8 - كلنا نحب مصر ونحلم بأن تكون دولة عصرية حديثة. إن الدولة التى نحلم بها جميعا هى التى تضع فى مقدمة أولوياتها مهمة بناء الإنسان الحر المنتج القادر على الابتكار والإبداع والمؤمن بدوره ومسئوليته فى الحفاظ على الوطن والدفاع عن ترابه وتراثه والإصرار على إنجاز المزيد من البناء والإنتاج الذى يصنع الحياة فى مجتمعات جديدة أصبح الخروج إليها ضرورة حتمية. حلمنا ليس بالحلم المستحيل فى بناء دولة قوية يحترمها الداخل ويهابها الخارج عندما تكون هى المحرض الأول للمواطن على التمسك بكامل حقوقه مقابل التزامه بأداء واجباته كأحسن ما يكون الأداء دقة وإخلاصا.. وهى الدولة التى تهيئ المناخ الصحى الذى يحترم فكر ورأى كل مواطن فى ظل توافق وإدراك مجتمعى بأن المحظور الوحيد هو سوء استخدام الحرية التى يمثل العبث بها تحت أى مسمى عبثا بمقدرات الوطن كله. إن دولة المؤسسات التى نحلم بها لابد أن تكون انعكاسا للمفهوم الصحيح للحرية التى تجعل من الديمقراطية وسيلة فعالة لحسن وسلامة صنع القرار بأكثر من كونها بوابة للمهاترات والمزايدات ومتاجرة بآلام وأوجاع الناس وإنما هى منهج للتفكير والسلوك يرتكز على تقديم القدوة الطيبة والالتزام بالضوابط التى تتفق ومباديء الشرعية الدستورية واحترام سيادة القانون. ولعلنا نتفق جميعا بأن الدولة التى نحلم بها هى التى تحمى استقلال القضاء وتضمن حصانة رجاله، فالمؤسسة القضائية تمثل رمانة الميزان فى تحقيق التوازن بين مختلف السلطات ثم إن القضاء المستقل هو العنوان الأبرز للحكم الرشيد. إننى أحلم بمصر المستقبل التى تعزز من ركائز الوحدة الوطنية وتدعم الفئات الأقل قدرة وترعى القرى والنجوع والأحياء الأشد فقرا وتلتزم بضمان أمن المواطن على حياته وحريته وممتلكاته بقدرة التصدى لكل خروج على الشرعية فى الداخل وبحسن التأهيل والاستعداد لأية أخطار أو عواصف يمكن أن تهب علينا من الخارج... وظنى أن الحلم ممكن رغم صعوبته ولكنه أبدا ليس بالحلم المستحيل! وغدا نواصل الحديث.. خير الكلام: يشفى الفقراء بالعمل والأغنياء بالدواء! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله