تضم الجامعات الحكومية 27 كلية تربية منوطة بتخريج معلمين فى كل التخصصات المختلفة بالإضافة إلى كليات رياض الاطفال والتربية النوعية والتعليم الصناعى وإعداد معلم تربية خاصة والتربية الموسيقية والفنية والرياضية، كم هائل من المعلمين يتم تخريجهم سنويا يحتاجون إلى صقل مهاراتهم وتدريبهم واكسابهم خبرات طوال فترة الدراسة حتى يتمكنوا من المنافسة داخل سوق العمل والسؤال أين دور كليات التربية فى تطوير هذا المعلم وماذا سنفعل فى المرحلة المقبلة لإعداد المعلم؟ حول هذا التساؤل يرى الدكتور محمود الناقة أستاذ المناهج والتدريس بتربية عين شمس ورئيس الجمعية المصرية للمناهج والتدريس أن نظام الدولة بلا معلم كفء لا يقام لان النظام قائم على الأداء البشرى ومن يعد هذا الأداء هو المعلم فإذا فشلنا فى إعداد المعلم فشلنا فى بناء كوادر منتجة تحقق التنمية الشاملة. وأضاف انه يعانى شعورا بالإحباط عندما يرى بعض المعلمين لا يتقنون الكتابة ولا التحدث ولا الابتكار فى الأداء وليس لديهم الرغبة والحماسة القلبية لهذه المهنة وهذا يعنى وجود قصور فى المكانة العملية والأدبية والاجتماعية لدى المعلم. وتعجب قائلا: كيف يتم قبول طلاب بمجاميع منخفضة بكليات التربية فالمعلم صانع العقل البشرى ومنميه فإذا كان عقل المعلم فى الأصل غير ناضج ومكتمل فكيف يمكن أن نعهد إليه بتربية العقل البشرى واكسابه المهارات وتنمية ذكاءه. وأشار إلى ضرورة التدريب الميدانى للمعلم حتى يتمكن من المنافسة داخل سوق العمل فالمعلم مثل الطبيب و المحارب يحتاج إلى ميدان يتدرب فيه ولكثرة أعدادهم لا تستوعبهم المدارس للتدريب وإذا استوعبتهم فليس هناك مدارس أصلا فالفصول خالية من الطلاب والعملية التعليمية لا تتحمل وجود «طلاب معلمين» بالإضافة إلى عدم وجود خبراء يشرفون عليهم فى التدريب سواء من حيث العدد أو الكفاءة حتى أعضاء هيئة التدريس فى كليات التربية عددهم لا يكفى و جداولهم اليومية لا تسمح. وفيما يخص تطوير «معلم المعلم» أوضح الناقة أن إعداد عضو هيئة التدريس بكليات التربية يقتصر فقط على الماجستير والدكتوراه وليتها رسالة ماجستير أو دكتوراه على مستوى علمى جيد فعضو هيئة التدريس فى كليات التربية لأبد أن يتقن اتقانا محترفا فى كيفية إعداد المواد التعليمية وكيفية التدريس الجامعى لأن التدريس الجامعى له خصائص تختلف عن التدريس فى المدرسة حيث يعتمد على المنهج الموسوعى البحثى وله ثلاثة أبعاد المعرفى والمهارى والتطبيقى ويطلق عليه ما يسمى بغابة الدراسات الكثيفة ولكنه كثيف منتقى بالأساسيات والضروريات و ليس الحشو. ويرى الدكتور على الجمل عميد كلية التربية بجامعة عين شمس الأسبق ضرورة تطوير «معلم المعلم» أولا ومن أهم أوجه القصور بكليات التربية ضعف ابتعاث المعيدين والمدرسين المساعدين للخارج وعدم احتكاكهم بالجامعات الأجنبية منذ أكثر من 30 سنة ومن المفترض أن أحد عوامل تطوير كليات التربية تطوير أداء عضو هيئة التدريس وليس فقط بمنحه الدورات الداخلية ولكن بإرساله إلى الخارج للتعلم وصقل مهاراته وربطه بالجامعات الأجنبية. وأضاف أن عمليات الإبتعاث الحالية تتم بالجهود الذاتية وبشكل ضعيف وغير مؤسسى نظرا لضعف مصادر التمويل مؤكدا أن الجيل الذى يتم الاعتماد عليه فى تطوير كليات التربية هو الجيل الذى حصل على الماجستير والدكتوراه من الخارج. وأكد أن أحد الحلول التى يمكن طرحها لهذه القضية إنشاء صندوق لدعم ابتعاث المعيدين والمدرسين المساعدين وتكون مصادر تمويله من الوحدات ذات الطابع الخاص الموجودة داخل الكليات ويمكن أيضا لمؤسسات المجتمع المدنى والأهلية ورجال الأعمال المهتمين بالتعليم أن يساعدوا فى تمويل هذه البعثات. وأضاف انه اتخذ أولى الخطوات لتنفيذ هذا الاقتراح أثناء فترة عمادته كلية التربية وتم رفع القرار لمجلس الجامعة ولكنه لم ينتظر تفعيل القرار وابتعث عدد من المعيدين بالكلية بعد عمل اتفاقية مع جامعة «برنت ادوار» بكندا وفى السنة الأولى للاتفاقية سافر 11 معيدا ومدرسا مساعدا بدعم من إحدى المؤسسات الأهلية وفى السنة الثانية سافر10 مدرسين مساعدين. وقال انه من أجل الابتعاث تم إنشاء وحدة الاتصال والتعاون الدولى بتربية عين شمس وقامت بدورها فى عمل التواصل بين أعضاء هيئة التدريس بالكلية والجامعات الأجنبية وكانت أول وحدة اتصال داخل كليات التربية على مستوى الجامعات الحكومية. ويرى الدكتور رجب الميهى عميد كلية التربية بجامعة حلوان الأسبق أن تطوير كليات التربية يتطلب فى البداية وضع سياسة ومبادئ جيدة تتمثل فى إخضاع الطالب إلى ما يسمى ببطارية الاختبارات سواء كان ذلك فى طريقة تفكيره أو فى المادة التى سيتخصص فيها بالإضافة إلى اختبار يقيس استعداده وحبه لمهنة التدريس بالإضافة إلى وضع معايير عند توزيع الطلاب بعد دخولهم الكلية على التخصصات العلمية المختلفة وفقا لرغباتهم. وأشار إلى ضرورة تطوير مقررات كليات التربية التخصصية والتربوية والاهتمام بالتربية الميدانية وأن تتم بصورة أكثر فاعلية مما عليه الآن ويمارسها الطالب من السنة الأولى فى الكلية وذلك يتطلب وضع بروتوكول تعاون بين وزارة التربية و التعليم وكليات التربية بحيث يمارس الطالب التربية الميدانية من خلال حصص للممارسة بالمدرسة. وأشارإلى ضرورة وجود بروتوكول أيضا بين وزارة التربية والتعليم وكليات التربية يحدد من خلاله عدد الطلاب الذين يجب قبولهم فى كليات التربية وفى كل تخصص كل عام وحصول المعلم على رخصة لممارسة التدريس تجدد كل 3 سنوات وبعد ان يجتاز اختبارات فى مادة التخصص والمواد التربوية المهنية. وتتساءل الدكتورة حنان كمال مرسى استاذ تكنولوجيا التعليم والاعلام بكلية التربية جامعة حلوان ومدير مركز التطوير الوظيفى بالجامعة من الذى قال أن المعلم خريج كليات التربية ليس على مستوى علمى جيد وهل هناك دراسات أو احصائيات أشارت إلى هذا وأى معيار تم اتخاذه وعلى أساسه قيل هذا الكلام ومنذ متى والحكومة لم تعين خريجى كليات التربية فى المدراس؟ وأكدت انه لابد أن يحصل خريجو كليات التربية أو العلوم أو الآداب أو الطالب الحاصل على دبلوم عام تربوى على رخصة لمزاولة المهنة قبل العمل بالتدريس من جهه معتمده تقيس قدراته مشيرة إلى أن كليات التربية لا تعمل جميعها بنفس الشكل قائلة أن هناك كليات تربية تضم بداخلها تخصص التربية والعلوم و الآداب مثل تربية عين شمس والاسكندرية وهناك كليات تربية تضم بداخلها تخصصى التربية و الآداب فقط مثل التربية بطنطا والمنصورة وهناك كليات تدرس التربية فقط وهى الغالبية العظمى من كليات التربية وفى هذه الحالة فهى تستعين بأعضاء هيئة تدريس من كليات العلوم والآداب وتنتدبهم للتدريس بها. وتشير إلى أن المشكلة هنا أن كليات التربية تكون تحت امر كليات أخرى مثل العلوم والآداب بالإضافة إلى أن هذه الكليات ترسل هيئة معاونه للانتداب بكليات التربية وليس مدرسين والهيئة المعاونه للتطبيقات فقط وليس للتدريس وهذا يؤثر على المنتج وهو المعلم لذلك لابد أن تضم كليات التربية كل التخصصات المختلفة فى التربية والعلوم والآداب وتعمل تحت عمادة واحدة ولائحة واحدة لضمان جودة المقررات والتدريس. وقالت الاساس فى طالب كلية التربية أن يتعلم داخل المعامل وفقا للتخصص وليس الاعتماد على الملازم والحفظ والتلقين بالإضافة إلى أن التربية الميدانية لابد أن تبدأ من العام الأول وليس من السنة الثانية أو الثالثة فى الجامعة.