فى تطور لافت، أعلن خليفة الغويل، رئيس الحكومة الليبية المنبثقة عن المؤتمر الوطنى المنتهية ولايته،عودة حكومته لمباشرة أعمالها من العاصمة طرابلس، بعد غيابها عن المشهد السياسى فى البلاد منذ مارس الماضى. وخرج خليفة الغويل رئيس ما يسمى بحكومة "الإنقاذ" عبر وسائل الإعلام فى أول ظهور له منذ عدة أشهر ،يرافقه النائب الأول لرئيس المؤتمر العام عِوَض عبدالصادق. الخطوة المفاجئة كانت خروج الغويل من قصور الضيافة مقر ما يسمى بالمجلس الدولة والذى يترأسه عبدالرحمن السويحلي، والمنبثق عن إتفاق الصخيرات المغربية نهاية العام الماضي. وقال الغويل أنه "بذل كل عنايته للمحافظة على الأمن، وبالرغم من أن هذا هو دور الحكومات المتعاقبة ، إلا أنه هو نفسه واجه أكثر من 250 اقتحاما، واجهها بمهنية وحكمة بالغة دون أن يسمح بإطلاق رصاصة واحدة بين الليبيين، مقدّرا حساسية الظرف، وحجم المؤامرات والدسائس التى تحاك ضد الليبيين لتمزيق نسيجهم، وإشعال الحروب الأهلية بينهم، وإفشال ثورتهم وأهدافهم"على حد قوله. وأضاف الغويل فى بيان: إن "حكومة الإنقاذ الوطنى هى الحكومة الشرعية، وتقوم بمساع حثيثة لتوحيد القوى الوطنية". وأشار إلى أن حكومته وجهت تنبيها لجميع المؤسسات والهيئات الحكومية والمصارف والقضاء ومكتب النائب العام بأن "التصرفات المالية والإدارية تقع تحت شرعيتها ما لم تتسلم أى حكومة المسئولية بشكل شرعى وقانونى". واعتبر أن كل من تم تكليفهم من قبل المجلس الرئاسى لحكومة التوافق الوطنى الليبية "موقوفين عن ممارسة أى نشاطات أو مهام"، لافتا أنه "سيتم إحالتهم جميعا للقضاء لانتحالهم الصفات غير المخولين بها". وذكر البيان أن الحكومة أعطت التعليمات إلى كافة الكتائب المسلحة المنضوية تحت رئاستها ل”التأهب لردع أعداء الوطن وإعلان حالة الطوارئ”. من جانبها، أصدرت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بيانا أدانت فيه سيطرة حكومة الإنقاذ على المؤسسات الحكومية لا سيما مقر المجلس الأعلى فى طرابلس. وقالت إن ما أقدمت عليه حكومة الإنقاذ يكرس الفوضى فى البلاد، مؤكدة أنها أصدرت تعليماتها للأجهزة الأمنية وخاطبت النائب العام، لإلقاء القبض على السياسيين الذين خططوا لاقتحام مؤسسات الدولة لتقديمهم للعدالة، بتهمة محاولتهم تأسيس أجهزة ومؤسسات موازية لا تستند لأى مبرر قانونى أو توافقى لوجودها. واتهم ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة بليبيا كلا من خليفة الغويل وعوض عبد الصادق، وآخرين ممن وصفهم بالخارجين عن القانون، بالتسلل إلى مقره فى محاولة لإرباك المشهد السياسى وتعطيل أى محاولة لتحقيق الاستقرار فى البلاد. وقال المجلس فى بيان ، إنه مستمر فى تأدية مهامه، ويعمل مع المؤسسات الشرعية للتعامل مع حادثة اقتحام مقره من طرف مجموعة مسلحة مساء أمس الأول، مؤكدا فى بيانه على التزامه بالثبات والحزم فى مواجهة أساليب البلطجة والابتزاز، موضحا أنه سيخدم كافة الوسائل المتاحة للتصدى لمحاولات تهديد أمن العاصمة والقضاء عليها نهائيا مهما كان حجم التضحيات المطلوبة.وطالب المجلس الأعلى للدولة حكومة الوفاق الوطنى بإصدار تعليماتها للأجهزة الأمنية بإخلاء مقر المجلس وإلقاء القبض على من تورط فى جريمة اقتحامه. وفى سرت، قتل 14 عنصرا على الأقل وأصيب عشرات آخرون من القوات الموالية لحكومة الوفاق فى هجوم جديد ضد إرهابيى تنظيم “داعش” فى معارك عنيفة بالمدينة الساحلية، وفقا لما أعلنته مصادر طبية وعسكرية. وفى بنغازى، أصيب 5 أطفال إثر هجوم بقذائف هاون استهدفت مساء أمس الأول منطقة بنينا ببنغازى. وقال شهود ان القذائف انطلقت من مواقع يسيطر عليها الإرهابيون وخلفت سقوط جرحى غالبيتهم من الأطفال. ودوليا، أعلن حلف شمال الاطلسي”ناتو” أمس مجددا استعداده لتقديم مختلف انواع الدعم إلى ليبيا، مشترطا حصوله على طلب ليبى واضح فى هذا الشأن. وقال ينس ستولتنبيرغ الأمين العام للحلف، إن الحلف يقوم بدعم بعثة صوفيا البحرية الاوروبية العالمة قبالة السواحل الليبية لمراقبة الهجرة غير الشرعية وتنفيذ حظر السلاح، كما أوضح الأمين العام ان الحلف يظل على استعداد لتقديم أنواع أخرى من الدعم إلى ليبيا بناء على طلب من السلطات الليبية.