المشروعات المتعثرة أو المعطلة بمحافظة المنيا ترجع إلي سببين, الأول هو سوء التخطيط حيث يوجد25 مستشفي تكامل دون استغلال لعدم الاحتياج إليها, والسبب الثاني هو نقص التمويل. ففي مدينة المنياالجديدة يوجد مستشفي للطوارئ بطاقة24 سريرا تم تسليمه لمديرية الصحة منذ عام2006, لكن المديرية اعترضت علي تصميم المستشفي ولم يدخل الخدمة, وهناك مستشفي آخر بالمنياالجديدة بطاقة150 سريرا في انتظار تسليمه إلي المستشفي الجامعي لتشغيله بعد رفض مديرية الصحة تسلم المستشفي لعدم وجود إمكانات التشغيل, ولأن طاقة الاستيعاب في جميع المستشفيات التابعة لمديرية الصحة لا تزيد علي45% من الأسرة. أما عن السبب الثاني للمشروعات المتعثرة أو المعطلة عن العمل, الذي يعود إلي نقص الاعتمادات المالية, يأتي في مقدمة هذه المشروعات قطاع مياه الشرب والصرف الصحي, حيث أكد اللواء سراج الدين الروبي محافظ المنيا أن هذا القطاع وحده يحتاج إلي مليار جنيه, وهناك مشروع إنشاء كوبري بني مزار العلوي علي النيل الذي بدأ العمل فيه مع كوبري ملوي علي النيل, والذي افتتحه وزير النقل والمواصلات أخيرا, بينما لا يزال كوبري بني مزار متوقفا عن العمل. يقول الدكتور مدحت شكري وكيل وزارة الصحة بالمنيا: إن مستشفي الطوارئ بالمنياالجديدة لا يصلح لهذا الغرض, وإنه تقدم بدراسة للوزارة لاستغلال المستشفي كمركز للعناية المركزة وحضانات للأطفال, أما المستشفي الآخر فقد حضرت لجنة من الوزارة وأبدت الملاحظات علي المبني, مشيرا إلي أن المحافظة ليست في حاجة إلي مستشفيات جديدة, حيث إن نسبة الإشغال لا تتعدي45% في أي مستشفي بالمحافظة, وبالنسبة لمستشفيات التكامل المنتشرة بقري ومراكز المحافظة قال وكيل وزارة المحافظة: لدينا25 مستشفي تكامل, وهذه المستشفيات تحتاج إلي إعادة توظيف واستغلال, حيث سيتم استغلال عدد منها كمدارس للتمريض ومستشفيات لعلاج الإدمان, وأن الإحصائيات كشفت عن أن نسبة الإشغال في هذه المستشفيات تراوحت بين1% و2%, فضلا عن أن المديرية ليست لديها إمكانات بشرية خاصة في تخصصات العناية المركزة, والتخدير, وأن الطاقة الحالية تغطي احتياجات المستشفيات العامة والمركزية ب العافية, كما أن مستشفيات التكامل تنفيذها دون الأخذ في الاعتبار الاشتراطات اللازمة لإنشاء مستشفي جديد, وهي أن يخدم المستشفي100 ألف مواطن علي الأقل, وألا تقل المسافة بينه وبين أقرب مستشفي عن15 كيلومترا. ويعترض المهندس محمد عاشور رئيس جهاز المنياالجديدة علي تصريحات وكيل وزارة الصحة بشأن مستشفي الطوارئ, والمستشفي الجديد بطاقة150 سريرا, ويقول: إن مديرية الصحة بالمنيا وافقت في محضر رسمي علي إنشاء كل من مستشفي الطوارئ ومستشفي ال150 سريرا, وأن مديرية الصحة تسلمت المستشفي الأول والطوارئ منذ6 سنوات, ولم يتم تشغيله حتي الآن, كما أن لديه خطابا من مديرية الصحة بالمنيا يفيد بأن المديرية ليست لديها إمكانات لتأثيث وتجهيز المستشفي في الوقت الحالي, وأن اللواء كمال الدين حسن النائب الأول لرئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وافق علي نقل أصول المستشفي( طاقة150 سريرا) إلي جامعة المنيا. ويتفق المهندس مصطفي عبدالرشيد رئيس جمعية مستثمري مدينة المنياالجديدة علي ضرورة الاستفادة من المستشفيين, سواء باستغلال مستشفي الطوارئ من جانب مديرية الصحة, أو مستشفي ال150 سريرا من جانب جامعة المنيا, لأن المهم هو الاستفادة من هذه المشروعات وليس المهم الجهة التي تتبعها. ويمثل أيضا ملف مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا بؤرة صديدية. المهندس فتحي رضوان رئيس شركة المنيا لمياه الشرب والصرف الصحي يقول: إن الشركة تقوم فقط بإجراء عمليات الإحلال والتجديد والصيانة لشبكات وخطوط ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي, وأن ميزانية الشركة يتم اعتمادها من الشركة القابضة التي تشرف علي جميع الشركات في المحافظات, أما تنفيذ وتصميم مشروعات محطات مياه الشرب والصرف الصحي, وتوصيل الخطوط والشبكات, فمن اختصاص الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي, وأن الشركة تقوم حاليا بعملية إحلال وتجديد شبكة جنوب مدينة المنيا التي تمثل مشكلة مزمنة بسبب تهالك الشبكة, سواء في خطوط المياه أو الصرف الصحي, وأن اعتمادات الشركة للعام المالي(2012/2011) تناقصت إلي22 مليون جنيه بعد أن كانت50 مليون جنيه في العام السابق, وذلك بسبب نقص اعتمادات الشركة القابضة, مشيرا إلي أن المنيا حصلت علي منحة ألمانية16 مليون جنيه لإحلال وتجديد شبكات جنوبالمنيا, وهناك عدد آخر من المشروعات الحيوية المتعثرة بمحافظة المنيا, يأتي في مقدمتها مشروع كوبري بني مزار العلوي علي النيل, حيث يقول المهندس حسين سعد وحيد رئيس الإدارة المركزية للمنطقة السابعة بالهيئة العامة للطرق والكباري: إن نسبة التنفيذ في الكوبري بلغت80%, وهناك مشكلات تعترض استكمال المشروع تتمثل في اعتراض بعض الأهالي علي نزع ملكية أراضيهم في مطالع ومنازل الكوبري من الناحيتين, كما أن هناك عددا من الأهالي حصلوا علي تعويضات نزع الملكية بالفعل ويرفضون تسليم الأرض, وهناك من المشروعات المتعثرة مشروع ازدواج الطريق الزراعي من نقطة مرور ملاطية بمركز مغاغة حتي مدينة المنياجنوبا بطول77 كيلومترا, وبتكلفة400 مليون جنيه, حيث توجد6 مساجد تعترض مسار توسعة الطريق, وتم إرسال مذكرة لمديرية الأوقاف للموافقة علي إنشاء مساجد بديلة علي نفقة الهيئة العامة للطرق والكباري حتي يمكن إتمام المشروع.