كنت اشعر بالأسف والمرارة وانا أشاهد كل ليلة إعلانات المنتجعات والقصور والقرى وجميعها باللغة الانجليزية .. لا يوجد منتجع واحد أو قرية سياحية باللغة العربية وطوال الأسبوع تنتشر الإعلانات في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعى باللغات الأجنبية وكأن العربية عار ينبغى ان نتخلص منه..هل يعقل ان تصبح اللغة العربية غريبة بين أهلها وفى ديارها بهذه الصورة المخجلة .. هل من الصعب ان يغامر إنسان يحب لغته ويصنع اسما عربيا .. لم يبق أمامنا وقد توحدت خطب الجمعة إلا ان تكون الخطبة باللغة الانجليزية تأكيدا للحالة التى تعيشها الآن لغة القرآن .. في يوم من الأيام قرر بعض المحافظين الا تكون أسماء المحلات باللغات الأجنبية وان نعود مرة أخرى إلى لغتنا العظيمة ولم ينفذ القرار وفى يوم من الأيام حتى في ظل الاحتلال الانجليزي لم تكن كل الأسماء باللغة الانجليزية كان لدينا عمر افندى وشيكوريل وكان عندنا حى المنتزه والمعمورة ورأس التين والمندرة والعجمى الا ان الشواطئ الجديدة في المدن الجديدة كلها باللغات الأجنبية فينيسيا والريفيرا وهايسندا وعشرات الإعلانات التى نفتح أعيننا عليها كل صباح ابتداء بالشواطئ والعقارات والقرى وانتهاء بالمطاعم ووجبات التيك أواى.. في المدارس لا يتعلم الأبناء اللغة العربية وفى المحلات يستخدمون اللغة الأجنبية وفى البيت تخجل الأم ان تتحدث مع ابنها باللغة العربية لأن كرامة الأسرة لا تسمح بذلك .. كنت يوما ازور صديقا وجلست أداعب ابنه الصغير واسأله عن المدرسة والفصل والهدايا.. وقطع الصديق الحوار بيننا متباهيا بأن الطفل لا يتحدث اللغة العربية فهو في مدرسة انجليزى .. هذه الكارثة التى لحقت بنا وغيرت أسماء المحلات والشواطئ والمدن لم يبق غير ان نغير أسماءنا إلى أسماء أجنبية حتى تكتمل الصورة وفى آخر المطاف نجد خطبة الجمعة الموحدة من وزارة الأوقاف باللغة الانجليزية .. يجب ان يصدر قرار بأن تكون أسماء الشواطئ والقرى والمحلات باللغة العربية وان نعيد لها مكانتها لأنها شرف الأمة وضميرها وثقافتها ارحموا لغتنا التى كانت يوما جميلة. لمزيد من مقالات فاروق جويدة