تجربة جديدة وناجحة، تلك التى تفتح آفاقا جديدة أمام الشباب المصرى اليوم، للمشاركة الحقيقية فى بناء الوطن ورسم الخطوط الفاصلة والحيوية فى إعلاء شأن الدولة المصرية، عبر سواعد وركائز القوة الصلبة وهم جيل الشباب، الذى يمثل أكثر من 60 بالمائة من تعداد سكان مصر يمثلون الأمل والحاضر والمستقبل الواعد. أعنى بتلك التجربة، إقامة وافتتاح مؤتمر الشباب اليوم بحضور أكثر من 3 آلاف شاب وأكثر من 300 شخصية عامة ورجالات الدولة والفكر والقرار فى مصر. صاحب التجربة والقرار والفكرة، وهو بالطبع الرئيس عبدالفتاح السيسى لعقد مثل هذا المؤتمر وبحضور كل شباب المحافظات والأحزاب ومؤسسات المجتمع يستحق التقدير والتحية، حيث انها المرة الأولى منذ أكثر من 50 عاما بعد انتهاء وذوبان منظمات الشباب فى الاتحاد القومى والاتحاد الاشتراكى أيام عبدالناصر، الذى نجد فيه حاضنة جامعة عائدة بقوة لتوفير مظلات الحماية والتوجيه والتأسيس والتدريب والإعداد والمشاركة والاندماج لكتل هؤلاء الشباب فى مناقشة قضايا عديدة متعددة متراكمة بكثير من المصارحة والمكاشفة ولملفات مسكوت عنها عقود وسنوات فى كل مجالات ومسارات الحياة المصرية بكل تعقيداتها ومآسيها وأزماتها بغية إعطاء الفرصة الحقيقية لهؤلاء الشباب للنقاش والحوار ووضع الأصبع على الجرح للاطلاع والإلمام الكامل بكل تفاصيل المشهد السياسى والاقتصادى والتنموى والإعلامى والثقافى والعلمى والتعليمي، استعدادا لتولى زمام المبادرة والمسئولية فى قادم السنوات بوصف هؤلاء الشباب وغيرهم هم عدة وعتاد الوطن وصناع القرار القادم فى مصر. وما يهمنى فى افتتاح وخطاب الرئيس السيسى اليوم لمؤتمر الشباب وحديثه الصريح لهؤلاء، وطرح آماله وتصوراته وأحلامه لهؤلاء الشباب ورسم خطوط المستقبل أمام أعينهم، أن يوسع دائرة الرؤية والطرح فى هذا الخطاب المرتقب ليكون لكل المصريين عموما صغارا وشبابا وكبارا بكل طوائف المجتمع، حيث أتمنى أن يكون خطاب الصراحة والمكاشفة حتى يصبح المصرى عموما على بينة من أمره ووضعه وقادم أيامه بهدف تثبيت عقيدة المصرى وإيمانه بقيادته وحكومته ودولته، ونقل الصورة بكل رتوشها وتفاصيلها لواقع الحال فى مصر حاليا بشيء من التفاصيل الدقيقة.. وأين كنا وكيف أصبحنا..؟ حيث ذاكرة المصريين لا تشيخ. وحجتى فى هذا المطلب والطرح من قبل الرئيس، هى إنهاء حالة العبث والصراخ والعويل غير الأخلاقى فى الشارع المصرى حاليا بعد أن أصبحنا أمام ظاهرة افلتت من كل عقال وأمعنت فى كل انتهاك والتى يريد أصحابها جعلها مدخلا للتأثير والتعطيل وضرب الدولة والاقتصاد والمؤسسات والناس، عبر دعوات رخيصة من عينة أصحاب 11/11 أو بعض المارقين من أنصار دعوات التوك توك والمحبطين والانهزاميين الذين أدمنوا النظر أسفل أقدامهم، وبات غاية المراد والآمال الحصول على زجاجات الزيت وأكياس السكر والذين أوجدوا مناخ فوضى طيلة الأيام الماضية تسوده المزايدات الرخيصة والبذاءات المستفزة والمبادرات التافهة، الأمر الذى أدى فى بعض الوقت لإيجاد حالة من حالات التردى الأخلاقى وجو غالبا تسوده التفاهة وتجاهل أمور الوطن العظمى دون توسيع دائرة الحركة والرؤية ليروا ماذا يقام ويصنع فى مصر حاليا، ويشاهدوا ملاحم البناء والتعمير وصروح المدن والمشروعات العملاقة واستثمار بناء الوطن والمواطن المصرى حاليا خلال السنوات المقبلة، بعد أن ضربهم خداع مبارك وحكمه طيلة 30 عاما من التجريف والضياع والكسل والفقر والفاقة والمرض والجهل، كذلك سرقة واختطاف الوطن من قبل مرسى وعصابة جماعة الإخوان الإرهابية التى كانت ستورد البلد والمصرى عموما موارد التهلكة والضياع والفوضى والتقسيم والتشظي. لذا كنت من المطالبين والداعين الرئيس السيسى فى خطابه اليوم فى شرم الشيخ وقادم خطاباته، باللجوء الى لغة المصارحة والمكاشفة مع قليل من الحزم والحسم والالتزام بضمانات التنفيذ والتطبيق لسلة قرارات تتعلق بواقع الحال فى مصر حاليا، مع مقارنات كاشفة وعميقة لمأساوية الأوضاع فى مصر طيلة الخمسين عاما الماضية، وما وصلت إليه أوضاع البلاد والعباد آنذاك، وما يجرى التخطيط والتنفيذ له حاليا على أرض الواقع، حيث إن الأرقام لا تكذب سيادة الرئيس دع عنك الإجراءات المؤجلة، أو الترضيات التى لم يعد هذا شأنها أو محلها، وابلغ المصريين فى كل إطلالة كم نحن نعانى زيادة وكثافة سكانية عالية جدا، وموارد وإنتاج محلى محدود وعجز كلى فى الموارد ومصادر الثروة، ناهيك عن تعليم متخلف وصحة متردية ومرافق ومؤسسات وخدمات متهالكة أصابها العطب. أعلم أن كل هذا الإرث لم يكن من صنعك وأنك ورثت تركة ثقيلة مثقلة بالهموم والديون والأزمات الطاحنة والكوارث المستمحكمة، ولكن فى المقابل مطلوب منك ومن الحكومة وكل رجالات الدولة الأوفياء وأصحاب الضمائر والخبرة والحضور فى المشهد السياسى والاقتصادي، أن تصارحوا الشعب والمواطن أن البعير يكاد يسقط ولا ينفع معه التدليل، وأن كل سلعة وخدمة من الدولة قد تكون بالمقابل وليس بالمجان أسوة بكل ما يحدث فى دول العالم، التى تسعى لبناء اقتصادات بازغة واعدة من أجل الأجيال الحالية ومستقبل أبناء هذا الوطن، وبالتالى كل ذلك لن يتأتى إلا بالبناء والعمل والعطاء والتضحيات إذا كنا نريد لهذا الوطن عنوانا وحضورا مؤثرا وملموسا على خريطة سياسات واقتصادات دول العالم، حتى لا نتحول إلى أمة تترحم على ماضيها وتبكى عليه كما يريد لنا ويسعى البعض منا عن جهل وغباء، سواء متعمدا أو دون دراية لجرنا إليه، حيث أمنية بعض هؤلاء المنفلتين أن تنهار وتهوى مصر إلى واد سحيق. السيد الرئيس.. صارح وقل للشعب فى خطاب اليوم ماذا ستفعل وتصنع الحكومة فى قادم الأيام، وحزمة القرارات وسلة الإجراءات التى تتخذ لضبط الأسواق والبلاد وضرب المزايدات والاحتكارات والاستغلال وتعزيز قبضة الدولة الأمنية للفتك بكل الجشعين والمنفلتين والمتآمرين فأنت كنت ومازلت غطاء لكل المصريين، وقل لهم ارفعوا أعينكم عما بعد المخاطر لتتوقفوا أمام المستقبل، قل لهم انك فى أحلك الظروف لن تصل إلى مرحلة اليأس وعندك ثقة بالشعب المصرى وبالحاضر وبالمستقبل.. الحقيقة وحدها ستحررنا بالأمل. لمزيد من مقالات أشرف العشرى