ‬المسلمين ‬علي ‬اعتبار ‬أنها ‬ليست ‬حزبا ‬سياسيا ‬بالمعني ‬الإصطلاحي. ‬فلما ‬علم ‬المرشد ‬العام ‬بنية ‬الثورة ‬في ‬تكوين ‬هيئة ‬التحرير ‬لملء ‬الفراغ ‬السياسي ‬الناجم ‬عن ‬حل ‬الأحزاب ‬حاول ‬إثناء ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬عن ‬اتخاذ ‬هذه ‬الخطوة ‬قائلا ‬له ‬إن ‬الجماعة ‬كفيلة ‬بملء ‬الفراغ، ‬فقال ‬ناصر: ‬إن ‬في ‬البلاد ‬من ‬لا ‬يرغب ‬في ‬الانضمام ‬للجماعة، ‬وهي ‬إشارة ‬غير ‬مباشرة ‬الي ‬المسيحيين ‬المصريين. ‬فبدأ ‬المرشد ‬في ‬محاربة ‬التنظيم ‬السياسي ‬الجديد) ‬هيئة ‬التحرير.(‬
‬وعند ‬هذا ‬المنعطف ‬من ‬الأحداث ‬كانت ‬فكرة ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز ‬قد ‬بدأت ‬تفرض ‬نفسها ‬وتقرر ‬أن ‬تبدأ ‬في ‬أبريل (‬1953). ‬وفي ‬تلك ‬الأثناء ‬سعت ‬السفارة ‬البريطانية ‬لاستقطاب ‬عناصر ‬معادية ‬للوضع ‬الجديد ‬في ‬مصر ‬لإثارة ‬القلاقل ‬أمام ‬المفاوض ‬المصري ‬حتي ‬تظهر ‬الأمور ‬بمظهر ‬الاضطراب ‬وعدم ‬الاستقرار ‬فيتخذها ‬الإنجليز ‬حجة ‬لإيقاف ‬التفاوض. ‬ولم ‬تجد ‬السفارة ‬إلا ‬الإخوان ‬المسلمين ‬صيدا ‬ثمينا ‬يحقق ‬الغرض ‬وتم ‬الاتصال ‬بهم ‬بواسطة ‬الدكتور ‬محمد ‬سالم ‬الموظف ‬بشركة ‬النقل ‬والهندسة ‬الذي ‬اتصل ‬بصالح ‬أبو ‬رقيق ‬في ‬فبراير (‬1953) ‬وأبلغه ‬برغبة ‬السفارة ‬البريطانية ‬في ‬عقد ‬لقاء ‬بين ‬بعض ‬المسئولين ‬بالجماعة ‬وبين ‬تريفورز ‬إيفانز ‬مستشار ‬شئون ‬الشرق ‬بالسفارة ‬بهدف ‬استطلاع ‬رأيهم ‬فيما ‬يرتضونه ‬لنجاح ‬مفاوضات ‬الجلاء ‬المزمع ‬إجراؤها ‬مع ‬حكومة ‬الثورة، ‬وتمت ‬المقابلة ‬في ‬منزل ‬محمد ‬سالم ‬وبحضور ‬منير ‬الدله ‬وصالح ‬أبو ‬رقيق. ‬فأظهر ‬ناصر ‬للمرشد ‬العام ‬في ‬مايو ‬1953 ‬استياءه ‬من ‬هذا ‬الاتصال. ‬وفي ‬أوائل ‬يونيو (‬1953) ‬بدأ ‬الاخوان ‬خطة ‬لتشكيل ‬تنظيم ‬سري ‬اخواني ‬بين ‬ضباط ‬الجيش ‬والبوليس ‬في ‬محاولة ‬لدق ‬إسفين ‬داخل ‬صفوف ‬الجيش ‬والبوليس ‬مع ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة. ‬وعلي ‬هذا ‬بادر ‬ناصر ‬بتهديد ‬الإخوان ‬قائلا ‬لحسن ‬العشماوي: ‬إنه ‬لن ‬يقف ‬مكتوف ‬الأيدي ‬أمام ‬هذه ‬التصرفات، ‬وأنه ‬لن ‬يتردد ‬في ‬اتخاذ ‬ما ‬تمليه ‬مصلحة ‬البلاد ‬مهما ‬كانت ‬النتائج‮»‬. ‬
‬في ‬تلك ‬الأثناء ‬وفي ‬ديسمبر ‬1953 ‬تصاعد ‬الخلاف ‬بين ‬عبد ‬الناصر ‬ومحمد ‬نجيب ‬حول ‬إدارة ‬الأمور ‬بعد ‬إلغاء ‬الأحزاب ‬السياسية، ‬وهو ‬خلاف ‬بدأ ‬صامتا ‬دون ‬مواجهة ‬مباشرة ‬وإن ‬كان ‬كل ‬طرف ‬يرقب ‬الآخر ‬ويرتب ‬للأمر ‬عدته. ‬ولما ‬ازدادت ‬حدة ‬التوتر ‬بينهما ‬أوحي ‬المقربون ‬لنجيب ‬أن ‬يتصل ‬بالاخوان ‬المسلمين ‬للتخلص ‬من ‬ناصر. ‬وكان ‬وسيطه ‬في ‬هذا ‬الاتصال ‬قائد ‬حرسه ‬الخاص ‬اليوزباشي ‬محمد ‬رياض ‬الذي ‬قابل ‬حسن ‬العشماوي ‬ومنير ‬الدله ‬عدة ‬مرات ‬في ‬ديسمبر‬1953، ‬ولخص ‬الاخوان ‬طلباتهم ‬له ‬وتتمثل ‬في ‬تشكيل ‬وزارة ‬يرضي ‬عنها ‬الاخوان. ‬
‬جاء ‬عام 4591 ‬ليشهد ‬تطورا ‬مريرا ‬في ‬مواقف ‬الإخوان ‬تجاه ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬ففي 21 ‬يناير 4591 ‬احتفل ‬طلاب ‬جامعة ‬القاهرة ‬بذكري ‬استشهاد ‬المنيسي ‬وشاهين ‬في ‬التل ‬الكبير ‬علي ‬يد ‬الإنجليز ‬وهما ‬من ‬أبطال ‬الحركة ‬الفدائية ‬في ‬مدن ‬قناة ‬السويس. ‬ومما ‬يلفت ‬النظر ‬في ‬أحداث ‬ذلك ‬اليوم (21 ‬يناير) ‬أن ‬حسن ‬العشماوي ‬قابل ‬كريزويل ‬الوزير ‬المفوض ‬بالسفارة ‬البريطانية ‬يوم ‬الأحد 01 ‬يناير ‬بمنزله ‬في ‬بولاق ‬الدكرور ‬الساعة ‬السابعة ‬صباحا ‬ثم ‬عاد ‬لزيارته ‬في ‬اليوم ‬نفسه ‬من ‬الساعة ‬الرابعة ‬عصرا ‬إلي ‬الحادية ‬عشرة ‬مساء. ‬ولا ‬بد ‬أن ‬موضوع ‬اللقاء ‬كان ‬بمناسبة ‬يوم 21 ‬يناير ‬والغرض ‬البعيد ‬هو ‬إثارة ‬الفوضي ‬والقلق ‬لإضعاف ‬موقف ‬جمال ‬عبد ‬الناصر ‬في ‬التفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وعند ‬ذلك ‬الموقف ‬قرر ‬عبد ‬الناصر ‬حل ‬الجماعة ‬بعد ‬ذلك ‬بيومين (41 ‬يناير). ‬وهنا ‬لجأ ‬الاخوان ‬الي ‬محمد ‬نجيب ‬لالغاء ‬القرار ‬فلم ‬يستطع ‬شيئا ‬بل ‬لقد ‬اضطر ‬للتوقيع ‬علي ‬قرار ‬الحل ‬باعتباره ‬رئيسا ‬للجمهورية. ‬
‬بهذا ‬الموقف ‬أصبح ‬صراع ‬الإخوان ‬مع ‬عبد ‬الناصر ‬واضحا ‬وصريحا ‬حيث ‬أخذوا ‬يتربصون ‬به، ‬وتداخلت ‬هذه ‬الأحداث ‬مع ‬وقائع ‬الأزمة ‬بين ‬ناصر ‬ونجيب ‬فيما ‬عرف ‬بأزمة ‬مارس ‬1954، ‬حيث ‬أرادت ‬الجماعة ‬أن ‬تلعب ‬بالإثنين ‬حتي ‬يصفي ‬كل ‬منهما ‬الآخر ‬وتخلص ‬لها ‬الساحة ‬للحكم. ‬لكن ‬عبد ‬الناصر ‬سرعان ‬ما ‬احتوي ‬الأزمة ‬مع ‬نجيب ‬للتفرغ ‬للتفاوض ‬مع ‬الإنجليز. ‬وفي ‬صباح ‬28 ‬فبراير ‬1954، ‬انطلقت ‬مظاهرات ‬تزعمها ‬الإخوان ‬المسلمون ‬الي ‬قصر ‬عابدين ‬يحمل ‬أصحابها ‬أسلحة ‬نارية ‬وتردد ‬هتافات ‬عدائية ‬ضد ‬الثورة، ‬ويوزعون ‬منشورات ‬تطالب ‬بإسقاط ‬الحكم. ‬ووصل ‬المتظاهرون ‬إلي ‬ساحة ‬قصر ‬عابدين ‬يهتفون ‬باسم ‬محمد ‬نجيب ‬فخرج ‬إلي ‬الشرفة ‬المطلة ‬علي ‬ساحة ‬الميدان، ‬فازدادت ‬هتافاتهم ‬باسمه ‬وطالبوه ‬أن ‬ينصرهم ‬ويرفع ‬عنهم ‬الشروط ‬المجحفة ‬التي ‬اشترطها ‬مجلس ‬قيادة ‬الثورة )‬ عبد ‬الناصر( ‬ مقابل ‬عودتهم ‬للنشاط. ‬ولما ‬لمح ‬محمد ‬نجيب ‬وجود ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬علي ‬رأس ‬المتظاهرين ‬استدعاه ‬إلي ‬الشرفة ‬بجواره ‬لتهدئة ‬المتظاهرين ‬الذين ‬توقفوا ‬عن ‬الهتاف ‬بإشارة ‬من ‬يده. ‬فما ‬كان ‬من ‬عبد ‬الناصر ‬باعتباره ‬رئيسا ‬لمجلس ‬الوزراء ‬إلا ‬أن ‬اعتقل ‬عبد ‬القادر ‬عودة ‬مساء ‬اليوم ‬نفسه ‬ومعه ‬45 ‬عضوا ‬من ‬الإخوان.‬
‬عندما ‬تم ‬توقيع ‬إتفاقية ‬الجلاء ‬مع ‬الإنجليز ‬بالأحرف ‬الأولي ‬في ‬27 ‬يوليو ‬1954 ‬هاجمها ‬الإخوان ‬المسلمون.‬ وعلي ‬هذا ‬وفي ‬أواخر ‬سبتمبر ‬وأوائل ‬أكتوبر (‬1954) ‬أصبح ‬عبد ‬الناصر ‬لدي ‬الإخوان ‬‮«‬الخائن ‬المرتد .. ‬الناقض ‬للبيعة .. ‬ويطبق ‬نظاما ‬لا ‬إسلاميا‮»‬. ‬ ولم ‬يكن ‬(عبد ‬الناصر) ‬بعيدا ‬عما ‬يجري ‬بين ‬ظهراني ‬الجماعة ‬ولهذا ‬تحركت ‬أجهزة ‬أمن ‬الدولة ‬ضد ‬أعضاء ‬الجماعة، ‬وخلال ‬أربعة ‬أيام ‬من ‬23-‬26 ‬أكتوبر ‬شنت ‬حملة ‬صحفية ‬ضد ‬الجماعة ‬كأشخاص ‬ومبادئ ‬ونظام، ‬خصوصا ‬أن ‬عبد ‬الناصر ‬كان ‬ينوي ‬إلقاء ‬خطاب ‬في ‬الإسكندرية ‬مساء ‬يوم ‬26 ‬أكتوبر ‬احتفالا ‬بالتصديق ‬علي ‬اتفاقية ‬الجلاء، ‬وكان ‬المرشد ‬العام ‬قد ‬غادر ‬القاهرة ‬إلي ‬الإسكندرية ‬يوم ‬13 ‬سبتمبر. ‬
وفي ‬ميدان ‬المنشية ‬وأمام ‬حشد ‬جماهيري ‬وفى أثناء ‬إلقاء ‬خطابه ‬وفي ‬الساعة ‬السابعة ‬وخمس ‬وخمسين ‬دقيقة ‬انطلقت ‬عدة ‬رصاصات ‬عليه )‬تراوحت ‬الأقوال ‬بين ‬ثماني ‬رصاصات ‬وست ‬وتسع. (‬
‬وتبين ‬أن ‬الجاني ‬اسمه ‬محمود ‬عبد ‬اللطيف )‬سباك ‬من ‬إمبابة) ‬وعضو ‬في ‬الجهاز ‬الخاص )‬ السري ( ‬للجماعة ‬وأن ‬رئيسه ‬في ‬المجموعة ‬هندواي ‬دوير ‬(محامي ‬من ‬امبابه ‬وأصلا ‬من ‬المنيا (‬هو ‬الذي ‬حرضه ‬علي ‬إطلاق ‬الرصاص. ‬وكانت ‬تلك ‬نهاية ‬المطاف ‬في ‬علاقة ‬قامت ‬علي ‬المحاورة ‬والمناورة ‬طويلا.‬ وهكذا ‬وفي ‬30 ‬أكتوبر ‬تم ‬اعتقال ‬المرشد ‬العام ‬في ‬الإسكندرية ‬وفي ‬14 ‬نوفمبر ‬أعلن ‬ناصر ‬إعفاء ‬محمد ‬نجيب ‬من ‬رئاسة ‬الجمهورية. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.