السينما مفتاح الحياة ... شعار اطلقه المخرج الكبير د.سمير سيف على الدورة ال20 للمهرجان القومى للسينما وهو شعار له مدلوله ولم يطلقه المخرج الكبير من فراغ ولكنه كما أكد لنا فى حواره مع الأهرام أن هذا الشعار مقصود وقام باختياره بدقة ليعكس روح المرحلة التى نعيشها فالسينما هى الحياة والحلم وهى بوابتنا للتفاؤل والامل او كابوسا يصيبنا بالاحباط ولكننى ادعو من خلال هذه الدورة واشجع الى السينما الايجابية التى تدعو للتفاؤل وحب الحياة وهذه الكلمات والمعانى ماهى الا انعكاس لرؤية مخرج كبير يعلم جيدا اهمية السينما فى التأثير فى وجداننا والتحكم فى امور حياتنا بشكل كبير فماذا قال عن الدورة ال20 للمهرجان والمكرمين والجديد الذى يتميز به المهرجان القومى للسينما هذا العام فى البداية يقول الدكتورسمير سيف رئيس المهرجان :هذه الدورة مهداة الى روح المخرج الكبيرالراحل محمد خان وهذا اقل ما يمكن تقديمه لواحد من رواد السينما المصريه والذى صنع الكثير بافلامه واستطاع ان يعبر عن المواطن المصرى ومشاكل المجتمع المصرى بحرفية شديدة واضاف ان المهرجان هذا العام يضم 91 فيلما وهو عدد اكبر من الافلام التى تم عرضها فى الدورة السابقة وعن الجديد الذى تتميز به الدورة ال 20 اكد انه للمرة الاولى يتم اضافة جائزه لمهندسى الصوت ويتم تكريمهم ايضا ضمن المكرمين وهو عنصر كان مهملا طوال تاريخ المهرجان قاطعته وقلت له ان عين المخرج جعلته ينظر لاشياء قد يتجاهلها البعض ولكنه من موقعه كمخرج يستطيع ادراكها؟ ابتسم واجاب :بالتأكيد اننى انظر للامور بعين اخرى وبطريقة مختلفة وبصراحة شديدة انا حريص بشكل كبير على تكريم وتسليط الضوء على كل من لم يحالفهم الحظ خلال مشوارهم الفنى اى لم يحققوا نجاحا يوازى حجم ابداعهم او الذين حققوا ولكن لم يتم تكريمهم او بمعنى ادق منسيين وهو ما جعلنى اضيف جائزة مهندس الصوت بالاضافة الى اختيار المخرج حلمى حليم بمناسبة مرور 100 عام على مولده وسيتم اقامة معرض يتضمن صورا له ولأعماله فهو من المخرجين الذين لم يتم تسليط الضوء عليهم من قبل. ويضيف المخرج الكبير سمير سيف :هناك ايضا عودة للندوات ولكن من خلال الافلام التسجيلية فبعد كل فيلم هناك ناقد لادارة النقاش بعدها وتم اضافة ذلك هذا العام تلبية لرغبات المخرجين الجدد الذين يرغبون التواصل مع الجمهور ومعرفة رد فعل الجمهور على افلامهم وهو ما جعلنى اعيدها من جديد بعد غيابها سنوات للحماس الذى رأيته فى اعين صانعيها عكس الافلام الروائية الطويلة التى لم يكن يأتى صانعوها لحضور الندوات الخاصة بها وهو ماجعلنى اقوم بالغائها من العام الماضي بمناسبة عدم حضور صانعى الأفلام للندوات هناك أيضا تجاهل من الفنانين لفعاليات المهرجان ولقد صرحت العام الماضى بانك اصبت بصدمة من جراء ذلك فماذا تقول لهم هذا العام؟ انا ارى ان المهرجان القومى للسينما هو احتفال للعائلة المصرية جميعها ويجب الا نتقاعس عن المشاركة به وهذا سر تميزه عن المهرجانات الدولية التى تأتيها الافلام من جميع انحاء العالم ولكن المهرجان القومى هو احتفال الاسرة المصرية التى يجب علينا الالتفاف حولها جميعا فيه ولا استطيع تحديد سبب لعزوف الفنانين عنه فهناك من يكون بالخارج وآخرون لديهم تصوير وهناك ايضا من يبحث عن المقابل المادى الذى يحصل عليه من السفر لمهرجانات خارج البلاد ولا يهتمون لمهرجان بلدهم ولكن ما يلفت نظرى والكلام على لسانه انه اذا تصادف وحضر نجوم فيكونون من الجيل القديم والمتوسط فقط ويختفى النجوم الحاليون رغم انه جزء لا يتجزء من نشاطهم السينمائى بخلاف عملهم لذلك فعزوفهم عن الحضور امر غير مفهوم ،واتمنى ان يخيب ظنى هذا العام بحضورهم ومساندتهم لمهرجان بلدهم ماهى الصعوبات التى واجهتك والاخرى التى كنت تأمل فى تغييرها ولم يحدث ؟ المشكلة الاساسية التى تواجهنا من اعوام ماضية هى تقليص المصروفات ولكننى افهمها نظرا للأزمة المالية التى تمر بها البلاد وجميع الوزارات بما فيهم وزارة الثقافة ولكننا فى النهاية نحاول الحفاظ على شكل وقيمة ومضمون المهرجان وماهى المعايير التى يتم على اساسها اختيار المكرمين لكل دورة منعا لاية مجاملات؟ نحن لا نجامل احدا فأهم شرط للاختيار هو الا يكون تم تكريمه سابقا وانا منذ تقلدى لرئاسة المهرجان قمت بعمل لوحة كبيرة لجميع المكرمين الذين سبق تكريمهم وجميع من صدرت لهم كتب تفاديا من الوقوع فى التكرار وعلى سبيل المثال فى اولى دوراتى اكتشفت انه لم يتم تكريم العملاق يحيى الفخرانى فقمنا بتكريمه على الفور بعد الانتهاء من المهرجان القومى للسينما ينتظرك مهرجان شرم الشيخ للسينما المصرية والاوربية فهل تراه فرصة مناسبة لتنشيط السياحة المصرية؟ اعتقد ان اقامة هذا المهرجان واختيار شرم الشيخ جاء من اجل تنشيط السياحة وعودتها من جديد فالسينما وسيلة للتقريب بين الشعوب ولذلك فقد اخترت ان يكون شعاره هو اعرفنى كى تتقبلنى اى قبول الاخر فى العالم وهو ما يقرب من انسانيتنا فالانسان بطبيعته عدو ما يجهله ومن هنا اخترنا هذا الشعار Know me to accept me وذلك من اجل التقريب بين السينما العربية والاوربية وهو ما يجعلنا فى حاجة الى موضوعات تعبر عن مجتمعاتنا العربية وطريقة تفكيرنا هل ترى أنك من جيل اوفر حظا من الجيل الحالى للمخرجين؟ لا اعتبره حظا ولكن فرص العمل كانت بشكل احترافى عن الآن قد يكون التطور التقنى اقل من الموجود الان ولكن ظروف العمل واخلاقياته كانت افضل كثيرا انتم جيل قدم افلاما عظيمة فى تاريخ السينما المصرية وكانت الافلام تعبر بشكل كبير عن واقع مجتمعنا فهل الازمة الآن فى ندرة الموضوعات وكتابها؟ انا لا اريد ان اظلم الجيل الحالى لان ازمة السيناريو ليست وليدة اللحظة فهى مشكلة تواجهنا طوال الوقت ولكن الازمة تزايدت بشكل كبير فالكتابة تفتقد العمق والنفاذ فى تحليل المجتمع ولا اقصد ان اقدم الاشياء بشكل معقد ولكن لابد ان يكون هناك ذكاء الرؤية ودقتها اذن الاستسهال الان هو سيد الموقف من اجل تحقيق الربح؟ دعينا نتفق ان السينما مشروع تجارى يهدف الى الربح ولكن الفرق ان المنتجين من الاجيال القديمة كانوا يبحثون عن قيم اخرى فى السينما بجانب الربح اما الان فقليل منهم من لديه شغف وحب حقيقى للسينما هل يتحمل الجمهور ما وصلت اليه السينما الان فى بعض افلامها؟ لا اريد ان اظلم الجمهور فهو لن يتردد فى الذهاب للسينما ولكن عندما يجد الجيد يقبل عليه بشكل كبير بدليل ان هناك العديد من الافلام الجيدة تحقق ايرادات مرتفعة وهو ايضا نفس الجمهور الذى يعزف عن الافلام دون المستوى ولا يقبلها تحت اى ظرف ونحن فى حاجة الى تكاتف من الجميع منتجين ومخرجين لعمل موضوعات تهم المجتمع بشكل فعلي