تركيا بلد الانقسامات الحادة كان من الممكن أن تصل إلى الانفجار والحرب الأهلية بها العديد من الملفات (الكردي، والعلوي، والأرمينى وغيرها) والخلاف على السياسة الخارجية، والتعامل مع ملف الإرهاب والأصوليين المتطرفين أردوغان تعامل مع الملف الداخلى بنوع من الغطرسة والكبرياء وبرغم أن تركيا عاشت كثيرا مع الانقلابات هذا هو التاريخ التركى والحقيقة أن الكل يعلم كم تعاطفها مع الإرهاب فقد دعمته دعما لوجستيا خاصة لكل من داعش والنصرة وغيرهما من الأصوليين وأن لم يحسم الملف الداخلى سيكون أكثر تعقيدا فالمشاكل المذهبية، والأقليمية ممكن أن تتحول إلى حرب أهلية تركيا الآن ظروفها تجبرها على الانكفاء فى السياسة الداخلية والقول إن ترديها فى السياسة الخارجية أشبه بالديب الذى رباه صاحبه ليأكله فى النهاية فتركيا بالحق والقول والفعل والقوة لها دور كبير فى تغذية المنظمات الإرهابية. والتى بدأت تشكل قطاعا فى العمق الجغرافى والاستراتيجى الغربى فخروجة من مأزق الانقلاب جعله يصور نفسه أن الله هو الذى أنقذه وبدا أكثر دكتاتورية نصب نفسه السيد المطلق أصبحت بيده مقاليد زمام البلاد. ولا أجامل أن قلت أن الفضل يرجع لفشل الانقلاب وانقاذ عرش أردوغان إلى دولتين هما روسيا وإيران هم من نبهوا أردوغان للانقلاب لذا أقول أن دولة القياصرة والصفويين كانا لهما الفضل فى بقاء أردوغان. فهل يؤثر ذلك على السياسة الخارجية تجاه هاتين الدولتين بلا شك بالنسبة للأولى علمنا كيف كان حال السياسة التى تدر دخلا لا يقل عن 30 مليار دولار سنويا باعتباره يمثل دخلا أساسيا فى اقتصاد تركيا، وكذلك خط أنابيب الغاز تلك هى أمور وهذه هى مصالح والواقع يشير إلى أن تركيا أشارت إلى أمريكا أنها تأخرت فى الابلاغ عن الانقلاب، وكذلك الدول العربية. فلو تتبعنا ما جرى فى بلاد الأناضول نجد أن هناك حركتين إسلاميتين تصدمان بعضهما بعضا حركة فتح جولن واردوغان باعتباره يمثل الإخوان المسلمين والداعم لهم أيضا، والذى يعتبرهم نواة الخلافة العثمانية فحركة جولن تغلغلت فى كل مناحى الدولة كالشرطة، والقضاء، والتعليم وغيرها بعكس أردوغان كانا الاثنان متحدين فى البداية وكانت الأمور تسير فى الدولة بشكل مستقر أما الآن أوكل ما حدث إلى فتح الله جولن باعتباره هو باعث الانقلاب وهذه هى حركة الاعتقالات الواسعة التى لم يشهد لها مثيل فى أى دولة، الحقيقة أن هذه الأمور ستضعف حركته الشعبية التى لم تتجاوز النصف بقليلا جدا والذى تصور أنها تفوق 90% ويمكن القول إن الأحزاب ساندته حتى المعارضة الحقيقة لم تسانده لشخصه وانما حماية للديمقراطية حماية لتركيا، وإذا كان يمثل الإخوان المسلمين هذه الحركة مغضوب عليها عالميا فى الدول العربية هو الآن وتلك فرصة مواتية له يريد أن يطهر الدولة من الجولانيين سيضعف قوته إلى الثلث من خلال هذا الأمر، والأمور تشير إلى أن ثلث الجيش التركى جاهز للانقلاب عليه. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين